أقصد حزب عثمان ميرغني والذي ظل ولأيام يلوك قصة الأحلام صغيرها وكبيرها ويشدد على الشعب السوادني بضرورة أن يحلم ويسع لتحقيق حلمه ويجزم بأنه خلال شهرين وأربعين يوما ( لماذا يصر على حكاية المئة يوم؟ ) سينضوي تحت لواء الحزب مليون مواطن ( حالم ) للانطلاق كصاروخ يشق السحاب كالبرق إلى سماء جديدة .. على طريقة حزب العدالة في تركيا الذي حقق حلمه الكبير وهو أن لا يجلس سفيره في كرسي منخفض أمام وزير خارجية إسرائيل .. أنا مع الباشمهندس في حماسه واندفاعه العاطفي لتأسيس (حلم ) أقصد حزب يخرج الشعب السوداني من ظلمات الفقر المدقع والتسول إلى نور الثراء الفاحش والعفة والجلوس في مقعد أعلي من كرسي وزير خارجية إسرائيل وبريطانيا العظمي، لكنني أخشي في نفس الوقت أن يكون هذا ( الحلم ) المنتظر ك(أوهام الناسك ) الذي أصبح يدخر العسل والسمن في جرة حتى إذا امتلأت من سمنه شتت الأحلام شمل ذهنه وقال إنه بعد أن يبيع ما في الجرة سيشتري بقرا ويبيع البقر ويشتري دارا بها يحلو السمر ويتزوج ويلد ولدا يربيه وإن أبي ما يقوده للإعزاز ضربه في الرأس بالعكاز هكذا .. ورفع عكازه عاليا ليكسر جرته وتسيل أوهامه مع السمن والعسل . الحلم يجب أن يكون بالتدريج لا بالقفز فوق المراحل كما يريد عثمان ميرغني علينا أن نمد أرجلنا على قدر لحافنا.. الأحلام غير المؤسسة على الواقع قاتلة بل ومدمرة وعلينا إذا أردنا تأسيس حزب ( الأحلام ) أن نحلم بالدواء والغذاء والكساء والتعليم.. والأمن، فهذا هو الحلم الذي يعنينا أولا ولا يهمنا كثيرا بعد ذلك إن جلس وزيرنا في كرسي أعلى أو منخفض عن بقية الوزراء .. مع أن الجلوس في مكان منخفض هو شيمة النبلاء وأصحاب التواضع الجميل .. مالكم كيف تحلمون؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة