|
Re: المغتربون كبديل وطني للاستثمار الأجنبي (Re: ودقاسم)
|
إحدى أكبر مشكلات المواطن السوداني في الوطن وفي الاغتراب أنه لا يهتم بأمر التوفير ( الإدخار ) والإدخار ضروري جدا لبناء راس المال .. ويكاد في كثير من الحالات يكون الملاذ الأوحد لبناء راسمال يتيح انطلاقة اقتصاديه للمبتدئين ويلاحظ أن السودانيين يصرفون صرف من لا يخشى الفقر .. ويبدو لي أنهم من أكثر الناس إيمانا ب( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب ) وتجدهم بذخيون في الضيافة وفي كل المناسبات الاجتماعية ، وفي الصرف على أسرهم وأنفسهم .. كما أن مسئولياتهم المتعاظمة تجاه أسرهم الممتدة تهدر الكثير من مدخراتهم .. وهم يعلمون أن مثل هذا الصرف يعتبر نشاطا اجتماعيا لا اقتصادي وهم يقومون به بروح العاطفة ، وخشية العيب والاتهام بالتقصير ، والمثل السوداني يقول ( الدابو وداب رقبتو قصّر من رقبتو ) .. كما أن الكثير مما يمكن للمغتربين ادخاره يضيع في الصرف على تعليم الأبناء الذي اصبح يمثل بندا ضخما يكاد يهزم كل أصحاب الدخول المتوسطة وأصبحت الدراسة في الكليات العلمية المتخصصة هي مطلب أبناء المغتربين واسرهم ، وأصبح هذا الواقع يمثل نمط استهلاك في اوساط المغتربين والدولة استغلت حاجة المغتربين النفسية واالاجتماعية واستمرت في سياسية قبول غير مقبولة لأبناء المغتربين حتى تضطرهم للدفع بهم إلى التعليم على النفقة الخاصة وهو مكلف جدا ويكاد يستنزف كل ما يمكن للمغترب أن يدخره .. والمغترب السوداني تقيده الكثير من المطالب والقيود الاجتماعية فيزداد الصرف وتتراجع المدخرات وبالتالي تضعف فرصه في الاستثمار ، أو اي عمل حر آخر .. فمثلا لا يكتفي المغترب السوداني بشراء شقة سكنية لأسرته كما يفعل المغترب المصري ، وذلك لأن السوداني يطلب دائما سعة البيت ورحابته استعدادا للضيوف من اقاليم السودان المختلفة ، وهذا مطلب اجتماعي بحت لا علاقة له باي فهم اقتصادي بالإضافة إلى ارتفاع اسعار الشقق السكنية في السودان ، وفي بعض الحالات تكون تكلفة الشقة أكبر من تكلفة المنزل . وقد قابلت كثيرين من الذين عادوا من الاغتراب وهم يكدحون من اجل لقمة العيش في السودان، وكثير منهم اكتفى ببيت أو تعليم الأولاد ، وبعضهم يحمد الله على عودته سالما دون غنيمة..
|
|
|
|
|
|
|
|
|