|
Re: المواطن - يوسف احمد المصطفى -مناضل سودانى (Re: الكيك)
|
العم يوسف أحمد المصطفى.. الإنحياز للغلابة والثورة والإستنارة ..
بقلم: ياسر عرمان
بالأمس 21 أغسطس 2015، غيب الموت علم من أعلام النضال الثوري ورائد من رواد الإستنارة والإنحياز للغلابة والمهمشين من أوساط حركة المزارعين السودانيين. لقد رحل العم يوسف أحمد المصطفى، أحد مؤسسي العمل الثوري في أوساط المزراعين على مدى أكثر من ستين عاماً ولاسيما مزراعي الجزيرة والمناقل. وإرتبط بنهوض حركة المزراعين الثورية التي نهضت في أجزاء متفرقة من السودان. وتصدر الأعمام الشيخ الأمين محمد الأمين وعبد الله بروقاي ويوسف أحمد المصطفى في شمال الجزيرة قيادة العمل الثوري في أوساط المزارعين المنحاز للفقراء، وإرتبطوا بالدفاع عن حقوق المزراعين وكانوا مشاعل للإستنارة ونشر الأفكار التقدمية في أوساط المزارعين والشباب وعُرفوا بالحفاظ على صلواتهم وثوريتهم، وبلغوا شأوا عظيما في التأثير على كامل الحركة الوطنية قبل إستقلال السودان وبعده.
وعشية الإستقلال بلغت رأياتهم عنان ميدان عبد المنعم الذي شهد تدفق آلالاف المزراعين في مظاهرات تحدت الإستعمار في قلب الخرطوم وإنتزعت حق المزارعين في التنظيم وإستقلالية إتحاداتهم حتي خلدتهم أغاني البنات في ذلك الوقت التي تغنت بشجاعة الشيخ الأمين محمد الأمين (اللمين في خرطومنا قيل وبات.. واللمين غنت ليك بنات شمبات) و (اللمين الدقدق مساميرو)، جاؤا من كل أنحاء السودان. إلتقيت في سنوات سابقة وأجريت محضر نقاش مطول نُشر في جريدة (الميدان) مع أحد أكبر رواد تلك المسيرة العظيمة العم الراحل شيخ الخير ود بريمة، رئيس إتحاد مزارعي النيل الأزرق منذ عام 1957 إلى عام 1971بمنزله المتواضع في قرية كريمة البحر، وقد رافقني إليه المناضل السناري الشهير عيسي أحمد آدم (حكيم) والصديق خالد موسي.
عُرفت هذه المجموعة بإلتحامها الوثيق مع الحركة العمالية وحركة المثقفين والنساء والشباب، وكانوا من رواد الإستنارة وساهمت بشخصيات كبيرة من قادة العمل الثوري في زيادة وعيهم بالقضايا الوطنية والإقليمية والعالمية خصوصاً المحترفين الثوريين الذين ساهموا في بناء تنظيمات المزارعين وحملت السنوات الخمسين (من عام 1950 إلى عام 2000م) أسماء كبيرة منهم. عمل يوسف أحمد المصطفى مع بعضهم من الخمسينيات حتي بداية السبعينيات، ومنهم كامل محجوب ويوسف عبد المجيد ومحمد إبراهيم نقد والتجاني الساكن جاد كريم (جلال) والعم عبد الحميد علي (عثمان جزيرة) "عثمان هوايد الليل الصمت والكتمان"، وساهمت هذه المجموعة في نمو حركة المزارعين. وبالقطع فإن الأستاذ عبد الخالق محجوب قد كانت بصماته واضحة في حركة المزارعين.
عُرفت قيادة المزارعين بمعرفتها وإلمامها بالعمل السياسي والتنظيمي وبالإهتمام بالقضايا الوطنية وشاركوا على نحو حاسم في معارك الإستقلال وثورة اكتوبر حتي تم تمثيلهم في وزارة اكتوبر بتعيين شيخ الأمين محمد الأمين وزيراً للصحة في فترة هي الأعلى في مراقي نهوض حركة المزارعين. عُرفت هذه الحركة بعلاقاتها بإتحادات المزارعين على المستوى الإقليمي والدولي وزار قادتها الإتحاد السوفيتي والصين وتضامنوا مع قضايا الشعوب المضطهدة وساهموا في جذب مجموعات مؤثرة للعمل الثوري وقضايا التغيير، ويوسف أحمد المصطفى على نحو التحديد ذهب أبعد من ذلك واهتم بقضايا الهامش وقد رافقته للإلتقاء بالدكتورجون قرنق دي مابيور في إجتماع في العاصمة الإرترية أسمرا وأجرى معه مناقشة عميقة عن واجب الحركة الشعبية في تبني قضايا الفقراء في كل أنحاء السودان ولاسيما المزارعين، وظل دائم الإهتمام بقضايا السودان وجنوب السودان.
على الرغم من صلة الرحم من الدرجة الأولى التي تربطه مع عمر البشير ولكنه ظل ثابتاً وقاطعاً في موقفه المعادي لدكتاتورية الإنقاذ وأسمع صوته مراراً وتكراراً لعمر البشير في كل المناسبات التي جمعتهما، وكان موقفه وموقف الأعمام الراحلين الكبار العرضي الحسين ومحمد الحسين والأستاذ المحترم مدني العرضي الحسين المحامي موقفاً مؤثراُ في الإستقامة ورفض الحكم الشمولي وإن كان على رأسه من يمت إليهم بصلة من الدرجة الأولى. أصالة عن نفسي ونيابة عن قيادة الحركة الشعبية، أتوجه بالعزاء الحار لأسرته وأهله جميعهم وللحاجة فاطمة، ولمحمد، وصديق، ومحاسن، وآمال، وقرشية، وقاسم وأماني، والطيب، ولحركة المزارعين في الجزيرة.. وندعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً مع الصديقين والشهداء. ياسر عرمان
22أغسطس 2015م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المواطن - يوسف احمد المصطفى -مناضل سودانى (Re: الكيك)
|
الى جنات الخلد ..يا عم يوسف
ميوم الير
حزنت كثيرا هذا الاسبوع فور تلقى نبأ إنتقال عمنا المناضل الجسور يوسف أحمد المصطفى إالى جوار ربه. و إزداد حزني عندما فشلت- لظروف العمل- في مرافقة صديقنا إبن الراحل , المهندس عبد الخالق يوسف الى الخرطوم لحضور مراسم التشييع التى شارك فيه قطاعات واسعة من أهل السودان بصورة تليق بتاريخ و نضالات العم يوسف.
كان لى شرف معرفة العم يوسف و أسرته الكريمة منذ عقود في إطار الشأن العام و سرعان ما تحول الى علاقة اجتماعية ممتدة و متينة نفخر بها .
العم يوسف لا يحتاج الى تعريف مني فهو غنى عن التعريف و لكنني أود أن أسجل شهادتي الشخصية كيف تعلمنا منه معانى نكران الذات في العمل العام و الانحياز الى مصالح الناس و فى توجيه طاقاتهم فيما ينفع المجتمع .
العم يوسف رحمه الله كان قامة و همة ورجل مبادى لا يعرف المساومة و قد راينا كيف سار أبنائه على هذا الدرب.
كان بإمكانه الاستفادة بصورة او بأخرى من صلة قرابته بالرئيس عمر البشير.. فكم منا في افريقيا و والعالم العربي و العالم الثالث يرفض التقرب و التودد من السلطان و الاستفادة من الامتيازات التى تضع تحت تصرف الاقارب عندما يصل أحد أقاربهم الى سدة الحكم,
لكن ابناء يوسف حافظوا على هذه العلاقة فى اطارها الاسرى فقط .
كانت هذه النقطة تحديدا هى ما حبب فيه الدكتور/ جون قرنق عندما يتحدث عن شخصية عم يوسف حيث كان يرى فيه مناضلاً قاوم الاستعمار و ظل مدافعًا شرساً عن قضايا المزراعين في الجزيرة و مقاوماً أيضا لسياسات يرى فيها ضرراً كبيراً لمشروع الجزيرة. كان الدكتور قرنق فخوراً بالعم يوسف..
وقد قال ذات مرة للرئيس البشير" أن أهلك و اقاربك مثل عم يوسف و ياسر عرمان هم أعضاء في الحركة الشعبية" و رد الرئيس قائلاً "هذا هو السودان ,أهلك كذلك هم معنا في المؤتمر الوطني"
رحم الله العم يوسف رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطنه و الهم اهله و ذويه الصبر و حسن العزاء .
ميوم الير mailto:[email protected]@gmail.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المواطن - يوسف احمد المصطفى -مناضل سودانى (Re: محمد نور عودو)
|
يوسف احمد المصطفى...رائد من رواد الأحلام الكبرى،
09-03-2015 03:10 PM صديق عبد الهادي
(1) ما من احد اظنه ينسى ذلك البوستر الدعائي الشهير وفي إطاره تلك الصورة الكارزمية للمناضل الراحل شيخ الامين محمد الامين، وبتلك اللحية المميزة التي كانت تجمع بين جلال الصوفية وثورية جيفارا.
كان ذلك في اوائل سنوات النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي. فلقد كانت تلك الصورة تزين حوائط قرى مشروع الجزيرة، على طوله وعرضه. وهي السنوات التي لم تظهر فيها الجزيرة كقلعة للنضال وحسب وانما كقاطرة للتوجه الديمقراطي الحقيقي الذي اصبحت تخطو على اعتابه كافة البلاد، حينها. كان ذلك الخطو حلما جميلاً ومشروعاً، وفي وقت لم يزل يتردد فيه، وفي ارجاء الوطن قاطبةً، صدى المقاومة الباسلة للمزارعين ضد المستعمر، ومن ثم العسكر.
كان المناضل الراحل عمنا يوسف احمد المصطفى واحداً من ركائز تلك المقاومة الباسلة، وواحداً ممن صاغوا مشروعية ذلك الحلم الجرئ.
(2) إن اي مفكر رصين، او اي مؤرخ مجوِّد سوف لن تكتمل رصانته او يرقى تجويده عند التصدي لامر حداثة السودان إذا لم يتوقف مليئاً عند ذلك الانعطاف التاريخي، الذي ترتب على بروز تلك القيادة النوعية التي خرجت من بين "القرى" و"الحلال" في مناطق الانتاج الحديث، اي في مشروع الجزيرة. قيادة جديدة تحمل نوعاً جديداً من الخطاب والتفكير على غير ما اعتاد الناس عليه، سيما في ظل الاستعمار. خطابٌ وتفكيرٌ حديثان!!!. إجتمع الامين محمد الامين، ويوسف احمد المصطفى، واحمد علي الحاج، واحمد مصطفى ابو عاقلة وعبد الله محمد الامين برقاوي، في عام 1952، وخطوا خطوتهم الاولى، والتي قد لم يكن وارد في حسبانهم، وقتها، انهم كانوا يضعون بها مدماكاً مكيناً في بناء مسيرة السودان نحو حداثته، تلك المسيرة التي بدأت عندما بدأت تتخلق العلاقة، وبشكل لا يقبل التاويل، بين العمل والراسمال، وبين القوى المنتجة والاجر المدفوع في بلاد السودان عند نهايات الربع الاول من القرن التاسع عشر الميلادي. إن مشروع الجزيرة كان يمثل واحدة من المحطات الابرز في نضوج التطور الرأسمالي. وكذلك، وبما إنتظم الحياة فيه من انتاج حديث، اصبح يمثل احد اهم حواضن تلك العلاقات الحديثة المتخلقة. مما اهله ليضحى، وبذاك المعنى، القلب الحي لحداثة السودان ومستقبلها، ودونما منازع. إلتقط يوسف احمد المصطفى ورفاقه الحاح تلك اللحظة واستجابوا لضرورة ذلك التطور، مدفوعين وبما يشبه الإلهام!!!.
اصدروا بيانهم الاول، فجاء مفعماً وبكل ما يحمله البيان الاول من عنفوانٍ وتطلع. لم يحتاجوا القول كما فعل كارل ماركس ورفيقه فردريك انجلز في مطلع بيانهم الشهير، "البيان الشيوعي" بأن "هناك شبحٌ يلاحق اوربا العجوز"!!!. لم يحتاجوا لذلك القول وذلك لعدة اسباب، واحدٌ ومن اهمها النهوض الباكر لعمال السودان وإنتظامهم في هيئة شئونهم، ومن ثم بدءهم مجابهة المستعمر في معركة انتزاع الحقوق على نحوٍ من ستة اعوام قبل صدور البيان الاول لحركة المزارعين هذه. كان مطلبهم الاساس في ذلك البيان هو "قيام اتحاد للمزارعين"!!!، بديلاً عن هيئة المزارعين صنيعة المستعمر. لم يمض عام حتى تحقق ذلك الحلم. وذلك بعد ان احتلت جموع المزارعين ميدان عبد المنعم في 29 ديسمبر عام في 1953، في اول عملٍ ذي عمقٍ شعبيٍ ومنظم في مواجهة المستعمر، لم تشهده البلاد منذ هزيمة ثورة 1924 . وقد شهد رفاقه، بان الراحل يوسف احمد المصطفى كان العقل المنظم من بين منْ كانوا وراء ذلك الحدث الذي وسم تاريخ السودان الحديث إلى يومنا هدا.
(3) كان هناك عددٌ من الناس، بمنْ فيهم المثقفون المنتفعون وغير المنتفعين كذلك، يعتقدون ان حكوة "البنك الدولي وسياساته" هي كما حكوة "العنقاء"، ومن نسج خيال القوى الوطنية الديمقراطية. تلك القوى التي كان ان انحاز لها جذرياً وعضوياً الراحل يوسف احمد المصطفى ورفاقه من مؤسسي حركة المزارعين. كان ذلك هو الإعتقاد الواهم لاولئك النفر من الناس إلى ان بان لهم ان البنك الدولي لم يكن بحقيقة فاقعة وحسب وإنما لم يكن بمقطوع النسب، إذ له حماته ووكلاؤه وربائبه، اولئك الذين ظلوا يتناسلون على مر تاريخ المشروع حتى انجبوا الرأسمال الاسلامي الطفيلي في عصرنا الحاضر، واورثوه وجوب طاعته، والتي قام بها على نحوٍ كامل!!!. اسست القوى الوطنية الديمقراطية وسط المزارعين في مشروع الجزيرة اكبر وانجح حركة تعاونية في تاريخ السودان، هذا إن لم تكن في تاريخ افريقيا والشرق الاوسط. كان الراحل يوسف احمد المصطفى من مؤسسيها، ممثلاً لاتحاد المزارعين ومسئولا عنها. إن واحداً من مهام تلك الحركة التعاونية كنشاط إقتصادي إجتماعي، هو هزيمه إحدى اهم ركائز الفكر الاقتصادي الراسمالي، تلك التي انبنت عليها سياسة البنك الدولي، وهي ان كبر وإتساع حجم الوحدات الانتاجية لا يمثل فقط سبباً لضمان الجدوى الاقتصادية وإنما هو ضرورة للسير في طريق الرفاه!!!. بمعنى ان البنك الدولى كان يرى بل سعى ويسعى لالغاء وجود شكل الحيازات الراهنة، تلك التي انبنى عليها مشروع الجزيرة، وليتم تمليكه وإدارته بواسطة عدد قليل من المؤسسات، ومن ثم تحويل السواد الاعظم من المزارعين لعمال زراعيين واجراء.!!!. هذه هي القناعة التي أرضعتها دوائر الرأسمال الغربي لربيبها الاسلامي الطفيلي، التي وبسببها لم يتوان الراسمال الاسلامي ولو للحظة في تنفيذ مهمة الانقضاض المدهش ومن ثم القضاء على كافة المؤسسات التعاونية التي انشأها المزارعون خلال الخمسين عام الماضية. وإذ ازالها من الوجود بين ليلة وضحاها!!!. وتلك حادثة من حوادث النهب الإقتصادي التي سيؤرخ لها، في التاريخ المعاصر، بانها الوحيدة التي قد تفوق خسائرها الفاجعة خسائر الحروب والزلازل الطبيعية!!!. إن الحركة التعاونية في مشروع الجزيرة فعلٌ خَيِّرٌ، وحلمٌ كبير حققه الراحل يوسف احمد المصطفى ورفاقه، والآن تحاول الحركة الاسلامية إجهاضه بابتلاعه. ولكن سيكون ذلك الى حين، لانها، ولما بينها ومزارعي الجزيرة من تاريخٍ للغبن مشهود، تعلم الحركة الاسلامية ان إبتلاعها لتلك الممتلكات سيكون بالنسبة لها كابتلاعها لـ"آخر زادها"!!!.
(4) يحتفي منظرو الاقتصاد السياسي في العالم بتجربتين انسانيتين، وذلك لما احدثاه من تحولٍ بائنٍ في تاريخ الاقتصاد السياسي للعالم. الاولى، وهي تلك التي اصبحت تعرف في الادب الاقتصادي الحديث بـ "تجربة صانعي مقاعد الخيزران في قرية جبرا" في دولة بنغلاديش. وهي تجربة "التمويل الاصغر" التي اسسها وقادها بنجاح الاقتصادي البنغالي د. محمد يونس، والتي اهلته لنيل جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2006. ولقد تمت إعادة إنتاج تلك التجربة على مستوى العالم كاداة فاعلة لمحاربة الفقر. اما التجربة الثانية، فهي تلك المنسوبة لاولئك الفلاحين الثمان عشرة من قرية زياوغانغ الفقيرة في ولاية آنهوي بجمهورية الصين الشعبية، الذين وقعوا تعاقداً سرياً فيما بينهم ليحتفظوا ببعض انتاجهم لانفسهم ومن ثمَّ تسويقه سراً بدلاً من تسليمه للدولة، وكان ذلك في ديسمبر من عام 1978!!!. وهي التجربة التي يُزعم بانها فتحت الطريق لجمهورية الصين نحو اقتصاد السوق بعد ان توقف عندها الزعيم الصيني دينغ زياوبنغ، الرجل الذي أرتبطت به مسيرة الصين نحو ما يسمى بالاصلاح، او بالاحرى مسيرة الحاقها بدوائر الرأسمال العالمي، ولتصبح ملكية اكثر من الملك!!!. إن تجربة حركة المزارعين في السودان والتي اسس لها مزارعو الجزيرة والمناقل وفي قلبها اتحادهم تحت قيادة مؤسسيه الاوائل، والذين كان من بينهم الراحل يوسف احمد المصطفي قد تكون حركة ذات تأثير تاريخي في حقل الاقتصاد السياسي يفوق تاثير تينك التجربتين المذكورتين، إذ انها اسهمت في ترسيخ وعي حقوقي تعدى الحيز الفئوي ليطول القضايا والهموم الوطنية الكبرى، تلك التي ارتبطت بالتحولات التاريخية في السودان. وقد تكون تلك هي الحقيقة التي تفسر صمود المزارعين وبقاءهم في وجه حملات الفناء التي لم تتوقف ابداً، وخاصة تحت ظل الانظمة القمعية الذليلة!!!. لم تتفوق حركة المزارعين السودانيين في ذلك لوحده، وانما على جانب آخر اكثر عمقاً، وهو ان حركة المزاعين الديمقراطية قدمت اسهاماً نظرياً مشهوداً، وهو قولها بان بقاء المحتوى الثوري لحركة المزارعين متقداً ومتماسكاً رهينٌ بضرورة التحالف بين فقراء المزارعين والعمال الزراعيين في مشروع الجزيرة. ولكن، الآن اصبح ماعون ذلك التحالف اوسع ليشمل العمال الزراعيين وكل مزارعي المشروع وذلك بعد حالة الافقار الكاملة التي اضحى يعيشها كل اهل المشروع جراء السياسة التي تقوم بتنفيذها الراسمالية الطفيلية الاسلامية الان.وبالفعل جاء ميلاد تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل والذي ساهم في تاسيسه ايضاً الراحل يوسف أحمد المصطفى. فلقد كانت تلك مساهمة نظرية نيرة ما زالت تضيئ طريق النضال الطويل امام حركة المزارعين، التي ساهم الراحل يوسف احمد المصطفى ورفاقه، إن كان على الجانب النظري او العملي، في وضع "الساس" المتين لها.
(5) وها هو الآن يترجل راحلاً، مكللاً بالرضا وبر الناس بعد مسيرة نضالية وضيئة. ودعه عارفو فضله وتضحياته. ودعه مزارعو الجزيرة الذين، وعلى العكس تماماً، ربوا كل المناضلين وليس الشيوعيين لوحدهم، فاحسنوا تربيتهم، علموهم فاجزلوا في تعليمهم، ومن ثم أدبوهم فأوفوا في تأديبهم، مما وقف حائلاً بينهم والعقوق!!!.
(6) درجت شعوب الإنكا العريقة، بناة الحضارة في امريكا الجنوبية، على الذهاب بموتاهم من الملوك إلى أعالي الجبال بحسب انهم يستحقون ، ولرفعتهم، ان يُسْجوا بين الغمام. ونحن ايضاً نضعهم بين الغمام، وبل عالياً، وكما يستحقون، فوق ذرى المجد وذلك بالخطو الثابت على دروبهم الشاقة التي مشوها. في صعوده درج البلاغة مأخوذاً بسحر الكلِم فيها، لم يتمم الامام علي، رضي الله عنه، خطبته المعروفة بـ"الشِّقشِقية" لان احدهم قطع عليه تدفق فكره وبيانه، فرجاه ابن عباس ان يتممها، فأجابه، "هيهات يا بن عباس! تلك شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ!. فتأسى ابن عباس قائلاً، "فوالله ما اسفت على كلامٍ قط كأسفي على هذا الكلام ألا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث أراد". كفى "خالد" الناس قول إبن عباس، فقد صدح حينما هدرت شقشقة الحق، وغرغرت في صدره ولم يدعها تُقِر، فقالها في حضرة ذلك الجسد الطاهر المسجي، "عاش كفاح المزارعين"، فيا له من هتاف، ويا له من وداع!!!. تقشعر له الابدان!!!. قال "خالد" ما كان سيقول به والده، شيخ الامين، رحمه الله، لو قُدِر ان يكون في وداع رفيق دربه وخدن نضاله. فلترقد روحاهما الطيبتان في سلام.
والمجد والخلود لمؤسسي حركة مزارعي السودان.
(*) مراجع تمت الاستفادة منها في كتابة هذا المقال: 1- زاباتا، ايديولوجية فلاح ثائر، روبرت ب. ميلون، باللغة الانجليزية. 2- مشاوير خضراء، المرحوم عبد الله محمد الامين برقاوي، تقديم محمد عبد الله برقاوي، منشور على موقع الحلاوين الالكترروني بواسطة سليمان محمد وقيع الله. 3- البيان الشيوعي، كارل ماركس وفردريك انجلز، باللغة الانجليزية. 4- مؤسسة الصين، تيد س. فيشمان، باللغة الانجليزية. 5- تلك الأيام، المرحوم كامل محجوب. 6- نهج البلاغة، الإمام علي بن ابي طالب، تحقيق وشرح محمد ابو الفضل ابراهيم. 7- حوار مع الراحل يوسف احمد المصطفى، الكاتب والصحفي حسن وراق. 8- مقال في وداع الراحل عمنا يوسف أحمد المصطفى، الكاتب والصحفي حسين سعد. 9- رسائل شخصية مع الاستاذ محمد الطيب العاقب. 10- مشروع الجزيرة وجريمة قانون 2005، صديق عبد الهادي. 11- مشروع الجزيرة وبؤس الحركة الاسلامية، تحت النشر،
صديق عبد الهادي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المواطن - يوسف احمد المصطفى -مناضل سودانى (Re: الكيك)
|
وداعا المناضل يوسف احمد المصطفي
السجين رقم 161 في احداث عنبر جودة
عمي يوسف احمد المصطفي: دخري الغلابة وحواشة للضعاف مزروعة
الخرطوم:حسين سعد
رحل عنا يوم الجمعة الموافق 21 أغسطس 2015م المناضل الجسور يوسف أحمد المصطفي بعد مسيرة حياة حافلة بالبذل والعطاء والتضحيات،(عمي يوسف) والذي سبق وان أجريت معه حوار صحفي لصالح صحيفة الايام قبل سنوات قليلة مضت بمنزله بقرية صراصر بالجزيرة كان يحمل هم مشروع الجزيرة،وكانت عبارات الاسي تخرج متقطعة عند حديثه لواقع الحال بالمشروع ويردد(أين كنا والي اين وصلنا اليوم) من المحرر هذا الحديث وقتها دفعني لاستعادة زكريات غناء مصطفي سيد احمد برائعة الشاعر الراحل المقيم محمد الحسن سالم حميد :عم عبد الرحيم التي يقول فيها(وأرضك راقدي بور لاتيراب وصل ..ولا بابور يدور) (عمي يوسف) ورفيقه دربه ونضالنا قائدنا شيخ الامين كانوا اول من (وضعوا ساس) حركة المزارعين (طوبة طوبة) وطافوا علي القري والتفاتيش (ترعة ترعة وحواشة حواشة) تعرض (عمي يوسف) للسجن والاعتقال والتشريد والمحاكمات حيث كان السجين رقم (161) في حادثة عنبر جودة، وبالرغم من تلك الاهوال والمحاكمات الكيدية والاعتقالات التي لم تتوقف الا ان (عمي يوسف) كان كالجبل صامداً في وجه الطغاة، مدافعاً عن أوجاع المزارعين حتي أصبح عنواناً للصمود والجسارة ولم يتوقف عن النضال حتي رحيله.وفي قريتنا بالجزيرة وعندما كانت حركة المزارعيين (تهز وترز) كان اعمامي وكبار رجال قريتنا يتحدثون عن جسارة (شيخ الامين ويوسف احمد المصطفي) الذين يستحقوا ان نغني لهم كما تغني (عود الصندل) مصطفي سيد سميت المدن النايمة المدن التصحى فى حين تترجى خطى العمال اصوات الفلاحين دخل(عمي يوسف) مسيرة النضال والعمل الثوري وطوي مراحله المختلفة،وكان وفياً وشجاعاً تذوق مرارة الحياة أشكالا، لكنه لم يهدء من نضاله ثانية واحدة ومر بالسجون مرات وعانى مضايقات الاعداء بكافة ألوانها لكنه صمد مقدماً نموزجاً باهراً ورمزا في النضال والصمود. اليوم نحن لانبكي(عمي يوسف)بل نقول له كما قال شاعر الشعب محجوب شريف تبكيك الحروف كيف والبيوت مفجوعه كم ناحن قماري تئن عليك موجوعه قوقاين كتم اصواتو مو مسموعه كان دخري الغلابه ولقمتن في الجوعه كان حواشه بالخير لي الضعاف مزروعه كان جزلان عديمه ولي ضلامه شموعه يدي الفي ايدو منها يلقي لحسة كوعه ماشفت البشيعوا والبتبكي جموعه بي وسع البلد ضاق بينا ياخي ربوعه من يات فج وفج الناس دي جات مدفوعه مافضل نفر الا الكسرت ضلوعه (عمي يوسف) لن يموت فهو حاضر في كل بيان لتحالف المزارعين وهو حاضر في حواشات الجزيرة وقراها وكنابيها ومدارسها وأسواقها وميادين كرة القدم وحاضر في فيافي دارفور وجبال النوبة الشامخة وشرقنا الغالي وخيران النيل الازرق. (عمي يوسف) نقول له كما قال قاسم أبوزيد: ﺳﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻨﻚ ﻳﻮﻣﺎﺗﻲ طوريتك ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻣﺮﻣﻴﺔ ﻭﻛﻮﺭﻳﺘﻚ ﻳﺎﺑﺴﺔ ﻭﻣﺠﺪﻭﻋﺔ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺍﻟﻀﻮﻯ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﻤﺪ ﺿﺮﺍﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺳﺠﺎﺩﺓ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﻣﺰﺍﻭﺭﻳﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻴﺔ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﻮﻱ ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ ﻳﺎ ﺧﺎﻝ ويقول الصحفي المختص بقضايا الجزيرة حسن وراق انه عقب الاضراب الشهير عن زراعة القطن عام 1946 وضد الشركة الزراعية توطدت العلاقه بين يوسف و شيخ الامين ،وشهد متجر يوسف بطابت والذي اصبح مركزا فيما بعد لميلاد فكرة تكوين حركة المزارعين الثورية والتي كان من مؤسسيها مع كل من,شيخ الامين محمد الامين والذي كان عضو بمجلس ريفي الحصاحيصا وعبدالرحمن الماحي والطيب الدابي وآخرين . قامت مجموعتهم هذه بصياغة البيان التأسيسي(المنفستو) لوحدة المزارعين و كان ممهورا بتوقيع شيخ الامين في حين تولي الطيب محمد شقيق شيخ الامين الاتصال بالاستاذ الصحفي عبدالله رجب من جريدة الصراحة. والذي قام بطباعة اربعة الف نسخة من البيان وتم توزيعه علي المزارعين وبعد ذلك بدأت حركة الطواف علي القري والاقسام والمكاتب للقاء المزارعين وشرح ما جاء في البيان من ضرورة وحدة المزارعين عبر لجان اعدت خصيصا لهذا الغرض الي ان تم تتويج هذا العمل الجبار بعقد مؤتمر جامع عام 1953 في قرية ام عضام لتكوين اول اتحاد للمزارعين و حضر هذا المؤتمر ولاول مرة مزارعين من القسم الشمالي والجنوبي وبدات بعد ذلك عمليات الطواف علي المزارعين من اجل تجميع وتوحيد اكبر عدد من المزارعين حول فكرة الاتحاد وبدا الترويج لذلك عبر البيانات والصحف والاجتماعات الي ان تم عقد مؤتمر وادمدني والذي حضره اكثر من 700عضوا في عام 1953 حيث تم تكوين اول لجنة تنفيذية من 25 عضوا برئاسة شيخ الامين وسكرتارية يوسف احمد المصطفي وعباس دفع الله من مكتب درويش امينا للخزينة. ونشطت مجموعة متخاذلة بتنفيذ مؤامرات عديدة ضد حركة المزارعيين وقامت بالاتصال بالحاكم العام للفت نظره بان ما يتم من حراك وسط المزارعين ما هو إلا محاولات تخريبية يقوم بها الشيوعيون واستطاعت هذه المجموعة التأثير علي الحاكم العام الذي اصدر بيانا تحذيريا للمزارعين منعهم فيه من مجرد التفكير في الحضور الي الخرطوم . تم اصدار الاوامر باستعمال القوة و الضرب في (المليان) في بيان يذاع علي الاثير بصورة متكررة اثناء ساعات البث الإذاعي.وفي صبيحة يوم 29 ديسمبر 1953 تحرك المزارعون بنحو مائة عربة لوري دفعة واحدة غير اولئك الذين سافروا من جميع أنحاء المشروع تجاه الخرطوم ليقدر عددهم الكلي ب 25 الف رغم تحذيرات الراديو كانت جموع المزارعين تحتل الميدان في انتظار المواجهة وفي غاية الحذر لدرجة أنهم رفضوا تناول الطعام الذي حمله لهم المواطنون تحسبا أن تكون أجهزة الامن التابعة للحاكم العام قد دست لهم السم في الطعام. ويضيف يوسف انهم في القيادة ولتمويه السلطات الامنية قاموا باستغلال القطار الي الخرطوم حتي محطة سوبا وهنالك كانت عربة في انتظارهم اقلتهم الي أم درمان بتوجيه من قيادة الحزب الشيوعي بينما عسكر المزارعون في ميدان عبدالمنعم والذي كان يعرف بموقف 3، وقال انهم امضوا طيلة ذاك اليوم في ام درمان في نقاش لوضع الخطط والتدابير لمجابهة كافة الاحتمالات تحت اشراف مباشر من قبل (الشهيد) الشفيع أحمد الشيخ ومحمد سلام والذان كانا في حالة استنفار دائم حتي صبيحة اليوم التالي بينما كانت جموع المزارعين تحتل الميدان في انتظار المواجهة وفي غاية الحذر لدرجة أنهم رفضوا تناول الطعام الذي حمله لهم المواطنون تحسبا أن تكون أجهزة الامن التابعة للحاكم العام قد دست لهم السم في الطعام.وأضاف أصدر مدير مديرية الخرطوم توجيهاته بضرب المزارعين فتصدي له أحد الضباط من أبناء القطينة ويدعي مهدي مصطفي وأبطل قرار مدير المديرية. قامت السلطات بإرسال السيد سليمان أكرت لمقابلة المزارعين بأن ينتدبوا 5 اشخاص لمقابلة السكرتير الاداري ، رفضت القيادة هذا العرض ورضخت السلطات لطلب اللجنة وهو مقابلة جميع اعضاء . واشار الي حدوث مشادة بين شيخ الامين والسكرتير الاداري الذي أعاب علي شيخ الامين الخروج علي الديمقراطية وعدم اشراك بقية قيادات المزارعين الموالين للاستعمار لكن رد شيخ الامين كان قوياً وقال الامين للسكرتير الاداري: اين كانت هذه الديمقراطية التي تتحدثون عنها الآن وأنتم تستعمرون بلداً كاملا كالسودان إننا كسودانيين لم نختار الاستعمار ولم نختاركم مستعمرينا، وقتها لم يجد لم يجد السكرتير الاداري غير الاعتراف بوحدة المزارعين و قياداتهم العملاقة. وعند إنفضاض الاجتماع تم تبليغ المزارعين بالانتصار الذي تحقق علي أيدي قيادتهم بإنتزاع الحق في التنظيم وحل هيئة شئون المزارعين ليشتعل الميدان بالهتافات والتهليل والتكبير وكان مشهداً فوق التصور خاصة عندما تحركت اللواري التي كانت تحمل جموع المزارعيين في مشهد ملحمي يجسد النصر في أبهي صوره ولا يزال بعض أهل الخرطوم 3 يذكرون سحابة الغبار العالقة التي خلفتها حركة اللواري.وفي العام 1955 قامت اول إنتخابات للمزارعين فاز فيها كل مرشحي حركة المزارعين الثورية واصبح بذلك شيخ الامين رئيسا ويوسف احمد المصطفي سكرتيرا و عباس دفع الله أمينا للخزينة (المال) . لم تستمر هذه اللجنة عاما واحدا حتي تآمرت عليها الاحزاب وحكومة ( يحي الفضلي) واسقطتها ، هذا التآمر ارتبط بأحداث عنبر جودة والذي قامت فيه الحكومة الوطنية والتي لم تمض اسابيع علي تكوينها في فبرائر 1956 لتتصدي للمزارعين في كوستي وهم يطالبون بحقوقهم لتقوم السلطات بإطلاق النار عليهم وتردي 25 منهم قتيل ويزج بالباقين في أحد العنابر بجودة ليموت عددا منهم وهم حوالي 219 بالاختناق لينفجر الموقف وتحدث معارضة قوية ضد الحكومة والتي بدأت في حملة إعتقالات واسعة شملت بعض قيادات اللجنة التنفيذية ، شيخ الامين محمد الامين ويوسف احمد المصطفي،حيث اجتمعت اللجنة التنفيذية اثناء وجودهم بالمعتقل وأوكلت مهمة قيادة الاتحاد في 17/5/1956 الي السيد جابر عثمان رئيسا مناوبا مكلفا بمهام شيخ الامين والسيد أحمد علي الحاج سكرتيرا مناوبا لشخصي بالاضافة الي بابكر دكين لأمانة المال.وأضاف يوسف انهم طوال فترة الحكم العسكري الاول ( حكم عبود ) كانوا يقودوا عمل سري علي الصعيدين السياسي والنقابي الذي يقودحركة المزارعين بالجزيرة .مشيرا الي انهم في العام 1963 قاموا بتحريض المزارعين بالاضراب عن لقيط القطن وطالبوا بتمثيل المزارعين في مجلس الادارة وضم عملية قليع القطن للحساب المشترك ورفع نسبة نصيب المزارعين في الشراكة من 46% الي 48% لتقوم حكومة عبود بإعتقال شيخ الامين وبقية القيادات وعندما أصبح الاضراب عن لقيط القطن واقعا لا محالة منه أذعنت الحكومة مؤخرا لمطالبهم وتم إطلاق سراح المعتقلين و أصر المزارعون علي أن يخاطبهم شيخ الامين شخصيا وبالفعل وافقت الحكومة تحت الضغط والاصرار لنقوم بتوفير عربة عليها مكبرات الصوت لشيخ الامين والذي طاف علي المزارعين واعلن لهم موافقة الحكومة علي تحقيق مطالبهم ليتم رفع الاضراب . في العام 1964 أجريت إنتخابات عامة للمزارعين فاز فيها بجدارة شيخ الامين بالرئاسة وشخصي في السكرتارية وحمدالنيل دفع الله أمينا للمال ونظرا لدور هذا الاتحاد في ثورة أكتوبر تم إختيار شيخ الامين وزيرا للصحة في حكومة أكتوبر ،وحول الانجازات التي حققتها حركة المزارعين في القيادة التاريخية للمزارعيين يقول يوسف المصطفي انهم إنتزعوا الحق الديمقراطي بتكوين إتحاد المزارعين وتمثيل اتحادهم في مجلس إدارة المشروع وتكثيف وتنويع التركيبة المحصولية والتوسع في زراعة القمح والتي كانت محدودة وتعديل الحساب المشترك بإدخال بعض العمليات التي كانت تقع علي عاتق المزارع مثل (قليع ) القطن ورفع نصيب المزارع في الحساب المشترك وإدخال محصول الفول والبستنة ووضع العديد من دراسات الجدوي لجعل المشروع وحدة انتاجية متكاملة بإدخال التصنيع الزراعي والانتاج الحيواني الميكنة لرفع الانتاجية وتنشيط الحركة التعاونية وسط المزارعين بداية وإدخال ولاول مرة الحاصدات الزراعية وقشارات الفول وقيام مطحن دقيق قوز كبرو ومصانع الزيوت وبناء قاعدة متينة لصناعة الغزل والنسيج . (عمي يوسف) ونحن اذا نودعه نقول له كما قال شاعر الشعب محجوب الشريف: يا والداً أحبنا–يا من وهبت قلبنا–ثباتك الأصيلا–إليك رغم أنف كل بندقية–إليك الحب والسلام والتحية. يابا مع السلامة يا سكة سلامة—في الحزن المطير–يا كالنخلة هامة–قامة واستقامة–هيبة مع البساطة–اصدق ما يكون– ابواب المدينة بتسلم عليك–والشارع يتاوق يتنفس هواك–يا حليلك حليلك يا حليل الحكاوي–تتونس كانك يوم ما كنت ناوي -والروح السماوي والحب الكبير. (عمي يوسف) أرقد بسلام ومطمئناً فنحن نقول لك وبالصوت العالي (ماشين في السكة نمد من سيرتك للجادين
| |
|
|
|
|
|
|
|