|
|
|
Re: عصابة خضراء (Re: Dahab Telbo)
|
العتمة قدر الظل المميت واللُجة مَهلَكة الأكسجين كان البحر اللجوج سيصُم أذن الضوء بضجته لو لم يهجره ويمقته الى الابد للدرجة التي تجعله يرفض التطوع لإنارة قاعه ما لم يُجبر بسطوة الليزر الضجة التي لا تروق لضوء متصوف مثل الذي يسكن سُرج الجازولين في عشش الصيادين على الشاطئ تتعايش فيها كائنات وأحجار كريمة بقوانين لم تمرر على منضدة ألامين العام للأمم المتحدة رغم أن سلطاته تشمل ذلك العالم بنص المسودة التي وافقت عليها جمعيته العامة بالإجماع البحر في ذاته كان سيكون هادئا تنثل الحكايات فيه بابتهاج صبايا الجن لولا صخب الأسماك وعرائس البحر ، قوقعة السلاحف ،السرطانات و التماسيح الظلومة ، ساكن مثل مرفأ في لحظة ثبات وربما سُمعت وشوشة خفيضة لبلابل بحرية تجاوزت عقبة الأوكسجين ، الظل المصاب بمتلازمة الخوف الأبدي من الضوء جعلت منه جائحة الذعر تلك كائن اكثر تشبثية ما أن يرى شيئا حتى يختبئ وراءه -أو أمامه- متوهما تصيد الضياء وجاهلا بخطر العتمة التي تقتله خنقا كلما رحل النور ، البحر مسرح لأحداث وُضعت في كف الكتمان المطوية أبداً لذلك سيظل مجهولا ،ادهم في طيات موجاته تموت أسئلة كثيرة دون هُدى تتسمر نظرات الإعجاب في صفحات الموج الواقفة سد لا يسمح لشيء أن يخترق عظمة عالمه ، الموج سد حاقدا إذاً يحرم النظرات المتطلعة إلى الاستنارة بغطرسة مستفزة والظلمة قاتل مجهول يحمل عبئ جريمته ضوء مسكين . لابد للأشياء أن تظل مقلوبة مثل "صبّاب" القُطر الأصغر فيه يحمل عرش الدائرة الكبرى وما تجلبه من سوائل أبدا دون أن يتنبه احد لذلك الاختلال قبل انكسار عنق الحامل حنقا ، الحرب يكسبها القوي حتى في أوقات السلم لان السلم هو تفويض القوي بالظلم الابدي بعد اجتياز أكثر معاركه دموية وهي" معركة التفاوض" لذلك يتفوه السمك في بحره بالبذاءات كانت السمكة الخضراء تتبعني منذ الوصول وتتعمد احيانا الاصطدام بي مغمغمة بلعنات تخص بها الزمن وأناس لم تسمهم وكأي غريب كنت اتقادها بابتساماتي المائية التي تخرج معها الفقاعات فراشات بلون الماء ، عند القاع وجوار سفينة بائدة تتخذها سرطانات بحرية ملونة منزلا لها بعد تزيينها وطلاءها بأرجوان البحر الزهري - كانت جميلة توحي بنبل سرطانات البحر التي تسكنها- تسمرت ثماني سمكات خضراء عيونها بلون الزمرد وزعانفها لامعة على جادة الطريق في صف اعتراض لا يخطئ نواياه غريب متوجس مثلي حاولت تجاوز الحاجزلكن الفِرقة كانت قد تفانت في جعل الخلاص مستحيلا لضحيتها البشرية فوقفت محتارا كأي فريسة كسرها الحصار الظل المهووس بتصيد الضياء حرمني من التمتع بنوم القيلولة على "عنقريب" جدي المنسوج بسيور جلد الثور ذلك عندما كنت انام تحت شجرتنا السدر التي يشاع انها مسكونة بالأرواح لمجرد أن عبق الياسمين يفوح منها بدلا من رائحة السدر التي ترفضها أريجا لان الموتى يحنطون بها وارى ذلك منطقيا فلا احد يحب رائحة الموت لو كانت بعبق الصندل رفعت كفي فوق وجهي مستنجدا بظلها الصغير ليقيني سطوع أشعة شمس الظهيرة الحانقة على نعمة الإبصار التي وهبني لها خالقي ، عندها بدأت اسمع وقع الحذاء الذي كنت أبدد الوقت نوما في انتظاره ، الحذاء الذي حفظت –عن ظهر قلب- ايقاع طرقه لبساط الرمل الذي فرشه السيل في أخر حملات النظافة المجانية التي يتطوع بها طوال شهور المطر كانت تتلمس الخطى وعلى وجهها علقت بسمتها البشوشة التي يحيل صعقها سطوع أشعة الظهيرة إلى رماد ضوئي ، نضوتُ عن وجهي ما أكتساه من غضب الشمس وألبسته ابتسامتي البالية التي لازمتني منذ صرخة الميلاد كنت اعرفها كما اعرف ذاتي رمانتي التي لا تُرى الا بنظّارة العشق الفريدة التي اقتنيها حصرا من دون البشر نضرة مثل حبات نبق سدرتنا المعطرة ، خضراء كورق السدر متوردة كزهرة ياسمين ملائكية لها صعق خبرته اشعة الظهيرة عندما توارت عن الأنظار لمجرد ظهور الحورية الظل الجبان شرد تارك برودته التي لطالما ضن علي بها في اشد أوقات الحرور وطأة ، تتوهج وهي تحمل إلى شرابي القهوة التي بلون وجنتيها وحلاوة كلماتها على انغام "الدلوكة" ود نمر الدروع ابو رايا ما مرجوع **** دفاّع للشوايل يوم جِن سنين الجوع بأنغام دف تضربه أنامل حريرية في أعماق سدرة الياسمين كن ينظرن إلي بحقد ملأ عيونهن الزمردية والزعانف التي بلون شرشف أمي في غرفتها البهيجة ، حاقدات مصممات على العدوان -وربما ثملات بمنقوع الطحالب الأحمر أيضا -، قبل أن ادخل إلى هذا المطب كنت أتنزه سعيدا في رياض البحر المرجانية وصخوره التي يكسوها الطحلب الزهري وتتوسطها أشجار "المنغروف" وبعض جميلات من فرس البحر تقطف ثمارها لعشاء بعولهن تحتها بساط اسر من زهريات لم أتبين كُنهها قبل ذلك بساعات استمتعت بمشاهدة مصارعة بين فرس بحر محلي وإخطبوط متسكع أتى إلى بحار إفريقيا الدافئة في ركب سوّاح من أخاطب بحر الصين وتخلف طلبا للصخب وفوضى اصطياد صغار العناكب البحرية التي بدون رقيب هنا كانت مباراة مثيرة حيث أبلى فيها الإخطبوط الصيني بلاء حسن رغم قلة جسمه أمام وفرة فرس البحر الذي بدا واضحا أن قطيعه أعده جيدا بتسخيره حصرا لمثل هذه المهام مثل "دونكا" مصارع قبيلة الغلفان الذي لم تهزمه وفرة مصارعي " الحوازمة" السيارة "بسباريهم" وحكاماتهم اللواتي لا يعجزن عن إيجاد كلمات المدح ابدا ، رغم ذلك ينتصر الفرس البحري صاحب القاع والجمهور بتواطؤ تمساح لا يختلف اثنان على عدم نزاهته ،كان يوقف الصراع دائما عندما يوشك الفرس أن يُهزم والآن أقف حائرا أمام سمكات شريرات رغم رشاقتهن وجمالهن الذي لا تخفيه محاولة الاستشراء التي يحاولن أن يبدين عليها بأبراز ضخامة اجسادهن و أثار صراع دامي قديم على زعانفهن الخلفية لابد من أنها عصابة متخصصة في افتراس البشر الآن بدأن يقرِن نظرات الحقد بكلمات بذيئة بينما انا أقف أرسل فراشات الفقاقيع التي بلون الماء وإحساس بضياع مسلم أمريكي في ليلة الحادي عشر من سبتمبر يغمرني هذا الموقف هزم معرفتي بالبحر فقد سمعت بالقرصنة على سطح البحر ولكن لم يجود خاطري يوما بفكرة لصوصية قاع البحر ولكني لست غافل عن ذلك تماما على كل حال سآخذ ما ظللت أتعلم السباحة لأجله طوال عشرة أشهر بعد خمس سنوات قضيتها بين المعامل وفي قفر صحراء "بيوضه " من اجل شهادة البكالوريوس في علم الجيلوجيا التي تمكني من معرفة "الذبرجد " ذلك الحجر الذي يسيل بريقه مقل الأفاعي ويحيلها إلى ديدان "حلويس" بلا أرجل ، ربما لو وجدته ألان لأستحال علي لخروج به سالما من هذا الزقاق الذي لم يخطط له قبطان سفينته الهالكة وهو يقرأ سرعة الرياح ببدائية مراقبة تأرجح الاشرعة ولم تخطر على باله ان سفينته هذه ستكون يوما ما منزل زهري اللون لنبلاء سرطانات البحر سوف لن أنجو من فكوك عصابة الأسماك الخضراء زمردية الأعين هذه الا بمعركة ضارية استأجر فيها التماسيح المرتشية لتخرجني سالم ولكن كل ذلك ضربا من الافتراض فلا انا وجدت ما انشد ولا التماسيح التي رأيتها في حلبة المصارعة موجودة في هذا الزقاق الذي يبدو انه وكر للعصابة الخضراء -وهكذا أسميتها – الفراشات التي تطلقها النساء الجميلات مع كلماتهن لا تراها إلا الأعين التي أمنت بقدسية بنيات السدِر حورية تنزل كل يوم من شجرة سدر بقهوتها التي لا تنقصها التوابل قط تحفها أبخرة ملائكية بها عطور الصندل والقرنفل والزعفران وكل ما يُحرق ليعطى أزكى من المسك رائحة ، عندما تأتي لا اشعر بأن للظل فائدة بل أراه كما يجب كل عاقل ان يراه على حقيقته "مهووس بتربص الضياء به غافلا عن جرائم العتمة التي تغتاله خنقا كلما غفل عنها الضوء" الآن تغني بصوتها الشجي معها بنيات حور غير مرئيات يصفق ويدندن وأنا اشرب القهوة الحورية تحت سدرتي الياسمينية بينما على ضفاف "وادي كجا " عند جنينه مانجو شحيحة الظل بعض الذين يعتقدون بجنوني يقتلهم الحر وهم يلعنون كل مخلوق مع صخب ورق اللعب الذي لا يزيدهم إلا إرهاق و عتمة سحب تبغهم تهلك كل رئة. الان العصابة الخضراء بدأت تطلق بذاءات أكثر فحشا وبأصوات أكثر عدوانية ، بعد هنيهة لابد أن واحدة منهن ستبدأ المناورة بحيث تتقدم كثيرا لتدفعني للوراء في تحرش شرس ، ولأني رجل مستنير لا أحبذ التناطح إلا بالأفكار ولاسيما في قاع بعيدا عن يابستي التي امتلك فيها ناصية الأمور - حيث استطيع ان أضع على مائدة إفطاري عشرات مثلهن بعد تتبيلهن وتعذيبهن في جحيم الزيت- سأظل ساكتا وهادئ ربما لمعرفتي بأنوثتهن -وذلك من مسحوق "الابوسديان" الجيري الذي يكحلن به مقلهن – اثر على إحساس الشفقة الذي أظنه تلبسني الآن او أني وصلت لدرجة من الخوف جعلتني أخلط بين الجبن والشرف أو قد يكون كمّام أنبوب الأكسجين الذي أضعه على فمي هو ما منعني الرد على كل حال مازلت التزم الصمت رغم حضيض الحديث الذي نزلت إليه مجرماتي الخضراوات وتحرشهن الزعنفي عازمات على افتراسي ولكن ما لم يضعنه في الحسبان هو أن لكل بركان لحظة صفر فيها يفجر حممه ويلهب نيرانه المهلكة وذلك ما حدث عندما ضقت زرعا بالشتائم وخدش الزعانف الحارق فانفتح فمي المكمم بالأوكسجين على أتفه بذاءات يمكن لسمكة خضراء ذات عينين زمردتين أن تتخيلها معها أخرجت حارق الليزر الذي احتفظ به في حقيبتي البحرية بمنشاره القاذف لأحول عصابة ثُمَانية من جميلات السمك زمردية العينين الى شرائح ساردين طازجة مملحة بملح البحر السائل. تلبو
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: عصابة خضراء (Re: Dahab Telbo)
|
مخرج موارب ابدا
دخان .. قهوة بنفسج .. .
بذات لحظة .. مشت وطوت اﻷرض ستون فرسخ شرق الشمس كانت تضج بما حوت رسمت من بسمتها شكل القبلة لتعريفة وجد شاهق يتسامى في بعد اﻷخيلة الرتق تكشف حجب .. والنهد الفارع .. كلما تلاقت عيناي .. ثملت .. أصحو .. ولا أصحو .. وملاذ اﻷحجية إغماءة صحو في هزيع الدهشة .. أنفاس بنفسجة ولونها كميلاد اﻷجنة .. كانت كالقهوة .. كسيجار ملفوف .. كعشبة كالمطر الحاني .. كوقت شتوي .. كسبتمبر فينا
جيفارا عمر
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: عصابة خضراء (Re: Dahab Telbo)
|
ياحبيب،،اما من ناحية انك صنعت سلمك للمجد،،فهذا ما بات يقين لدي،واما انك اسرجت احصنة الاشواق لعوالم الضي والصاح ،فهذا ما اراه،،ولكني اري خلف الرؤي والاخيلة المعاني والحروف،،فتي قد من بتلات الحلم بالانسان،،مجمر بالاحزان،،مطهر بالدمع،،مسكون بالام لاتحد من اوجاع ناسه،،،يافتي هون عليك،،لا ينطفئ هذا السراج،وتنكسر روحك الشفيفة... يا،،،انت ستبلغ مجدا ،،هذا يقين...
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: عصابة خضراء (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
استاذي عبدالعزيز عثمان قلادة كلماتك الماسية التي وشحتني بها تجعلني ارفل بين الجموع رغم اننا مازلنا نتلمس الخطى بثقة من الف قلبه العتمة
كن طيب
تلبو
| |

|
|
|
|
|
|
|