الموضوع معقّـد يا أستاذة فردوس فبالإضافة للـبُـعد الديني العقائدي، هناك أبعاد اجتماعية، وأبعاد تاريخية وأبعاد ثقافية متشابكة. وفي ظل صراع غير متكافئ بين رأسمالية مهيمنة اقتصاديا وثقافياً.. رأسمالية متعولمة تمد أذرعها الأخطبوطية وتضرب بقسوة وبكل عنف فوق هامة الفقراء أينما وكيفما وُجدوا ، فسوف تستمر هذه الظاهرة مهما كانت سماحة التربية الدينية، ومهما كانت قوة التدجين الإعلامي .. وسوف تبقى الظاهرة حتى وإن تم أفراغ أفئدة الناس من عبادة إله موسى وعيسى ومحمد وبوذا ليعبدوا الإله الرأسمالي الواحد القهار.
كما أن الظاهرة يا أستاذ معاوية ليست قاصرة على أتباع محمد، ولا شك أنك تعلم بأن الذين قتلوا (انديرا غاندي) لم يكونوا ينتمون لـ(داعش) و أن الذين فجروا (راجيف غاندي) ومزقوا جسده لم يكونوا من جماعة (بوكو حرام) بل لم يهتم أحد بمعرفة عقيدتهم أو مرجعيتهم الدينية.
وانت تعلم، والأخت فردوس تعلم، أنه وقبل تخليق (الاسلاموفوبيا) وفي ظل وجود القطب السوفيتي، كانت كل التنظيمات التي تواجه الهيمنة الأمريكية والغربية في ستينات وسبعينات القرن الماضي وتلجأ لأسلوب (بن لادن) و (الاخوان كواشي) وتستعمل ردود الأفعال الفردية (سلاح الضعفاء) التي صارت تسمى "إرهاباً" كانت كلها تقريباً تنتمي لفصائل ليسار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة