|
استفراغ
|
09:26 AM Sep, 27 2015 سودانيز اون لاين عليش الريدة- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
فرضت الرتابة سيطرتها على فقرات الحفل الذي تنظمه شركة نادوس المحدودة بمناسبة عيدها السنوي , وبينما كان البرنامج يتلكأ في التدحرج كالحمار الذي ينزل من أعلى الجبل , كانت أعين الموظفين تروغ بين الفينة والأخرى نحو باب القاعة الرئيسي وتتهادى الهمسات في غير خجل, تسأل عن أسباب تأخر مدير الشركة الدكتور كمال .. كان صغار الموظفين والعمال مشفقين من أن يتغيب مديرهم المحبوب عن حضور هذا الحفل, وتفوتهم بالتالي متعة الاحتكاك المباشر به, وهي فرصة لا تتكرر كثيرا .. لكن فجأة دخل السيد المدير إلى صالة الاحتفال فوقف نائب المدير وتقدم لاستقباله, ووقف جميع الحضور تبعا لذلك والابتسامات تعلو وجوههم حتى استقر المدير في مقعده بعد أن ألقى عليهم التحية...ونزعت القاعة صوف الملل الخشن, وارتدت حرير الألق والحيوية , ودهمتها فورة الحماسة كالصبى صبيحة العيد , تتلاطم على سواحل خياله الضيقة أمواج التوقعات العاتية. وبعد دقائق حانت فقرة تكريم الأفراد المثاليين , وتحرك المدير ونائبه للمنصة استعدادا لتقديم الجوائز لهذا العام , وكان هذا تقليد سنوي تعلن نتيجته في هذه المناسبة من كل عام, وتلى رئيس اللجنة أسماء الفائزين واحدا تلو الأخر , وكان من بينهم (علي) الذي عين موظفا في الشركة قبل ثلاثة أعوام فقط , وكانت هذه هي المرة الثانية على التوالي التي يختار فيها من ضمن الأفراد المثاليين , وعندما حان دوره تقدم لاستلام جائزته وصافحه السيد المدير جاشت عواطفه وملأت العبرة حلقه, لم يكن مهتما كثيرا بالقيمة المادية للجائزة, وإنما كان حافزه الأساسي للوقوف في هذه المنصة من كل عام, هو التصافح مع السيد المدير وتلقى التهاني المباشرة منه, والاستماع لكلمات التشجيع اللذيذة التي تعكس اهتمام المدير الجم بالمرؤوسين . وكما يحدث في كل عام عند انتهاء مراسم التكريم, أخليت المنصة للمدير لإلقاء كلمته, واعترت صغار الموظفين والعمال, نفس حالة الترقب التي تجعل الشتول الظمأى ترتعش عندما تسمع خرير المياه القادمة من بعيد , وانساب الكلام من فمه بسلاسة ولطف, كما تنساب رائحة الخبز الأسمر الطازج من الأفران مع نسمات البكور الواعدة, وتضّلعت القاعة بخمر الجاذبية المعتق, وتاهت في دهاليز الحضور المفعم بالثقة والاستحواذ , وبدت كالأفعى التي لا تملك إلا أن تتمايل على أنغام الساحر المزمر..وتمددت الأخيلة أشواطا بعيدة في ميادين الشجاعة ونكران الذات والتضحية..وعندما أنهى الدكتور كلمته زأرت أكف الحاضرين بالتصفيق العنيف.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 10:26 AM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 11:34 AM |
Re: استفراغ | محمد البشرى الخضر | 09-27-15, 12:47 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 01:02 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 01:56 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 02:52 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 04:00 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-27-15, 08:55 PM |
Re: استفراغ | سيف النصر محي الدين | 09-27-15, 09:46 PM |
Re: استفراغ | محمد البشرى الخضر | 09-27-15, 10:15 PM |
Re: استفراغ | سيف النصر محي الدين | 09-27-15, 11:05 PM |
Re: استفراغ | صلاح عباس فقير | 09-28-15, 02:04 AM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-28-15, 05:17 AM |
Re: استفراغ | طلحة عبدالله | 09-28-15, 10:41 AM |
Re: استفراغ | صلاح عباس فقير | 09-28-15, 11:29 AM |
Re: استفراغ | بله محمد الفاضل | 09-28-15, 11:39 AM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-28-15, 01:02 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-28-15, 01:29 PM |
Re: استفراغ | عليش الريدة | 09-28-15, 01:39 PM |
|
|