برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطـَّـريق ..! (مقال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-25-2024, 12:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-23-2015, 07:02 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� (Re: سيف اليزل الماحي)

    مرحب بالأخ الصديق سيف اليزل، ولك التحايا الطيبة


    وَ

    حُبَّاً وَ كرامة ..



    Quote:


    برنامج إصلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطــَّريق ...!

    بقلم: محمد أحمد أبوجــــــــــودة

    إصلاح الدولة السودانية، هدفٌ باهر وأملٌ خَيّر. يكاد أن يكون تميمة، معلّقة برقبة الشعب السوداني. منذ ماقبل عهد سلاطين باشا، ذاك الاحتلالي النمسويّ المغامر، والذي خدم الخديوية المصرية في السودان حاكماً لدارفور، خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ثم لم يأنف أن يواصل مغامرته في حُكم السودانيين "سَلْفَقة" (ولعلّها بَلطَجَة)، مبتدأ القرن العشرين. ضمن جنرالات المملكة البريطانية كـ الحاكم العام "الثاني" ال سير/ ريجنالد ونجت، وذلك بالرغم ممّا عاناه "سلاطين" من خضوعٍ ومسكَنة. تحت إمرة حاكم سوداني وطني؛ هو الخليفة عبدالله "ود تورشين" المشهور بالتَّعايشي. حيث اضطُّرّ "سلاطين" إلى إعلان إسلامه تُقيــةً، وخَنَع بقبول تغيير اسمه من "سلاطين" إلى "عبدالقادر، ثم بقيَ مُتمسكناً تحت الأسر الخليفوي الكاسر لسنوات طوال، حتى تمكّن من الهَرَب من أمدرمان إلى مصر؛ بحسب ما حكاه في كتابه " السيف والنار في السودان".

    لقد ظلّ هدفُ إصلاح الدولة، أملٌ مُعلّق برقاب السودانيين جميعا، تعلو أشواقهم إليه مع كل حاكمٍ قادمٍ جديد. ثوريّاً جاء أو تمّ تكليفه بالانتخاب، احتلالياً كان أم تمّ تعميده بالانقلاب؛ ثم لا تلبث الأشواق أن تموت بالسّكتة الاستبداية، متزامنةً مع "طولة" قرفصاء الحاكم على عرش السلطنة، ما تمكّن من زاوية الدّفّة منفرداً بحاكميّته وحده، لا راضٍ به أو مقتنعٌ له إلّا قليل؛ وقليلٌ مَن يسمَع له أو منه، وقد لا يأبه به كثيرون. ثم ترجح كَفّة الخَيبات السياسية، فيتقهقر حُكمُه تحت سنابك قادمٍ - لا مَحالة- حالِمٍ للسودان جديد، لتضحى برامج الإصلاح في خبر كان، منصوباً عليها بقولنا الشعبي: كان فُلان من طبقة "حَشّاش بي دقينتو"، ثم لم يزد عن سابقيه، ولم ينقُص.

    السودانيّون كثيراً ما يهتمّون بــــِ ما يجري حولهم، ومن باب أولى، فاهتمامهم بما يطرحه القابضون على على أمور الحُكم والسياسة، هو الأعلى على مَرّ الدّهور. بيد أن غواشي السياسة وتجاذباتها في سودان المليون (كلم2) بعد المَيل، لم تترك للناس بالاً ولا روحاً معنوية، كي يعيدوا البصر أو البصارة كَرّتين. فقد طالما انقلَب الحال السياسي من علٍ، أو سقط الوعدُ من فوق، ثم تبدّلت الوجوه بغتة..! ليظلّ الهدف الإصلاحي واقفاً مكانه، مُعلّقاً يتدلدل يُمنَةً ويُسرى؛ ظاهراً للعَيان، باقٍ مع الأيام كـ" تحلية سياسية" يوزعها المحظوظون؛ لأجل استطالة الاستقرار ، ولو تَوَهُّما؛ وجليّة الأمر، فإنه ما كان ذاك باستقرارٍ مكين، أو حتى غير مكين..! بقدرما ظلّ على تتالي السنوات، استقرارٌ شكلانيُّ الهيئة، متقلِّب الظواهر ومتشاكس السياسات والتوجّهات، لا يُؤمَل فيه ولا يُرجى.

    المطالبة بإصلاح الدولة السودانية، تكاد أن تكون متجذّرة في أفئدة الشعب؛ بالتالي فإعلان برنامج إصلاحٍ للدولة، وإشهاره من أعلى ( دَكّة مَن ناداك ) كـَ مجلس وزراء حكومتنا الطامحة لتغيير الوضع، مَلمَحٌ يشي بالكثير من الآمال الخَيِّرة، تحوم في أفئدة الحاكمين، وتبحث عن حُسن إخراج؛ لكنه في نفس الآن، مَلمَحٌ يشي بالكثير من عذابات السياسة وعثراتها، تعمُر الدّور الحاكمة والمحكومة؛ ومن الجليّ فإنّ تِركَة الخراب الذي يريد إصلاحاً في بلادنا، ومنذ القديم، لا يُمكِن أن يُقال عنها أنها راحت لسبيلها مع ما مضى من جميل..! لكنّها ها هنا ماتزال قاعدة وقائمة وجاثمة، تملأُ الحاضر بالوجَع، وتتراكم وتتفاقم مع الأيام، لتتلقّف كثيراً من عِصي الصعوبات الاقتصادية، السياسية، الثقافية والاجتماعية، علاوة على ما تحدفه عليها، الأعاصير الإقليمية والدّولية بسدودها وحدودها وتداخلاتها ونفطها ومائها ونزوحها، تعصّبها وتطرفها، بالكثير من المزعجات التي لا تسير، إلاّ على المتعرّج من الدروب.


    مثّل خطاب التنصيب الرئاسي، ولا شك، افتتاحاً مباركاً في كثير من نفوس المُتابعين؛ بما اشتمل عليه من نوايا خيّرة في ابتدار مسيرة إصلاح برامجي لكافة الثغور المعلولة في وجه بلادنا؛ وكذلك لما أقرّ به الخطاب الرئاسي، معترفاً بما اعترى الدولة من تقصيرات فادحة في كثير من وجوه النشاط العام، وأيضاً، بانحدار الخاص، جَرّاء صعوبات المعاش والتعليم والصحة، بل والعدالة. ثم استمرّت الأيام، تزيد فيها المشاغل، وتطلّ بأعناقها الأهوال، في عالَمٍ يكاد إنسانُه أن يفترس أخيه الإنسان، ثم يقول له ببساطة: هذا ابتلاؤك فاركِز.

    في عبارةٍ بليغة المعاني، يشير الدكتور خالد التجاني، المحلل السياسي والكاتب الصحافي المعروف، في واحدٍ من مقالاته، إلى أنّ "الحالة السودانية، في ما يبدو، قد أحالتها نُخبتها السياسية إلى مستودَع للمواثيق السياسية، بما يُهري عالَماً بحالِه، وأنه منذما يزيد عن سبعين عاما، ظلّت البلاد تكتظّ بأوراق سياسية، لم توفِّر للبلاد خلاصاً ولا أتاحت لها انتقال سلس، من حالٍ إلى حالِ".

    إلى ذلك، فقد استقبل كثيرٌ من الناس، حديثَ النائب الأول لرئيس الجمهورية في مؤتمره الصحفي بالاثنين، الاسبوع الأول من أغسطس الجاري، بروحٍ آملة، ونفوس مُشرَئبة أن تتحرّك عَجَلات البرنامج الإصلاحي للدولة السودانية، على نَهج الدروب المستقيمة. كذلك فقد طَرِب الكثيرون بما أبانه النائب الأول، من تشخيص لافت، لكثير من القضايا العامة. ما يعكس صدق بحثها أولاً، واستعدادية الدولة أن تُرهف السّمَع لأيّ ارتيابات قد تبدو من الجمهور، وفي البال، أنّ دروب الحكمة الإنسانية قد نطقتْ منذ فجر الحكمةالتاريخية، بالقول: نصفُ رأيِك عند أخيك.

    ما يزيدُ الأمل بواحاً، أنّ النائب الأول،قد وضّح أهمية أن يكون الإعلام، اللاعب الأساسي في برنامج إصلاح الدولة؛ وذلك بالمشاركة في عملية التقييم والتقويم؛ ولم ينسَ أن يُبَشِّر بمنح حريات أوسع. هاهنا تتبدّى البدايات الصحيحة، على الرغم من كونها ربما تتشابه مع الهبّات القديمة في حقل الإصلاح لشؤون الحُكم والمعاش، تلك التي مضتْ وتركت حال الخراب في حالِه. فالهَبَّة الإصلاحية الجديدة، إذن، تتلبَّس مظاهر الجدّية، للسَّيْر ببرنامج الإصلاح إلى آخر الشّوط. مهما تعرّجت الدروب أو تكاثرت المصائب، وعلاوة على ذلك، فإنّها هَبَّة إصلاحية تجترُّ عديداً من الوقائع الماسخة و ( المواقف البائخة)، بــطول تجربة حكمٍ قابض؛ أربتْ على رُبع قرنٍ من الزمان، لم يسكت لسان التجربة القابضة، عن كلمة "إصلاح" ولا كلمات مثل: تحوُّل ديمقراطي، تفاوُض، حوار، انتخابات، وُحدة وطنية، سلام، نهوض، تغيير، تنمية إلخ,,,, ولكن للأسى، دون أيّ نجاحٍ يُذْكَر لأيِّ شعارٍ أو هُتاف أو إرهاص..! بل ازدادت المصاعب، وتمكّن التمكين، وساءت الخدمات العامة بما لا يُقاس..! ولعلّ الكلمة الرقمية (7+7)، والتي ملأت آفاقنا حديثاً دون معنىً ملموس، ربما تأخُذ في خاطرها مِنّا (آل إعلام) إن لم نُشِر إليها وإلى رَعيلها المنكبّون تَمليَّاً في فرادة صَرْحها، كآخر أحزان السياسة السودانية؛ مع العِلم، أنهم أُناس لايفعلون شيئاً سوى أن يتحدّثون.

    الحكومة في هَبّتها الإصلاحية الجديدة، بعد الألف هبّة وَ هَبّة التي مَضَيْن؛ تضعُ نفسها في موقفٍ لا تُحسَد عليه. بل وفي تحدٍّ أشبه بالتحدِّي الذي خاضَ غِمارَه جيش الفتح اللإسلامي للأندلس، حيث أحرقوا مراكبهم التي قطعوا بها إلى الضّفّة الأخرى. استمساكاً بعدم التقهقُر مهما كانت النتائج المُرّة؛ وكان لسان حالهم: البحرُ خَـلفي والعدوُّ أمامي … ضاع الطريقُ إلى السَّفينِ ورائي.

    هل يخضرُّ الأمل، بعد هذا التحدي الكبير؟ فـتستقيم الدروب، وينمو الإصلاح بظهرانَيْ وطنٍ مُثخَن الجراح؛ وعلى ذات يد العُصبة الحاكمة بالكنكشة والدّروَشة وَ شيءٍ من اللّفِّ والدَّوَران، كثير..؟ أم ستتشابه علينا الأيام والبقر والبرامج؛ متى ما أضحت الآلية المــُتّفــَق عليها بين الفُرقاء السياسيّين، لا تعدو أن تكون: قتلُ الرفيق قبل الطريق..؟
                  

العنوان الكاتب Date
برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قبل الطـَّـريق ..! (مقال) محمد أبوجودة08-22-15, 05:20 PM
  Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-22-15, 05:27 PM
    Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-22-15, 05:33 PM
      Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-23-15, 06:30 AM
        Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� سيف اليزل الماحي08-23-15, 06:43 AM
          Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-23-15, 07:02 AM
            Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-25-15, 03:35 PM
              Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة08-28-15, 03:20 PM
                Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة10-25-15, 01:53 PM
                  Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة10-25-15, 01:56 PM
                    Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� Nasr10-25-15, 04:40 PM
                      Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة10-25-15, 08:30 PM
                        Re: برنامج إصـلاح الدولة .. قتلُ الـرَّفيق قب� محمد أبوجودة10-25-15, 08:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de