|
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية (Re: حاتم إبراهيم)
|
تقوم اللغة العربية صرفاً وإملاء على مبدأ الاشتقاق (Inflection) بالبناء على الجذر، وهي تشترك في هذه الميزة مع بقية لغات العائلة السامية (الآرامية والعبرية) والأفريقية السامية (التغرينيا والأمهرية)، كل جذر ثلاثي صحيح يمكن أن يشتق منه حوالي 30 ألف مفردة نظرياً يمكن توليد معظم هذه المفردات باستخدام أدوات برمجية مثل برنامج تصريف الأفعال أعلاه إضافة لبرنامج اشتقاق الأسماء (يأتي قريباً)، هذا بالحساب يعني أن فضاء اللغة العربية يحوي حوالي 180 مليون مفردة وذلك بأخذ الجذور النشطة في اللغة العربية المعاصرة 6000 جذر.
لسوء الحظ، هذا الغنى في الألفاظ مع اتساع الرقعة الجغرافية لانتشار اللغة أفرز ما تعانيه من ميل صرفي (Lexical Bias) وهو تفضيل صيغ صرفية محددة على غيرها، فمثلاً الشائع في اللغة استخدام مفردة "محطَّم" وليس "محطوم" رغماً عن صحتها لغوياً ومناسبتها للوصف فهي اسم مفعول مثل (مهزوم)، ويستخدم البعض اللفظ "مربوح" وهو نادر إلا في المغرب العربي، يذكر الكاتب أنه سمع لفظ “مربوحة” أول مرة يوم مبارة الزائر مع مصر في أم درمان عند مقدم مشجعي الفريق الجزائري، يقصدون أنهم فائزون بالمبارة لا محالة، هذا ما لا يقولونه في المشرق.
لذا فإن فرط توليد المفردات قد لا يكون ميزة إيجابية إذا لم يتفق الناس على كيفية الاستفادة منه، فلا يمكن تعميم القالب الصرفي “الميزان” على أي مفردة، إذن لحصلنا على كلمات تبدو (غريبة) للبعض مثل “مرغوم، كاسور، جابن، مخواف، كواذب، زبناء، رابوط، ضوارب، شبيع” وهي كلمات عربية ربما لم تسمع بها في منطقتك. الميل الصرفي (Lexical Bias) مصطلح جديد يقترحه الكاتب للتحقيق في ظاهرة التفضيل الإملائي لمفردات ذوات صيغ صرفية محددة وقياس ذلك.
كان يمكن أن يقدم الجذر خدمة عظيمة للغة لو كانت مشتقاته تتفق كلها دلالياً لكن للأسف هذا لا ينطبق إلا على فئة محدودة من الجذور، مبدأ الوحدة الدلالية (ٍSemantic Consistency) مصطلح لمعيار جديد من اقتراح الكاتب وهو يوظف الدلالة التكوينية (Ontology) وله قياسات حسابية كمية تستعملها المصنفات (PoSTagger) ويختلف عن الترادف (Synonymy) الذي يبحث في مطابقة المعنى أو التناظر الإملائي (homonyms) الذي يبحث في تباين المعنى مثل (درس التمليذ الواجب) و (درس الحمار الشعير).
اللغة العربية تتصف بالتشظي الدلالي (Semantic Dispersion) أو التشتت الدلالي الذي يحسب ثراءاً بلاغياً في اللغة لكنه ليس في مصلحة أي تطبيق لمعالجة النصوص بأسلوب منطقي يستقي مقدماته من اتساق معاني المفردات المشتقة من أصل وحيد، وهو مصطلح جديد لمعيار يقترحه الكاتب لقياس التباعد الدلالي بين المفردات من أصل واحد، ويتم التعبير عنه بقيمة بين الصفر والواحد، حيث الصفر يعبر عن الوحدة الدلالية لكل المفردات ذوات الصيغة الإملائية المشتقة من الجذر الواحد، فإن كانت ذات معامل تشتت كبير فهي إذن مختلفة الدلالات ولن يصلح الأمر إلا بتوليد كل المفردات المحتملة للجذر ومضاهاتها بمقابلاتها في اللغة المستهدفة.
عملية توليد كل الاشتقاقات تنتج ما يعرف بالقاموس التام (Full Form Dictionary) وهي المشكلة التي أشرنا إليها سابقاً إذ أن توليد 30 ألف مفردة لا يتطلب شيئاً يذكر في الكمبيوترات الحديثة من ناحية الحفظ في الذاكرة ولكنها تسبب تأخيراً بائناً إذا وجب توليدها ضمن برنامج تنسيق نصوص لدعم ميزة التصحيح الإملائي مثلاً، كذلك وجود هذا الكم الكبير من المفردات بلا رابط يجمعها دلالياً لا فائدة منطقية ترجى منه.
التشتت الدلالي مشكلة باقية (Persistent) من أصل اللغة أي أنها غير ذات ارتباط بالعصور المختلفة لتطور اللغة ومدى تداخلها المعاصر مع التطور الحياتي البشري الذي يسبب انزياح المعنى، فمصطلحات معاصرة مثل (عربة، حافلة، سيارة) لا يجوز التسرع في الحكم بمدلولاتها بمعزل عن السياق الزمني للنصوص التي وردت فيها فهي "معروفة" اليوم ولكن لها دلالاتها المختلفة إذا جاءت ضمن نصوص أدبية قديمة كما في الشعر الجاهلي فكلمة (حافلة) آنذاك لم تكن أبداً مركبة تسير على أربع أو ست عجلات، هذا يسمى انزياح المعنى (Semantic Shift)، ولكن اللغة العربية أصلاً تفتقر للوحدة الدلالية فحتى مفردات شائعة مثل “ضرب” والتي تنتمي لذات الجذر مع أخريات (ضَرْب، ضريب، مضارب، ضِراب، ضُروب، إضراب) لا تسلم من هذه المشكلة بدون أن نتطرق حتى لدلالاتها المعاصرة.
الأمر الجيد أن في اللغة العربية متسع من هذه الحيل، والأمر ليس كله سوء، فلو تتبعنا النواتج غير المستخدمة من فضْلات تطبيق النظام الصرفي لأمكن حل مشاكل عديدة في الترجمة أولها إيجاد مقابلات للمفردات الحديثة الوافدة من اللغات الأخرى والتي أوفرها ما يستخدم في الحاجات الأساسية للبشر حيث تختلف الأسماء بسبب أن مسمياتها غالباً ما تنتشر جغرافياً في ذات الوقت، الميل الصرفي لا علاقة له بالترادف، الإنجليز مثلاً يستخدمون المصطلحات (Lift, Petrol, Tube) لتسمية المصعد والوقود وقطار الأنفاق بينما الأمريكان يقولون (Elevator, Gas, Subway) لذات المسميات، الحل باستخدام حلول معجمية فالأسماء مجالها واسع ولا يوجد غير الحل المعجمي.
نقلاً عن موضوع سابق http://sudaneseonline.com/board/470/msg/1408906921.html
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-17-14, 06:15 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | صلاح عباس فقير | 12-17-14, 06:42 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-18-14, 07:02 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-18-14, 07:20 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | صلاح عباس فقير | 12-18-14, 08:08 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-21-14, 07:36 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-26-14, 01:40 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | elhilayla | 12-26-14, 02:00 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-26-14, 10:15 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-28-14, 00:25 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | Abureesh | 12-28-14, 03:23 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 12-28-14, 10:38 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 01-03-15, 06:53 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 01-04-15, 02:11 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 01-05-15, 11:29 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | عماد حسين | 01-06-15, 06:40 AM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 01-28-15, 12:01 PM |
Re: فرصة لتجربة برنامج تصريف الأفعال العربية | حاتم إبراهيم | 01-28-15, 12:02 PM |
|
|
|