|
|
|
 Re: جرد انتخابي ...كتابات للتقييم والمراجعة (Re: عمر صديق)
|
جرد انتخابي (1)
في الفترة الماضية قدمنا بعض الكتابات في هذه المساحة حول الوعي الانتخابي والحملات الانتخابية ووصلاً لتلك الموضوعات سوف أتناول هنا عملية جرد ختامي للانتخابات التي جرت في الأسبوع الماضي؛ والتي تعتبر أول انتخابات تشهدها البلاد بعد انفصال جنوب السودان في العام 2011 وهي بذلك تعبر عن مرحلة هامة في تاريخنا السياسي، وقد شهدت عملية شد وصراع سياسي بين تحالف بعض أحزاب المعارضة والحركات المتمردة والتي تشكل معاً مايعرف بقوى نداء السودان، والتي أطلقت حملة (ارحل) لمقاطعة الانتخابات ولكنها فشلت رغم ماصاحبها من صخب إعلامي أثبت الواقع افتقاره الى القوة الجماهيرية ولم تسعفه حملة التمرد العسكرية وادعاءاته الباطلة بمنع الانتخابات عبر القوة العسكرية، وصحيح أن هنالك احزاباً معارضة - أيضاً- قاطعت الانتخابات مثل الشعبي والإصلاح الآن إلا أنها لم تنضم لحملة ارحل، وقد تغلبت القوى السياسية التي دعمت المشاركة في الانتخابات، وعلي رأسها أحزاب كبيرة وعريقة مثل المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي الدمقراطي بشقية - الأصل والمسجل- إضافة الى حوالي أربعين حزباً سياسياً خاضت غمار السباق الانتخابي .
والآن وقد أعلنت نتائج الانتخابات بصورة غير رسمية، ونسبة لما أوردناه من أهمية الانتخابات في تاريخ السودان السياسي، ومع ارتباط ما أشرنا إليه مع تعقيدات الواقع السياسي ومستجداته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي؛ لابد لنا من مراجعة هذه العملية الانتخابية وتقييمها بصورة شاملة؛ عبر دراسة فاحصة؛ وذلك حتى نخرج منها ببعض العبر والدروس التي قد تفيدنا في إصلاح وتغيير مستقبلنا السياسي؛ وذلك لأن الاستحقاق الانتخابي هو الوسيلة المعتمدة دولياً للتداول السلمي للسلطة والممارسة الديمقراطية بصورة عامة في كل دول العالم، وليس هنالك وسيلة أوعملية سياسية أنسب منها حتى الآن؛ وفقاً لحصيلة التجارب السياسية التاريخية؛ منذ بداية نظم الحكم وحتى عصرنا الحالي.
ولمقارنة الانتخابات التي أجريت في بلادنا مع الشروط والمعايير الدولية لنزاهة الانتخابات؛ يجب أولاً أن ننظر في معظم التجارب الانتخابية في العالم؛ حيث تهتم الدراسات السياسية بنظم الانتخابات سواء أكانت برلمانية أورئاسية أو غيرها، ويرتبط ذلك الاهتمام بشكل الانتخابات ومضمونها، لأنه من الناحية الشكلية يتم إجراء الانتخابات في أغلب دول العالم؛ ولكن من ناحية المضمون لا تكون انتخابات حرة ونزيهة، إلا إذا أتيحت فيها حرية التنافس لكل الأشخاص والأحزاب، وإذا أتيحت فيها شروط عامة ومتساوية للناخبين الذين يمثلون أهم أركان العملية الانتخابية، ولتحقيق ذلك درجت الدول على تكوين هيئات أو لجان مستقلة لإدارة العملية الانتخابية، ثم تأتي بعد ذلك عملية مراقبة الانتخابات؛ والتي تقوم بها هيئات مستقلة إقليمية ودولية ووطنية.
وقدعرف العالم - كذلك - العديد من الأنظمة الانتخابية والتي تختلف من دولة إلى أخرى؛ بسبب الغايات والأهداف السياسية التي يراد تحقيقها في أي دولة، وأهمها نظام الانتخاب الفردي او التمثيل الحر المباشر ونظام انتخاب القائمة او التمثيل النسبي، ولكل نظام انتخابي من هذه النظم مزاياه وعيوبه إلا أنه قد يجد التفضيل وفقاً لخصائص الدول والجهات التي تفضله على غيره من النظم، ونرى أن الانتخابات السودانية قد مازجت بين النظامين؛ حيث هنالك نظام الدوائر الجغرافية في البرلمان الاتحادي والبرلمانات الولائية مع وجود نظام القوائم، كذلك بالنسبة للنساء والأحزاب حتى يحقق البرلمان تكاملاً وشمولاً في تمثيل مكونات الشعب السوداني باختلافها وتنوعها، وبذلك أخذت تجربتنا الانتخابية التي تم التوافق عليها عقب اتفاقية نيفاشا بين كل القوى السياسية وأقرها البرلمان الانتقالي الذي كان يضم كافة ألوان الطيف السياسي في ذلك الوقت.
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جرد انتخابي ...كتابات للتقييم والمراجعة (Re: عمر صديق)
|
جرد انتخابي (2)
مواصلة لهذا التقييم الختامي للعملية الانتخابية التي تمت مؤخرا سوف ااتناول هنا موضوعي المشاركة في الانتخابات ونتائجها لانها ستترتب عليها تحديد الرئيس والمجالس التشريعية القومية والولائية لخمس سنوات قادمة وصحيح انه هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي اجريت في البلاد قد شهدت إقبالا ضعيفا اذا ماتمت مقارنتها بانتخابات باخر انتخابات وهي التي اجريت في عام 2010 ولعل امر ضعف المشاركة قد تداركته المفوضية بتمديد فترة التصويت ليوم إضافي في معظم الولايات بل وتم تمديدها ليومين في بعض الولايات بسبب عوامل تسببت في تاخير بدء الاقتراع في اليوم الاول وهذا اجراء طبيعي ولاغبار عليه وهو يدخل ضمن اختصاصات المفوضية القومية للانتخابات والتي تم تشكيلها وفقا لاتفاق سيساسي عام بين القوي السياسية عقب توقيع اتفاقيات نيفاشا وهي بذلك تكون قد توفر لها قدر كبير من الاستقلالية التي تحقق شرط النزاهة في اي انتخابات كما ذكرنا بالامس.
ولكن اقول ادعاء احزاب نداء السودان المشاركة في حملة ارحل بانها قد نجحت فيمقاطعتها للانتخابات هو امر باطل و لايسنده دليل وصحيح ان عدم مشاركتها له بعض التاثير وبصورة اخص فان مقاطعة حزب الامة يمكن ان يكون لها بعض التاثير لانه من الاحزاب الكبيرة التي لديها جماهير اما الاحزاب الاخري فهي احزاب لافتات لاوجود لها علي ارض الواقع وسبب مقاطعتها الرئيس هو انها هربت من مواجهة الجمهور لان ذلك يكشف ضعفها ويوضح انها من احزاب وزن الريشة كما ان هنالك احزاب اخري قد قاطعت وهي من احزاب الحوار الوطني مثل المؤتمر الشعبي وحركة الاصلاح الان وهنالك حزب البعث الذي خرج من نداء السودان ولكن هنالك عوامل اخري تسببت في ضعف المشاركة وهي انه في هذه الانتخابات لاتوجد قضية ساخنة مثل قضية تقرير المصير التي اثرت علي ارتفاع حدة التنافس في الانتخابات الماضية فضلا علي ان انفصال الجنوب قد اثر كذلك علي ضعف المشاركة وثمة امر هام هو ضعف المنافسة علي مستوي مرشحي الرئاسة لذلك حصد الرئيس البشير اكثر من 90% من الاصوات لعدم وجود منافس من العيار الثقيل ضمن مرشحي رئاسة الجمهورية
وبناء علي ماتقدم فان تصويت حوالي خمسة مليون ناخب وبنسبة تقارب ال40% في ظل الظروف والملابسات اعلاه تمثل نسبة كبيرة جدا من المخترعين اذا ماتم مقارنتها بنسب المشاركة في الانتخابات علي مستوي العالم والتي تكون في الغالب مابين 30 الي 50 % في معظم الدول وخاصة ان نظامنا الانتخابي لايفرض حصول المرشح لمنصب الرئيس علي نسبة تفوق نصف اصوات الذين يحق لهم الاقتراع بل ينص علي ان من يحصل علي اعلي الاصوات هو الذي يفوز بمقعد الرئاسة اما علي مستوي الدوائر الجغرافية ولائيا واتحاديا فقد تراجع نصيب المؤتمر الوطني من الدوائر عبر مفجاءات فوز المستقلين في حوالي عشر دوائر علي حساب مرشحي المؤتمر الوطني اضافة الي ارتفاع مقاعد الاحزاب المشاركة في الانتخابات الي حوالي الخمسين مقعدا او اكثر بعد تحديد مقاعد التمثيل النسبي في قوائم المراة والاحزاب مما يجعل المعارضة القادمة في البرلمان اقوي بكثير من السابقة التي لم يكن لها وجود يذكر الشئ الذي اضعف من دور البرلمان الرقابي وجعله مجرد جسم تابع للحزب الحاكم بل وانصرف في احايين كثيرة عن مهامه الرئيسة واصبح يتدخل في اشياء تخص العمل التنفيذي مثل مراجعة اوزان الغاز مما جعله يغرد بعيدا عن دوره المنوط به واصبح لايثير اهتمامات الراي العام في اغلب حالاته
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: جرد انتخابي ...كتابات للتقييم والمراجعة (Re: وائل حمزه الزبير)
|
الأخ عمر صديق
أعتقد أن المهم جداً هو تحليل الخُلاصة
وساحكي لك قصة تعبِّر عن الحالة
سكن أحد الأشخاص في حي جديد، وبدأ منذ اليوم الأول يحرق لستكاً كل مساء
وكان أحد الأشخاص يتابع ذلك الشيء
وبعد مدة سأله "لماذا تحرق اللساتك؟" فأجاب الرجل "حتى أبعد النمور عن المنطقة"
فقال له الآخر "هذه المنطقة ليس بها نمور" فأجابه الرجل "لأني احرق اللساتك"
أوردت هذه القصة لأقول بالمختصر، أن الشعب في غالبيته (من يحق لهم التصويت) قد قاطعوا الإنتخابات
سواءاً بسبب (حرق المعارضة للساتك) أم بسبب (انه لا توجد نمور من أساسه)
هذا ليس هو المهم، المهم هو النتائج.
هناك مقاطعة للإنتخابات، وهنا لن يُجدي المقارنة بالآخر، إنما الأجدى هو المقارنة بالنفس
لماذا قرر الشعب أن هذه الإنتخابات لا تهمه؟
وما هو موقف الحكومة الحالية وهي ترى أنها لم تنل ثقة ثلثي الشعب من الذين يحق لهم التصويت؟
الواقع الذي لن نتغالط فيه (وأتمنى ذلك)، هو أن الثلثين لا يؤيدون هذه الحكومة ولا أي من الأربعين حزب التى شاركت في الإنتخابات.
ودعنا نقول أيضاً أنه ليس هناك أي دليل على أن هؤلاء يؤيدون المعارضة بأحزابها وحركاتها المسلحة؟
إذا اتفقت معي على هذه القراءة يمكن أن نذهب في الحوار إلى الإمام
وإذا لم تتفق معي بمعطيات حقيقية يمكن أن نتناقش فيها لنصل لأرضية ينطلق منها حوارنا
وشكراً
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر صديق
د.محمد حسن
وائل حمزه الزبير
الصادق اسماعيل
صديق مهدى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست