حيثيات الواقع الإقتصادى – الإجتماعى فى السودان، وآفاق التغيير السياسى

Quote: مرة تانية أشيد بموضوعك ودسامتة ووسامته البادية للعيان أعجبني فيه جدا تعريفك للإيديولوجيا وإهتمامك البالغ بها وبالدور الذي تلعبه في الصراع الإحتماعي الإقتصادي والسياسي في السوداني إلا إنه في هذه النقطة وفي نقاط مشابهة قليلة يختلط الذاتي بالموضوعي وتتداخل الرغبة في التحليل العلمي الموضوعي والمحايد بالإهتمام المتزايد بالذاتي (لدرجة الشخصنة) والرغبة في إصدار الأحكام والأخيرة هذه مفسدة للتحليل العلمي الموضوعي هناك إستخدام مفرط لمفردة الطفيلي والطفيلية بدون إيراد تعريف علمي غير ذلك الدارج في إستخدامات الأحزاب السياسية وخطابها الإعلامي والتحريضي من المهم تعريف الأنشطة الطفيلية (دون أن يعني ذلك إننا نشير بأصابعنا للجبهة الإسلامية ولبنك فيصل) وعلاقتها بالأنشطة الإقتصادية الأخري أهم محمدة للبحث أنه يصدر بمنهج مادي تاريخي ولا يكرر خطاب وادب الحزب الشيوعي السوداني (والذي يتأسي هو الآخر بنفس المنهج) فحين توقفت عجلة البحث عند الحزب الشيوعي عند أصوليات الماركسية اللينيية تجاوز الباحث ذلك للنهل من أدبيات ومناهج اليسار الحديث والماركسية المحدثة وحين ساق جداد العلماء السوفيت الشيوعيين لكوشة الجمود والتكلس وضع الباحث نفسه في سكة الحرية العلمية التي تقي من الجمود واضح إنه العلاقة المتداخلة بين الشرائح الإجتماعية والسلطة الحاكمة وبالتحديد السلطة الإنقلابية أكثر تعقيدا مما هو وارد في الأدبيات الفكرية والسياسية السودانية ويخيل لي لو أن الباحث نظر في مساهمة أنجلز عن البونابارتية وعلاقتها بالثورة الفرنسية وتطورات الصراع في فرنسا بعد ذلك لكان في موقف فكري أحسن (برضو مساهمات مهدي عامل في هذا الشأن ضرورية) وأضيف إلي ذلك أن الإطلاع علي مقولات الدولة الريعية والدراسات التي تمت لملوك وأمراء النفط وعساكره في الدول العربية والإفريقية بيقدم إنارة لسلوكيات الفئات القابضة علي السلطة وقدرتها علي توزيع والحصول علي الفوائص الإقتصادية وبرضو في نظرية الأنظمة العالمية والتي خرجت من مدارس التبعية تحليل لخغرافيا التقسيم الدولي للعمل بيساعد في فهم أفكار وسلوك متخذو القرار في مراكز الرأسمالية العالمية إضافة لمواقف الشرئح الرأسمالية المحلية (الكومبرادورية بالتحديد) غير ذلك فهذا الموضوع من أجمل ما قرأت مؤخرا وأتمني أن يكون محطة مهمة في الحوار في الشأن السوداني