|
|
|
Re: عزاء واجب:وفاة والدة الكاتبين محمد خلف الله عبدالله، وبابكر الوسيلة وأخوانهم (Re: ست البنات)
|
أحر التعازي للأخ محمد وكل أفراد الأسرة في وفاة المغفور لها بإذن الله، والدتهم الفقيدة،
نسأل الله تعالى، لها خير الدعاء، اللهم تقبلها قبولاً طيباً وتغمدها بواسع رحمتك، واجعل الجنة مثواها مع الصديقين والشهداء،
اللهم اجعل البركة في ابنائها وبناتها وآلها وذويها، وأحسن اللهم عزاءهم فيها، صبراً وسلوانا ..
والتعازي موصولة إليك، أخي أسامة الخواض
وإنّا لله وإنّا إليه راجعــــــــــون ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
"أم مثل كل الأمهات،وأكثر!"-رسالة شكر من محمد خلف (Re: Mohamed Foto7li)
|
تلقيت الرسالة التالية من الصديق "محمد خلف الله عبدالله":
Quote: أمٌّ مثل كلِّ الأمهاتِ – وأكثر!
شكرٌ وامتنان
شكراً لكلِّ الأشخاصِ الذين شاطروننا الأحزان؛ وشكراً لدَّعواتِهم الخالصة، فأغلبيةُ المشاركين لا يعرفونها معرفةً شخصيَّة؛ ولو عرفوها، مثلما أكرم اللهُ كثيراً من النَّاسِ غيري، لعرفوا إنساناً متميِّزاً من عدَّةِ جهات؛ فهي أمٌّ لِثَّمانيةِ أشخاصٍ (خمسة ذكور، وثلاث إناث) من زوجينِ رائعين؛ فقدت الأول (وهو أبي) في منتصف الخمسينات، وفقدت الثَّاني (وهو والد بابكر الوسيلة سرالختم) في منتصف السِّتينات؛ ومع ذلك، فقد تحمَّلت أعباء تربيتنا في صبرٍ وسماحة خُلقٍ، نادراً ما يرتبطانِ بأمزجةِ النِّساءِ الأرامل، ناهيك عن أن يكون ترمُّلهن، مثلما أراد اللهُ، مزدوجاً.
ولم يقفْ موتُ الأقاربِ لديها عند حدِّ الزَّوجين، بل فقدت ابنها الأصغر في حادث حركة، ولمَّا يتجاوز عُمُرُهُ الرَّابعةَ عشرَ في أواخرِ السِّتيناتِ (وهو أخي محجوب، الذي سمَّيتُ عليه ابني الأكبر)؛ هذا غيرُ أنها نشأت يتيمةَ الأب، وفقدت مؤخَّراً والدتَها حاجَّة بخيتة بنت سليمان كركساوي، وشقيقَها الوحيد حسن مكي حسن حمد، الذي أحسن تربيتنا بمعاونةٍ لها تميَّزت في كلِّ لحظةٍ من لحظاتِ حياته بأقصى درجاتِ نُكرانِ الذَّات.
وهي بالطَّبعِ أمٌّ مثل كلِّ الأمهات، وذلك في حدِّ ذاته ميزةٌ كبرى، إلا أنها تميَّزت عليهن بخاصيةٍ نادراً ما ترتبط بالشَّخصياتِ النِّسائية في مجتمعٍ تغلِب عليه الهيمنةُ الذُّكورية، وهي قدرتُها الفذَّة على لمِّ الشَّتاتِ والرَّبط بين المتفرِّقين؛ فكانت بحقٍّ جسراً ربط بين أهلٍ تفرَّقت بهم الطُّرُقُ، وشتَّتتهم سبلُ المعيشة وخططُ التَّعميرِ الإسكاني. وكانت، بفطرتها السَّليمة، لا تعترف بذلك التَّوزيع القسري؛ فتتنقَّلُ في همَّةٍ ونشاط بين رقعةٍ جغرافية تزداد اتِّساعاً مع مرِّ الأيام، وتتغلَّب بمثابرتها واندفاعها الغريزي على كلِّ العقبات الطُّبوغرافية؛ فتربطُ الأهلَ في بيتِ المالِ بِمَنْ رحلوا إلى الثَّورات، والمقيمين في ودنوباوي بساكني الحلفايا؛ والمرابطين في شمبات بالعيلفون؛ مثلما تربط الأهلَ في الجزيرة إسلانج بالخرطوم تلاتة؛ والفتيحاب بالعرضة؛ وود الفادني بالمدينة عرب؛ والقضارف بالسُّروراب.
ولم تكن أمَّاً لنا –نحن أبناؤها- وحدُنا؛ بل كانت أمَّاً لعددٍ لا يُحصى من النَّاس، الذين كانوا يستشيرونها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة، والذين كانوا يحسون –ربما بوجودها دائماً بينهم- بإلفةٍ غريزيةٍ تجاهها، ويثقون في محبتها لهم، ويسمعون نصائحها، ويسترشدون بوصاياها. وكانت تحضُّهم على التَّآلفِ والتَّراحمِ فيما بينهم؛ وكانت تنبري وسيطاً حين يحتدمُ شقاقٌ؛ وتمدُّ يدَ العونِ إنْ احتاجَ شخصٌ للمساعدة: أكان ذلك متقدِّماً لخطوبةٍ، أو مقدِّماً لمَهر؛ أو كان ذلك ساعياً لشِّراءِ بيتٍ أو مُقدِماً على استدانةٍ لأمرٍ جلل. وكانت دائماً في المقدِّمة: في بيوتِ الأفراح والأتراح؛ وعند زيارة المرضى، وتعزيز الصِّلات، وتأكيد وصل الرَّحم. لذلك، كان كثيرٌ من الأهلِ يقولون لي عبر الهاتف: لم تكن أماً لك وحدِك، فقد وحَّدتنا جميعاً؛ وكنَّا نجدها بجنبنا حين يجدُّ الجد، فهي بحقٍّ أمُّنا، مثلما هي، بالطَّبعِ، أمُّك.
رحمها الله، وقرَّبها إليه، وأسكنها فسيح جنانه؛ وألهم أهلها صبراً جميلاً وسلواناً، وأعانهم على حياةٍ خاليةً من فوحِها الطَّيِّب، وأيامٍ مجرَّدةً من بشاشتها، وحلو حديثها، وضحكاتها التي تنعشُ الدَّار وتبعث الرُّوحَ في عُقرِ المكان.
|
| |
 
|
|
|
|
|
|
|