الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
زرة ترزي (من أرشيف الذاكرة)
|
08:09 AM Apr, 05 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عم عثمان ترزي الحلة . مما شبينا وجدنا دكانه في ناصية الحلة . كل جلاليبنا وعراريقنا وهديماتنا منذ الصغر هو الذي يتولى تحويلها من قماش لملبوسات . بغض النظر عن براعاته في الخياطة . لانه اصلا لم يكن لدينا خيار أو بديل للمقارنة والمنافسة . 0 بمعنى البديل الوحيد له هو عم عثمان نفسه . لانه كون الوالد ياخذ القماش لداخل البندر يصبح ما في ضمان تعيد بجلابية جديدة .بديهي ترزية البندر يعطون اولوية لزبائنهم من البندر . وعم عثمان سعيد جدا بهذا الاحتكار والتفرد . وحتى اصبح يستغل هذا الموقف في تمشية اغراضه اليومية مثلا ( مالك يا محمد الموية الجايبة لي دي ما بارده مالا انت ما عايز تعيد السنة دي بجديد ولا شنو ) لهجة فيها تهديد واضح بانه جلابيتك يمكن ان تتجاوز العيد . فما عليك الا ان تتدارك الموقف وتخطف ( الكوز )من يد عم عثمان وتحضر موية من الزير الخاص بالضيوف . عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره . اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثل ملابس العيد . دخل رمضان مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج أهمية تدريجيا عكس هلال رمضان تماما . لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم قيل ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش للشورطات وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز الشورطات قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي التصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقوم بتجهيز حوالى ست عشر شورط رياضي قبل وقفة العيد . اخذ عثمان القماش مع تلميذه للدكان ليجد في انتظاره الحاجة السره وهي تحمل طاقة قماش ( مالك يا حاج عثمان اتاخرت علينا .. هاك الطاقة دي عايزاك تطلع لي منها خمس ملايات وخمسة اكياس مخدات عايزاهن لعرس سوسن بتي يوم العيد ) واخذ عم عثمان القماش و هو يفتح دكانه . ويوكل تلميذه يلا يازراره سجل الحاجات دي الظاهر الموسم دا ورانا شغل كثير . وقبل ما يكمل جملته تاتيه عبارة ........سلام...يرفع راسه ليجدها حاجة التايه ( عثمان يا ولدي ديل اربع عراريق وسراويل لاولاد الطاهر ولدي عشان بندور نطهرهم في العيد ولازم يكونن جاهزات . عد ذلك اليوم الخامس من رمضان وكانت الحصيلة طيبة . حتى عم عثمان فكر انه من دخل الموسم دا بس يمكن يتم بناء الصالون الذي جلس زمن بدون سقف . وهو واقف يدخل عليه صالح الجزار ... اخونا عثمان عوافي ... هلا يا ابو صلاح ....... ياخي الجلابية دي مرسلا لي خالد ولدي من جده عايزك تلحقا لي صلاة العيد ... ولد يا زرارة تعال اخد مقاسات عمك صالح دا
|
|
|
|
|
|
|
|
|