|
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات (Re: عليش الريدة)
|
:عندما كنت في العشرين من عمري،كنت أعتقد أن الكون كله واقعٌ في ورطة كبيرة, كنت أظن أن بضاعة المشاكل الكونية لن تنضب أبدا،بل كنت أري أليّس هناك أصلا بضاعة تعرض في الأسواق غيرها،كان لي رأي حول الطريقة التي يدار بها العالم..وكان لي بالمقابل تصورٌ واضحٌ ولايقبل الجدل عن الحلول لتلك المشاكل.. وكانت دمائي تمور بتلك الحيوية الجبارة التي تزين لي أن المفتاح بيدي..نعم كان المفتاح الوحيد بيدي أنا..وكنت فقط في حالة انتظار للفرصة المناسبة حتي أهدي الكون الشئ الذي ظل يبحث عنه ولم يجده..والآن بعد أضفت أكثر من عشرين أخرى،بعد أن وصلت للنقطة التي ينحني فيها النهر،بعدأن حُشرت في المغسلة مرارا،ثم عُرضت للسعات الشمس عاريا..بعد أن تساقطتُ كأوراق النيمة في الشتاء..بعد أن حككت جلدي بكل سيقان الغابة،كما تفعل عجزة الثعابين.. الآن فقط أصبحت أشعر أن المشكلة الوحيدة التي تؤرقني فعلا،المشكلة الوحيدة التي يجب أن أجد لها حلا حاسما وفوريا، هي مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي..وهل تعلم كيف هو تصوري لحل تلك المشكلة عندما تحدث وأنا مستلقيا على فراشي، وحدي كالعادة في غرفتي تلك التعيسة..تصوري الوحيد هو وبكل فخر،أن أصيح بما تركت لي سنابك الخيل من فتات الحيوية،وهي بالمناسبة تكفي فقط لأن يصل الصوت إلى الغرفة الأخرى،والتي يكون ابني يراجع فيها دروس اليوم مع أمه،وعندما يترك الغلام الكتاب دون أن يكون قد أتم حفظ سورة (البينة) ربما، ويأتي إليّ،أأمره بفتح النافذة التي تبعد عن رقدتي الكئيبة تلك،في فراشي الكئيب ذاك، بمقدار خطوة واحدة فقط، نعم خطوة واحدة فقط،تفصلني عن الهواء النقي،ومع ذلك أجبن عن القيام بها..هل رأيت في حياتك كائنا حيا أكثر عشقا للانخداع من الانسان..هل رأيت في حياتك كائنا حيا أكثر ظاهرية من الإنسان.. ثم هل كانت في الأساس المكاسب المرجوة تكافئ كل تلك التكاليف الباهظة..فقد كان الجو منذ الأذل باردا،نعم كان دون ريب باردا جدا، لدرجة أني اعتقد أنه ما خلق إلاّ باردا،وإلاّ ماكان اهتم هو بالنار عندما رآها،و ما قال لعلكم تصطلون..لكن النار لم تكن على الطريق، وإلاّ لغشاها مع أهله، وماقال امكثوا.. ولوكانت على الطريق كان سيشاركه أهله في العثور على الشهاب،وهذا ما لم يسمح به ،لأن العثور على الشهاب كانت مرحلة شخصية محضة، لذلك لم يكن أبدا على الطريق،ولذلك أيضا انعطف هو وترك أهله رأفة بهم من عناء الذهاب والإياب، وهذه الرأفة بالتحديد ربما كانت هي سبب الاصطفاء، أو ربما تكون هي مجرد استدراج لتحقيق الاصطفاء،أو لعلها هي الاصطفاء نفسه..لكن الثابت أنه عندما وصل إلى هناك وجد الشهاب..وهذا من ناحية أخرى يعطينا الحق في أن نسأل السؤال الأهم، هو هل هو من وجد الشهاب..أم أن الشهاب هو من وجده..هل رأيت في حياتك كائنا حيا أو ميتا أكثر غرورا من الانسان.. نحن نتحرك، نحن الوحيدون الذين نتحرك في هذا الكون،وبقية الأشياء حرمت من خيار الحركة،ومع ذلك فإن بقية الأشياء هي التي تعثرعلينا،بينما نحن لانستطيع العثور علي بقية الأشياء،هي التي تختارنا، نحن خياراتها،وليست هي خياراتنا،فخبرني بربك،كيف يعثر الثابت على المتحرك، ومع ذلك يزهو المتحرك بفعل العثور..آآآه،ياشجرة المهوقني الشماء، كيف سمحت للسيل بأن يقهرك..كيف سمحت للزبد بأن يلطخ رأسك العالي... ويافريسة الغابة المحتملة، حاولي أن تسمعيني قبل أن تمزقك المخالب،قبل أن تجوفك الأنياب،قبل أن تسكني مع الفضلات،اسمعيني لأني خبير جدا في مثل هذه الأمور..ما أود أن أخبرك به هو: لن يتمكن منك الصياد إلاّ إذا تواطأتي أنت معه،فلا تصيدي نفسك،لاتصيدي نفسك.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-27-15, 01:07 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | علي دفع الله | 08-27-15, 02:20 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-27-15, 03:09 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-27-15, 08:31 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-28-15, 05:19 AM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-28-15, 08:11 AM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-28-15, 01:57 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | سيف النصر محي الدين | 08-28-15, 06:11 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-29-15, 05:54 AM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | محمد عبد الله حرسم | 08-30-15, 05:47 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-30-15, 09:11 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | سيف النصر محي الدين | 08-30-15, 09:30 PM |
Re: لعبة الاقتباسات وأشباه الاقتباسات | عليش الريدة | 08-30-15, 09:42 PM |
|
|
|