18:41 م Feb 4,2015 سودانيز أون لاين حسين أحمد حسين UK مكتبتي في سودانيزاونلاين
Quote:
Quote: واختارت لها إسماً أيديولوجياً جميلاً يحضُّ النَّاس على فناءِ أنفسهم، وهو "الربيع العربى"
للأسف لم أفهم ما ترمي إليه عِبارتكم المقتبسة في الأعلى، فهل من استفاضة إن أمكن.
الأستاذ الصادق عبد الله الحسن، تحياتى.
هناك نموذج حرب يعمل ضمن طريق التطور الرأسمالى (Capitalist Development System)، ومستمر منذ ما قبل الحروب الدينية فى أوروبا أى منذ القرن السادس عشر تقريباً. هذه الحروب هى أحد متلازمات طريق التطور الرأسمالى (تناقص أرباح/كساد - حرب - تسوية إقتصادية جبرية - تناقص أرباح/كساد - حرب من جديد).
وفى الواقع: كان هناك تناقص أرباح حاد قبل الحرب العالمية الأولى، أدى بدوره لتنافس الدول الأوربية على المستعمرات وقيام الحرب العالمية الأولى 1914. أعقب الحرب العالمية الأولى تسوية فراساى 1919 وإنشاء عصبة الأمم. أعقب تلك التسوية الكساد الكبير عام 1929، الذى أدى إلى الحرب العالمية الثانية 1945. أعقب تلك الحرب تسوية بريتون وودس فى نفس 1945. أُتْبِعَتْ بريتون وودس بعدة مراحل من الكساد آخرها فى عام 2008 والمستمر إلى الآن. هذه المراحل من الكساد أدت إلى الحروب بالوكالة (الحرب الكورية، حرب فياتنام، الحرب العراقية الإيرانية)، والحروب بين النَّاس/الحروب الذكية (كما فى السودان، والصومال، وأفغانستان، وحروب الربيع العربى).
هذا الواقع دفعنا لنقوم بتتبع الحروب التى دارت رحاها فى العالم؛ لنتعرف على أنساقها، وأسبابها، وكيفية إدارتها، والمستفيد منها، وكيفية تفاديها. والجهد المتواضع الذى قمنا به حتى الآن، بالكاد يفضح النموذج فقط، وبالضرورة يحتاج إلى جهد الآخرين لا سيما الشباب.
ولعلَّ تغلغل الحروب فى النموذج الرأسمالى بما يُشكِّل متلازمة، جعلنا مطمئنين بأن نُّسميها "حروب رأس المال - Capital Wars". وهذه الحروب متكرِّرة ومستوطنة فى المناطق الغنية بالموارد (Repetitive and lingering in resource rich areas). وهذا التلازم والتكرار، جعل الذين يقومون "بصناعة الحروب" يبتكرون لها أسماءاً جديدة (سرعان ما تتحول إلى أيديولوجيات)، وإلاَّ سيُفْتَضَح أمرهم وأمر طريق التطور الرأسمالى، الذى أجرؤ على تسميته "بالنظام الرأسمالى آكل البشر" (Cannipitalist Development System; cannibal + capitalist).
هذا الأمر من الناحية الجذرية يرتبط بصراع البقاء الأزلى. ولدى صُنَّاع الحروب عقيدة "مالتسية" بأنَّ الغذاء الموجود على الكوكب لا يكفى عدد سكان الكوكب. وبذلك هم يُحبون الحروب التى تدر الربح وتفنى أكبر عدد من النَّاس، خاصةً أؤلئك الذين ليس لهم دوراً مهماً فى صناعة الحياة بحسب زعمهم (شعوب العالم الثالث)، ولكن "كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله".
وفى هذا الصدد تعجبنى السعودية والأمارات اللتان تتجاوزان فى كلِّ مرة حالة الحرب وتدلفان إلى التسوية (بصناعة الزهور فى الربع الخالى، ببناء جزيرة فى عرض البحر، ببناء مترو أنفاق فيما لا حاجة) وبذلك تسلم شعوبُهم من ويلات الحرب.
أقولُ ما أقول، وأحياناً الدخول فى الحرب أو عمل تسوية تحددها كُلْفَة الفرصة البديلة (Comparative Advantage)، فثمة حروب لا يمكن للنَّاسِ تفاديها، وليس للنَّاسِ فيها يد لأنَّها تتحدَّد بالعرض والطلب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة