إنتهاء التحقيق في كارثة سقوط رافعة (ونش) الحرم في أقل من 24 ساعة!!

Quote: شؤون خليجية - مي محروس " قولا واحدا .. دماء الحجاج في رقبة نظام آل سعود" .. " إيران شماعة السعودية للتغطية على تقصيرها في خدمة الحجيج " .. "كوارث الحج تهديد لعرش المملكة كراعية لضيوف الرحمن تستمد منهم القوة والشرعية"..هذه ليست مانشيتات في صحف إيرانية وهي التي تعهدت بالهجوم على المملكة وقادتها خاصة بعد الحوادث الأخيرة بالحج.. إنما هي مانشيتات في صحف مصرية مقربة من قائد الانقلاب العسكري الجنرال السيسي!!.. فهل هذه هي "بداية المرحلة الجديدة من التعاون التي سبق وأن صرح بها السفير السعودي بمصر أحمد عبد العزيز قطان الشهر الماضي؟. يبدو أن الانتهاكات الإعلامية المصرية المتكررة والهجوم الممنهج ضد المملكة، لن يستطيع أحد كبح جماحه، فتارة يؤكد السفير السعودي أنه أجرى اتصالات على أعلى مستويات مع السلطات المصرية وقيادتها؛ للاعتراض على تجاوزات بعض الإعلاميين المصريين المؤيدين للانقلاب العسكري بحق المملكة، كاشفًا أنه أوصل لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، احتجاجًا رسميًا بهذا الشأن. وتارة يقترح أن تستضيف المملكة أول لقاء يعقد بين الصحفيين والإعلاميين والمفكرين المصريين والسعوديين، لتدعيم الحوار بين الجانبين لمعالجة الفجوة بين البلدين .. ومؤخرا وصل الأمر إلى مهاداته لبعض رؤساء تحرير الصحف المصرية وعدد من كبار الكتاب ومقدمي برامج الـ«توك شو» بالحج هذا العام ..إلا أن المراقبين رصدوا استمرار الحملة الشعواء على السعودية وقادتها وعلى لسان الأذرع الإعلامية المختلفة للانقلاب العسكري وعلى رأسهم الإعلامي المقرب من قائد الانقلاب إبراهيم عيسى من خلال صحيفته "المقال". وكانت آخر تلك الحملات التي تبناها "عيسى" من خلال صحيفته، أمس الاثنين، عندما حمّل العدد ومن خلال أكثر من مقال، السعودية مسؤولية دماء الحجاج الذين قضوا إثر التدافع بمشعر "منى"، وأبدت الصحيفة اندهاشها من محاولات تبرئة المملكة من هذه المسؤولية، مستنكرة قيام قائد الانقلاب المصري عبدالفتاح السيسي، بتعزية العاهل السعودي، مع أن المفروض هو العكس، - على حد قولها - مطالبة الحكومة المصرية بأن تتابع بنفسها التحقيقات السعودية، في حين أننا لم نشهد اهتماما من الحكومة المصرية أو السفارة المصرية بالرياض يذكر بضحايا الحادث من الحجاج المصريين – بحسب شهود عيان مصريين في هذا الموسم من الحج - . وكانت المانشيتات التي تصدرت عدد أمس الاثنين من صحيفة " المقال " برئاسة تحرير إبراهيم عيسى الذي أخذ على عاتقه مهاجمة المملكة والملك سلمان – منذ توليه الحكم تقريبا- ون "عاصفة الحزم " – باعتبارها عدوانا على اليمن - والفكر الوهابي باعتباره مصدر للإرهاب.. تتساءل باستنكار: “لماذا يحاولون تبرئة السعودية من موت الحجاج؟ ولماذا نسي السيسي تعزية المصريين في وفيات الحجاج، وعزَّى ملك السعودية؟ وكيف أصبحت إيران شماعة السعودية للتغطية على تقصيرها في خدمة الحجيج؟ وهل ما حدث جريمة مدبرة ومؤامرة على السعودية أم إهمال؟". كما خصصت صحيفة “المقال” أربع مقالات كاملة لمهاجمة حكام السعودية. قولا واحدا.. دماء الحجاج في رقبة نظام آل سعود وتساءل الكاتب المصري عماد حمدي، في هذا المقال الذي يحمل هذا العنوان : “هل كان آل سعود ينتظرون سقوط مئات القتلى لمراجعة خطط الحج؟ ولماذا تتكرر حوادث تدافع الحجاج؟ ولماذا تغيب الاستعدادات السعودية لمنعها دائما؟” – على حد قوله - ونوه إلى أن: "كل حوادث التدافع السابقة تكاد تكون متطابقة، وتكاد تكون طريقة تعاطي المسؤولين السعوديين معها متطابقة أيضا، طالما أن هناك مبررا اسمه التدافع، وطالما لا تخجل السلطات من تحميل الحجاج مسؤولية مقتلهم، كأن الذي ذهب لأداء فريضة الحج يأبى أن يؤدي مناسكه في سهولة ويسر، ويريد أن يتدافع أو يتزاحم أو يفقد حياته”. وأكد "حمدي" على أن "كارثة مقتل الحجاج لن تكون الأخيرة طالما استمر الإهمال والتقصير والعجز البين عن تأمين حياتهم"، حسب تعبيره. وأشار إلى "أن المسؤولين السعوديين ـ كعادتهم ـ لم يمتلكوا شجاعة تحمل المسؤولية عن الحادث، برغم أنه لا مسؤول غيرهم عن تأمين حياة الملايين الذين يؤدون شعائر الحج منذ وصولهم إلى أراضي المملكة، وحتى مغادرتها، بل ألقوا باللوم على الحجاج لأنهم تدافعوا خلال رمي الجمرات، كأن نظام آل سعود لا يعلم أن وجود هذه الأعداد الغفيرة ينطوي على احتمال، ولو ضعيف، لحدوث مثل هذه التدافع، وأن مسؤوليتهم هي منع حدوث ذلك أو التدخل العاجل لوقف تفاقم الكارثة متى حدثت" – حسب قوله. و استنكر التصريحات الرسمية واصفا إياها أنها : " كلها باهتة كأي تصريح لمسؤول عربي بعد أي كارثة، على طريقة فتح تحقيق عاجل حول ملابسات الواقعة، ومراجعة خطط تأمين الحج، فلا التحقيقات ستسفر عن شيء، ولا جديد سيحدث، وسيظل مثل هذه الحوادث مرشحا للتكرار خلال مواسم الحج المقبلة" – حسب زعمه. الفكر السلفي الوهابي سبب مقتل الحجيج في "منى" وعلى غرار رئيس تحريره، حمّل الكاتب طارق أبو السعد "الفكر الوهابي" مسؤولية كل كارثة تحدث في عصرنا الحديث، وزعم أبو السعد، في المقال الثاني أن “الفكر السلفي الوهابي سبب مقتل الحجيج في منى”، متسائلا : " “هل قتلى الحرم آثمون لقتل بعضهم؟”- وفق تعبيرة. كما أبدى أبو السعد اندهاشه من تبريرات المسؤولين السعوديين للحادث، فقال: "برغم امتلاك المملكة سبعة آلاف كاميرا تصور الحج بالفيديو، فيا للعجب لم تقدم لنا فيديو واحدا يثبت أن الإيرانيين هم من تسببوا في هذا الهرج والتدافع.. هل هي سلوكيات الحجيج التي هي في كل مرة المتهمة في التدافع، وخصوصا المصريين (رغم أنهم في هذه المأساة لم يوجد منهم إلا عدد صغير)، هل يجب أن نتوقف عن البحث عن السبب، والاكتفاء بقولنا: يا بختهم، ماتوا وهم يحجون وأن هذه دلالة على حسن الخاتمة.. أم أن ننظر إلى كل هذه الكوارث على أنها تهديد لعرش المملكة كراعية لضيوف الرحمن تستمد منهم القوة، والشرعية؟”- حسب زعمه. كيف يعزي " السيسي " ملك السعودية ؟ أما المقال الثالث فاستنكر فيه الكاتب محمود صلاح، تعزية السيسي للعاهل السعودي، متسائلا : “كيف يعزي السيسي ملك السعودية، وهو المتسبب وحكومته في الفشل التنظيمي الذي راح ضحيته أكثر من 750 حاجا؟”- حسب زعمه. وتعجب صلاح أن "المفاجأة أن الملك السعودي لم يعز مصر بل إن من قام بذلك هو السيسي، فهل يوجد شيء أكثر غرابة من هذا؟ "رئيس "يسقط من شعبه أكثر من 100 قتيل وجريح خلال أقل من أسبوعين في دولة تسبب سوء تنظيمها لأهم حدث ديني في مقتل أكثر من 900 حاج فضلا عن مئات الجرحى؟” – بحسب وصفه - السعودية هي التي يجب أن ترسل برقيات تعزية في تدافع “منى” أما المقال الرابع فكان في إطار حملة الجريدة على حكام المملكة، حيث تساءل فيه الكاتب لؤي الخطيب: “كيف يختلف الموقف المصري من مقتل الحجاج في تدافع منى عن الموقف المكسيكي من مقتل سائحيها في مصر؟”. وأردف: “يجب توجيه السؤال لكل الدول التي أرسلت البرقيات، خصوصا مصر، رئاسة وحكومة”.وتساءل الخطيب بالعامية المصري: “مين مفروض يعزي مين؟”. وتابع: “لنستدع من الذاكرة المصرية القريبة ما قامت به المكسيك بعد حادث مقتل السياح في الواحات.. ماذا لو كانت المكسيك قد أرسلت برقية تعزية للسيسي؛ لأن الحادثة وقعت على أرضه؟”. واختتم مقاله قائلا: “هذا بالضبط ما حدث، وعلى الحكومة المصرية، في الفترة المقبلة، أن تتابع بنفسها التحقيقات التي تجرى في السعودية، وأن تعلن ذلك صراحة، فعدد الحجاج المصريين الذين سقطوا – حسب آخر إحصاء معلن – هو 55 حاجا، وأسر هؤلاء ينتظرون نتائج التحقيقات، ومحاسبة المسؤول المقصر إن ثبت التقصير، ولن تفيدهم برقيات التعزية لملك السعودية، أو لوزير الداخلية”، وفق قوله. المصدر : خاص -شؤون خليجية