|
Re: صــــــــــــــــــــــــدقة الجمعــــ� (Re: عمر التاج)
|
بسم الله الرحمن الرحيم ............. (2)حسب اطلاعي لسير الصحابة والتابعين أجد ان أزهد الناس بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم ثلاث:* عمر بن الخطاب* عمر بن عبد العزيز* الحسن البصريالله فاجعلني في زمرتهم وأرزقني حبهم وحب الصحابة أجمعين الى يوم يبعثون ..كانَ عمر بنُ الخطّاب إماماً في الزُّهدِ، فَقَد رَغِبَ عن الدّنيا، وَرَكَلَها و هي رَاغِبَةٌ فيه ابْتغاءَ ما عندِ الله من نَعيمٍ مُقيم، وَلَقَد شَهِد لَهُ صحابةُ رسولِ الله الّذينَ عاشروهُ وَعَمِلوا مَعَهُ و رافقوه، وَمِن ذَلكَ عن مُعاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ: ( أرَادَت الدُّنيا عُمَرَ بنَ الخطّاب فَلَم يُرِدْها) وَقَالَ طَلْحَةُ بن الزُّبَيْر: ( مَا كان عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بأوّلِنا إسلامَاً ولا أَقْدَمِنا هِجْرَة، ولكنَّهُ كان أزهَدَنا في الدُّنيا وأرغَبَنا في الآخِرَة ). وَرَوى ثابت أَنَّ عُمَرَ استَسقَى، فأُتِيَ بإِناءٍ مِنْ عَسَل فَوَضَعَهُ عَلى كَفِّه، قَال: فَجَعَلَ يَقولُ: "أََشرَبُها فَتَذهَبُ حَلاوَتُها، وَتَبقى نِقْمَتُها"، قَالَها ثلاثًا، ثمّ دَفَعَهُ إِلى رَجُلٍ مِنَ القَومِ فَشَرِبَهُ. وَقَد كانَ زُهْدُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حتّى في ثيابه، فَقَد كَانَ يَلبَسُ الخَشِنَ منَ الثّيابِ وَقَد كانت ثيابُهُ مُرقّعَةً، فَقَد قيلَ أنَّهُ فَتَحَ القُدسَ وَعَليهِ ثوبَهُ المُرَقَّع، وَكانَ يَخْطُب بالنّاسِ وَهُوَ خليفة وَعَليهِ إزارٌ فيه اثنَتَا عَشَرَةَ رُقْعَةًقال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عزوجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه".قصة صهيب بن سنان رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما نزلت هذه الآية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد ) في صهيب وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله إلا أن يتنازل عنه لهم فأعطاهم جميع ماله فنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وصوله فاستقبله عمر بن الخطاب وجماعة معه يبشرونه بأن الله أنزل فيه آية تتلى إلى يوم القيامة فلما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ربح البيع يا صهيب ربح البيع يا صهيب عن جُندب بن عبد الله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم ، فدخلت مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون ، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قـدم من سفر فسمعته يقول هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة ، ولا آسى عليهم ) أحسبه قال مراراً فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام ، فسألت عنه بعدما قام قلت من هذا ؟) قالوا هذا سيد المسلمين أبي بن كعب ) فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة ، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً.جاءت هدية لعبدالله بن عمر من أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلة ناعمة أنيقة وقال له لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان ، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه ، وترتدي هذا الثـوب الجميل ) قال له ابـن عمر أرِنيه إذن ) ثم لمسه وقال أحرير هذا ؟) قال صاحبه لا ، إنه قطن ) وتملاه عبد الله قليلا ، ثم دفعه بيمينه وهو يقول لا إني أخاف على نفسي ، أخاف أن يجعلني مختالا فخورا ، والله لا يحب كل مختال فخور ).وأهداه يوما صديق وعا مملوءاً ، وسأله ابن عمر ما هذا ؟) قال هذا دواء عظيم جئتك به من العراق ) قال ابن عمر وماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟) قال يهضم الطعام ) فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه يهضم الطعام ؟ إني لم أشبع من طعام قط منذ أربعين عاما ) لقد كان عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- خائفا من أن يقال له يوم القيامة أَذْهَبتم طيّباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ) كما كان يقول عن نفسه ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ولا غرست نخلة منذ توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) ويقول ميمون بن مهران دخلت على ابن عمر ، فقوّمت كل شيء في بيتـه من فراش ولحاف وبساط ، ومن كل شـيء فيه ، فما وجدتـه يساوي مائة درهم ).قال السلمي: "سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط". حُكي عن الإمام عمر بن سعد الكوفي أنه أبطأ يوماً في الخروج إلى الجماعة، ثم خرج فقال: "أعتذر إليكم؛ فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم".وعن مسلمة بن عبد الملك قال: "دخلت على عمر بن عبدالعزيز وقميصه وسخ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة: اغسلوه، قالت: نفعل. ثم عدت، فإذا القميص على حاله، فحادثتها عن ذلك فقالت: والله ماله قميص غيره".وعن ابن باكويه قال: "سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه: والله ما وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة".وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صــــــــــــــــــــــــدقة الجمعــــ� (Re: عمر التاج)
|
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﺒﻠﻎ 200 ﺭﻳﺎﻝ..ﻋﻠﻘﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺭﻗﻪ ﻣﻜﺘﻮﺏ عليها: ( ﻓﻘﺪﺕ 200 ﺭﻳﺎﻝ، ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﺇﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ: ﺷﻘﻪ ﺭﻗﻢ "..."..ﻣﻌﺎﺷﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺃﺣﺘﺎﺟﻬﺎ..ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺒﺰ).ﻓﻘﺮﺭ ﺷﺨﺺ ﺍﻹﺩّﻋﺎﺀ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ.. ﻓﺄﺧﺮﺝ 200 ﺭﻳﺎﻝ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚُ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ..ﺑﻜﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻝ.. وﻗﺎﻟﺖ: يا بني ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻲّ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪُ ﻭﺟﺪﻩ..ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺃﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ..ﻧﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ:¤ ﻗﻢ ﺑﺘﻤﺰﻳﻖ ﺍﻹﻋﻼﻥ..¤ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻛﺘﺒﻪ..ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻃﻔﻜﻢ ﻣﻌﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ..ﻻ ﺗﺘﺮُﻙ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻢ .."ﺗﺼﺪّﻕ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻜﻔﻦ ﺟﻴﻮﺏ" ..ﻣﻦ ﺍﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ..[ﺗﺼﺪﻕ ﻓﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻜﻔﻦ ﺟﻴﻮﺏ].. ﺟﻤﻠﻪ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻘﻠﺐ .. اعجبتني فارسلتها لمن احب وانتم بدوركم ارسلها لمن تحب 💗
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صــــــــــــــــــــــــدقة الجمعــــ� (Re: الطيب عباس)
|
تقبل الله اخي الطيب عباس صالح اعمالكم في كل ايامكم ..نقرأ اليوم قصة أحد عباد الله الصالحين يرويها ابْنُ الْمُبَارَكِ قال: " قَدِمْتُ مَكَّةَ وَإِذَا النَّاسُ قَدْ قُحِطُوا مِنَ الْمَطَرِ وَهُمْ يَسْتَسْقُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَكُنْتُ فِي النَّاسِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ إِذْ أَقْبَلَ غُلامٌ أَسْوَدُ عَلَيْهِ قِطْعَتَا خَيْشٍ ، قَدِ ائْتَزَرَ بِإِحْدَيْهِمَا وَأَلْقَى الأُخْرَى عَلَى عَاتِقِهِ ، فَصَارَ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ إِلَى جَانِبَيَّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِلَهِي ، أَخْلَقَتِ الْوُجُوهَ كَثْرَةُ الذُّنُوبِ وَمَسَاوِئُ الأَعْمَالِ ، وَقَدْ مَنَعْتَنَا غَيْثَ السَّمَاءِ لِيُؤَدَّبَ الْخَلِيقَةُ بِذَلِكَ ، فَأَسْأَلُكَ يَا حَلِيمُ ذُو أَنَاةٍ ! يَا مَنْ لا يَعرِفُ عِبَادُهُ مِنْهُ إِلا الْجَمِيلَ ، اسْقِهِمُ السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ : السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِالْغَمَامِ ، وَأَقْبَلَ الْمَطَرُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، وَجَلَسَ مَكَانَهُ يُسَبِّحُ ، فَأَخَذْتُ أَبْكِي إِذْ قَامَ ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ ، فَجِئْتُ إِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، فَقَالَ لِي : مَا لَكَ أَرَاكَ كَئِيبًا ؟ قُلْتُ : سَبَقَنَا إِلَيْهِ غَيْرُنَا فَتَوَلَّاهُ دُونَنَا . فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَصَاحَ وَسَقَطَ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ ، خُذْنِي إِلَيْهِ . قُلْتُ : قَدْ ضَاقَ الْوَقْتُ وَسَأَبْحَثُ عَنْ شَأْنِهِ . فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَوْضِعَ ؛ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى الْبَابِ قَدْ بُسِطَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَنِي . فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَاجَتُكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : احْتَجْتُ إِلَى غُلامٍ أَسْوَدَ . فَقَالَ : نَعَمْ ، عِنْدِي عِدَّةٌ ، فَاخْتَرْ أَيُّهُمْ شِئْتَ . وَصَاحَ : يَا غُلامُ ، فَخَرَجَ غُلامٌ جَلْدٌ ، فَقَالَ : هَذَا مَحْمُودُ الْعَاقِبَةِ ، أَرْضَاهُ لَكَ . فَقُلْتُ : لَيْسَ هَذَا حَاجَتِي ، فَمَا زَالَ يُخْرِجُ إِلَيَّ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ الْغُلامَ ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ بَدَرَتْ عَيْنَايَ ، فَجَلَسْتُ ، فَقَالَ : هَذَا هُوَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَقَالَ : لَيْسَ إِلَى بَيْعِهِ سَبِيلٌ . قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قَالَ : تَبَرَّكْتُ بِمَوْضِعِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا يَرْزُؤُنِي مِنْهُ شَيْءٌ أَكْثَرُ مِنْ قُوتِهِ . قُلْتُ : وَمِنْ أَيْنَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ؟ قَالَ : يَكْسَبُ مِنْ فَتْلِ الشَّرِيطِ نِصْفَ دَانِقٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ، فَهُوَ قُوتُهُ ، فَإِنْ بَاعَهُ فِي يَوْمِهِ وَإِلا طَوَى ذَلِكَ الْيَوْمَ ، وَأَخْبَرَنِي الْغِلْمَانُ عَنْهُ أَنَّهُ لا يَنَامُ هَذَا اللَّيْلَ الطَّوِيلَ ، وَلا يَخْتَلِطُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُهْتَمٌّ بِنَفْسِهِ ، وَقَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي . فَقُلْتُ لَهُ : انْصَرِفْ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَإِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ بِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّ مَمْشَاكَ عِنْدِي كَبِيرٌ ، فَخُذْهُ بِمَا شِئْتَ . قَالَ : فَاشْتَرَيْتُهُ فَأَخَذْتُ نَحْوَ دَارِ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، فَمَشَيْتُ سَاعَةً ؛ إِذَ قَالَ لِي : يَا مَوْلايَ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ ، فَقَالَ : لا تَقُلْ لِي لَبَّيْكَ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ أَوْلَى بِأَنْ يُلَبِّيَ الْمَوْلَى ، قُلْتُ : حَاجَتُكَ يَا حَبِيبِي . قَالَ : أنَا ضَعِيفُ الْبَدَنِ لا أَطِيقُ الْخِدْمَةَ ، وَفِي غَيْرِي كَانَ لَكَ سَعَةٌ ، قَدْ أَخْرَجَ إِلَيْكَ مَنْ هُوَ أَجْلَدُ مِنِّي . فَقُلْتُ : لا يَرَانِي اللَّهُ وَأَنَا أَسْتَخْدِمُكَ ، وَلَكِنْ أَشْتَرِي لَكَ مَنْزِلًا وَأُزَوِّجُكَ وَأَخْدُمُكَ أَنَا بِنَفْسِي . قَالَ : فَبَكَى . فَقُلْتُ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ بِي هَذَا إِلا وَقَدْ رَأَيْتَ بَعْضَ مُتَّصَلاتِي بِاللَّهِ ، وَإِلا ، فَلِمَ اخْتَرْتَنِي مِنْ بَيْنِ أُولَئِكَ الْغِلْمَانِ ؟ فَقُلْتُ لَهُ : بِإِجَابَةِ دَعْوَتِكَ . فَقَالَ لِي لَمَّا ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ : إِنِّي أَحْسَبُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ رَجُلًا صَالِحًا ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِيرَةٌ مِنْ خَلْقِهِ لا يَكْشِفُ شَأْنَهُمْ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ ، وَلا يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ إِلا مَنِ ارْتَضَى . ثُمَّ قَالَ لِي : تَرَى أَنْ تَقِفَ عَلِيَّ قَلِيلًا ، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيَّ رَكَعَاتٌ مِنَ الْبَارِحَةِ . قُلْتُ : هَذَا مَنْزِلُ فُضَيْلٍ قَرِيبًا . قَالَ : لا ، هَاهُنَا أَحَبُّ إِلَيَّ ، أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يُؤَخَّرُ . فَدَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَاعَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى مَا أَرَادَ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، هَلْ مِنْ حَاجَةٍ ؟ قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قَالَ : لِأَنِّي أُرِيدُ الانصراف . قلتُ : إلى أين ؟ قال : إلى الآخرة . قلتُ : لا تفعل دعني أُسَرُّ بكَ . فَقَالَ لِي : إِنَّمَا كَانَتْ تَطِيبُ لِيَ الْحَيَاةُ حَيْثُ كَانَتِ الْمُعَامَلَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ يَعْنِي رَبَّهُ تَعَالَى فَأَمَّا إِذَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهَا أَنْتَ فَسَيَطَّلِعْ عَلَيْهَا غَيْرُكَ وَغَيْرُكَ ، فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ . ثُمَّ خَرَّ لِوَجْهِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ : إِلَهِي ، اقْبِضْنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ . فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ ، فَوَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ قَطُّ إِلا طَالَ حُزْنِي عَلَيْهِ وَصَغُرَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِي "
| |
|
|
|
|
|
|
|