الأمراء - محمد بن ميلود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2024, 01:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2015, 12:55 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأمراء - محمد بن ميلود

    11:55 AM Nov, 28 2015

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الذين أعجز عن فهمهم ليسوا هم الملوك، بل الأمراء. إنهم لا يفعلون أي شيء سوى التصرف طيلة حياتهم كأمراء. يرتدون الثياب الفاخرة، يقودون السيارات الفارهة، وأيامهم كلها سهرات وحفلات وعطور وشامبانيا وشواطئ خاصة وجُزر لا يصل إليها القراصنة وإقامات وسط الغابات العذراء داخل قصور محروسة بالمدافع.
    الأمير دائما يكون شابا، بحيث يستحيل عليّ تخيل أمير عجوز، والأميرة دائما تكون جميلة وغير مخطوبة، يستحيل عليّ تخيل أميرة مرتبطة بشخص ما حشريّ لا علاقة له بالإمارة، مخطوبة أو متزوجة، فهذا يفقدها كل سحرها وإيحاءات اسمها الغامضة بأن تكون حلما شاعريا مستحيلا لكل رجال العالم، وكي يشبّه بها العشاق حبيباتهن أنهن هن أيضا أميراتٍ مجازا.
    الأمراء والأميرات؛ إنها نعوت ساحرة، وحظ ذهبي بنسبة صفر في المائة لكل مواطن عادي أن يصير أميرا أو أن تصير المواطنة العادية أميرة. إلا إذا أرادوا أن يكونوا كذلك دون إمارة.
    بعض الناس يعتبرون القناعة كنزا لا يفنى، يحرجون الأمراء بهذه الحِكْمة، أو بحكمة أخرى كهذه: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. يصير كل شيء كالكنز بهذه الحكمة، سواء تكلمت أو صمتّ فذلك يعني الكثير من الذهب والفضة من لا شيء.
    أو هذه الحكمة: الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى. أتخيل أميرا مريضا يرى التاج فوق رأس سائق سيارته القوي الذي لا يمرض. يصير الأمير الحقيقي مجرد مريض، بينما يصير السائق أميرا دون أن يكون والده ملكا.
    الأحقاد الطبقية تصنع حِكما غريبة، كما في الشعر. يكفي أن يقول الفقير: القناعة كنز لا يفنى، حتى يصير لكلماته طعم الطعام السحري اللذيذ، بينما تظل معدته فارغة وكبيرة ككيس نقود الجدّات.
    لا أحد يقدر على الفقراء، إنهم أسياد العالم، وهم الأكثرية أيضا. ذلك يعني أن الديموقراطية بديهيا يجب أن تكون في صالحهم، في صالح جحافل الفقراء في مقابل الملوك والأمراء والأغنياء الذين يشكلون أقلية يمكن سحقها في رمشة عين.
    لكنّ الذي يحصل عادة هو العكس، وهو أمر محير كالسحر؛ يصوت الفقراء فينجح الأغنياء، محوّلين الغرائبي إلى بديهي، والعجيب إلى عادي، وعكس ما يفعلونه أثناء صناعة الحِكم حين يحولون الكلمات إلى ذهب، هنا يحولون الذهب إلى كلمات كثيرة.
    لقد أفسد الفقراء العالم بحكمهم ووصاياهم وطريقة عيشهم غير اللائقة وتشويشهم المستمر على الأغنياء. بسببهم لا يستطيع أمير السباحة في شاطئ غاص بالمصطافين، بل سيلزمنا أن نهيئ له شاطئا خاصا، محروسا بالغواصات الحربية وبالملائكة، وهذا ليس سببه كره الأمير للاختلاط بالفقراء، بل خطورة الفقراء على الأمراء.
    إن تعرض أمير لمكروه فتلك خسارة كبيرة يصعب تعويضها بشخص آخر ليس بأمير.
    أما إن تعرض فقير لمكروه، فذلك يشبه رمي كيس بلاستيكي أسود بعيدا، الكيس البلاستيكي الذي كانت النقود مخبأة فيه.
    تخيل معي شخصا في الشارع يحمل كيسا بلاستيكيا أسود، يتجه عبر شارع إلى بيته، يدخل إلى غرفة النوم، يفرغ الكيس فوق السرير، نرى حزما كبيرة من المال، سيعدها الآن وبعد ذلك يخبئها في تلك الخزنة الحديدية التي خلف تلك اللوحة. الفقير شبيه بذلك الكيس البلاستيكي الأسود غير المثير لأي انتباه وهو ملقى قرب أرجل السرير، بينما الأمير شبيه بحزم المال تلك داخل خزنة الحديد المصفحة.
    أستطيع أن أفهم ماذا تعني أن تكون امرأة ملكة إنجلترا مثلا، إنها تحكم، تؤدي عملا، رغم أنه عمل غامض أن تكون ملكة على انجلترا، إلا أنه عمل رغم ذلك. ما لا أستطيع فهمه هو ماذا يعني أن يؤدي رجل طويل عريض دور الأمير تشارلز. إنه دور فخري شديد الندرة للركوب على الأحصنة الذهبية الأصيلة وافتتاح دورة غولف جديدة فوق عشب كوكب آخر، لن تحصل عليه بالتنقيب في جيناتكَ العادية ولا بالتنقيب تحت الأرض ولا في الفضاء.
    إن لم تولد أميرا فذلك يعني أنك لن تكون أميرا أبدا. إلا إذا خطبكِ أمير (إن كنتِ امرأة) وهذا لن يحدث لأنه لن يراكِ أبدا ليخطبك، أو خطبتكَ أميرة (إن كنت رجلا) وهذا لن يحدث مطلقا، فالأميرة يفترض فيها كما قلنا أن تظل عذراء في الواقع كما في الأساطير، أما إن حدث وفكرت في الزواج، فلن تستطيع طبعا أن تتزوج بشعب كامل، ولا ينبغي لها ذلك.
    سنضطر إذن إلى اختراع أميرة لكل مواطن، وأمير لكل مواطنة. يصير الشعب كله من الأمراء والأميرات. يكفي أن أتخيل كلفة ذلك حتى يغمى عليّ.
    يظل الحل الوحيد الممكن هو الحل السحري الذي اخترعه الفقراء أنفسهم، بعبقرية منقطعة النظير: الحِكَم، والشعر. إنها تسهل كل شيء، وتمنحك الحق في تخيل حبيبتك أميرة، وفي تخيل حبيبتك لك أميرا، لا أحد يبايعكما على تلك الإمارة الوهمية المتخيلة الفسيحة، سواكما.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de