في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) استعرض المفكر الفرنسي المعروف (روجيه جارودي) ظروف تكوين (محكمة نورمبرج) أو (المحكمة المسخ) كما أسماها.. وفي صفحة 58 من الكتاب توقف الكاتب عند (وثيقة فانسي) وفي صفحة 166 قال :(لقد افتقرت المحكمة إلى معظم وسائل المعلومات التي تتوافر عادة في أي محكمة جنائية عادية، لم تعاين جثث الضحايا، ولا تطلع على تقارير التشريح ... إلخ)
الكتاب غني جداً بالوثائق وبالشهادات، ويوضح بأن كل شيء كان قد تم إعداده وتجهيزه وطبخه مسبقاً بواسطة من يملكون القلم الذي ستصدر به الأحكام، والسيف الذي ستحز به الرؤوس.. ). وقد يكون ما توفر لتك المحكمة المهزلة التي انعقدت للأستاذ (محمود محمد طه) أواسط ثمانيات القرن الماضي يعد شيئاً بديعاً و "عدالة ناجزة" بحق إن تم مقارنتها بمن أوقعهم شقاء حالهم في قيود محاكم (نورمبرج) منتصف أربعينات القرن الماضي.
الكتاب يحكي عن تورط اليهود، بل قيادات صهيونية لامعة في المشاركة في ارتكاب جرائم حرب ضد بني عقيدتهم من يهود أوروبا لدفعهم للهجرة إلى فلسطين، ولكن النفوذ والأموال والمعايير المزوجة لتطبيق القوانين والأحكام خلقت من اؤلئك المجرمين الصهاينة أبطالاً.
تعلم أخي (ابوالريش) أنه قد تم إبادة أكثر من 60 مليون من الهنود الحمر ولا بواكي عليهم ولا متاحف لهم.. وأنه قد قتل ومات أكثر من 100 مليون أفريقي وهم يقاومون محاولة أسرهم واستعبادهم وشحنهم في ظروف قاتلة عبر المحيطات إلى أمريكا لخدمة الرجل الأبيض.. وليس هناك من سادة أوروبا من هو مستعد لأن يعتذر أو يذرف دمعة واحدة عليهم أو ينشئ لهم متحفاً كمتاحف الهولوكوست.. وما يزال كبار رؤساء وساسة الغرب يحجون هنا وهناك لسكب العبرات على ضحايا المحرقة، وما يزالون يهرولون إلى إسرائيل بما فيهم ذلك الأفريقي الأسود (بارك أوباما) يتكئون على حائط المبكى تسيل منهم المخاخيط والدموع بكاءَ على ضحايا المحرقة، وصدقني يا أبو الريش لو توفرت عند حائط المبكى كوانين و جرادل معبأة بالرماد لما تردد سادة البيت الأبيض في إهالة ذلك السواد والرماد فوق رؤوسهم المنافقة.
الكتاب لا يشكك فقط، بل يدحض بشكل منهجي وبوثائق دامغة الكثير من أوجه التضليل و النفاق الأوروبي و المزاعم بشأن المحرقة التي غسلوا بها أدمغة الناس وصدعوا بها رؤوس الأجيال، فهي محرقة ارتكبها الرجل الأبيض ضد الرجل الأبيض بينما الذي يسدد ثمنها فعلياً من لا شأن له بها، أعني هنا الإنسان المقهور الملون، والإنسان المقهور الأسود.
الحديث طويل يا أبو الريش عن نفاق الغرب الذي تجمَّع قادته قبيل ساعات يتباكون بكاء التماسيح على ضحايا الصحيفة الفرنسية، أما بشأن سؤالكم عنوان البوست والنصوص التي تبحث عنها فستجدها في الصفحات 292 وما بعدها على الرابط التالي: docs.google.com/file/d/0B4lDGJ7FY-gbeHZzRUM2bzhDVTA/edit
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة