|
خبر الشوم (Re: مجدى هاشم)
|
نضمت واتكلمت في نضمنا ومنتظرين وقفة الناس والمجتمع والدولة
(خبر الشوم) !
والعنوان أعلاه يعود للأغنية الجديدة التي تصدح بها الفنانة المبدعة (ندي القلعة) في إطار مشروعها الغنائى الإجتماعي الذي يجعل من الأغنية رسالة توجيهية كاملة الدسم تقتحم القلب بسلاسة وتخاطب العقل والوجدان بما يخدم القيم والأعراف السودانية الخالصة. و(ندي) التي عرفت بقدرتها الفائقة علي تحريك الدم في العروق وشحذ النفوس بالحماس الكبير من خلال أغنياتها ذات المضامين النبيلة واللغة الرفيعة المختارة بعناية ، تواصل المضي قدماً في تميزها عبر هذا النص الشفاف والواقعي الذي كتبه ووضع ألحانه المقتدر (هيثم عباس) المعروف ببساطة المفردة والمباشرة في الطرح، والذي تناول خلال هذه الأغنية ظاهرة إجتماعية صادمة وهو يتحدث عن المسكوت عنه في مايلي الإرتفاع الملحوظ في معدلات الإنحراف الأخلاقي والمجاهرة بالمعصية الذي بات يخرج علينا كل صباح عبر الوسائط الإلكترونية علي هيئة صور وأفلام لبعض الشباب السودانيين الذين إبتلاهم الله بأنعدام الرجولة فلم يستتروا وراحوا يجاهرون بها بمختلف الوسائل والأوضاع حتي ذاع صيتهم وبلغت أنباءهم العربان داخل وخارج السودان بينما معظمنا يدفنون رؤوسهم في الرمال ويتبجحون بأدعاءاتهم الزائفة بدلاً عن مواجهة الأمر والبحث جدياً في حلول ناجعة قبل أن يخسف بنا الله تعالي الأرض. وعندما تصدح الإمبراطورة (بت البلد) مرددة: (خبر الشوم وخبر الروم فاح وإتبادلو الحروم ياجنا...الدبارة نان كيفن؟)...تدرك تماماً فداحة الأمر الذي نغض عنه الطرف ونخادع أنفسنا بينما تتمرغ سمعة البلاد والعباد في الوحل! وحتي تكتمل الصورة الذهنية والوجدانية لديكم ليس أمامكم سوي الحرص علي الإستماع لهذا النص الموضوعي الصادم الذي يواجهنا صراحةً بما آل إليه وضع بعض شبابنا الذين إنحسرت رجولتهم وإنعدم حياءهم وختم الله علي قلوبهم بالوقاحة والفسوق والعياذ بالله حتي بلغ الأمر حداً مخزياً و (الدبارة يادراج...شيتاً جاب لو عقد وزواج ياجنا....الدبارة نان كيفن؟!) ، وبينما نتحسر علي ممارسات بعض الفتيات الخارجة ، تباغتنا مهازل الدهر بصرعات بعض هؤلاء بينما تكتفي بعض الجهات المعنية بالفرجة ويشارك البعض الآخر في إتساع دائرة هذا الإنحراف أو كما قال هيثم عباس: (السفارة شغلك ني....أشرتيلو كايرو دبي!!). وأمام هذا الألم لا يمكننا الا أن نحسر الرءووس التي كثيراً ماتطاولت بأقاصيص رجالنا الأفذاذ أصحاب الكرم والشهامة حفظهم الله، ولكننا بالمقابل يجب أن نعترف بمظاهر الأزمة، ونبدأ في التفكير جدياً في تضافر كافة الجهود من أجل وضع حد حاسم لها يحفظ ماتبقي من أخلاقنا وماء وجهنا. وشكراً حميماً للجميلة (ندي القلعة) التي تقدم لنا دروساً قيمة في قالب من الإمتاع ، وتعيد للفن مهامه الرسالية ، وتقدم نموذجاً للفنانة المثابرة التي تحرص علي التجويد وتقديم الجديد وتجتهد لإرضاء جمهورها العريض وتظل رغم الرهق البدني والنفسي وما تتعرض له من مناوشات محتفظة بإبتسامتها الودودة وبشاشتها الخالصه مع الجميع.
تلويح:
ولاتزال تدهشني قدرة هذه الفنانة علي شحذنا بالهمّة وإشعال جزوة القلب بالشجاعة والإقدام حتي فكرت جدياً في مناشدة وزارة الدفاع لإستيعابها ضمن إدارة التوجيه المعنوي !
داليا الياس_إندياح_صحيفة اليوم التالي
منقول
|
|
|
|
|
|
|
|
|