|
صوت الشارع – النعمان حسن- فزورة الاتحادي (الأصل) لا الحسن يملك أن يفصل ومن فصل لا يملك أن يحاسبه
|
08:02 AM Mar, 25 2015 سودانيز اون لاين محمد نجيب عبدا لرحيم-السعودية ـ الرياض مكتبتى فى سودانيزاونلاين
صوت الشارع – النعمان حسن- فزورة الاتحادي (الأصل) لا الحسن يملك أن يفصل ومن فصل لا يملك أن يحاسبه
مع قناعتي التامة بان الأحزاب السودانية أو التي تدعى أنها أحزاب سياسية والتي يتردد إن المسجلة منها فاقت المائة حزب غير الرافضة للتسجيل هي في واقعها تفرعت من أربعة أحزاب فقط اثنان منهم استأثرا بأكثرية جماهيرية الحزب الاتحادي أولا جماهيريا تاريخيا وحزب الأمة الند التقليدي المنافس له بجانب تيارين عقائديين اليسار ممثل في الحزب الشيوعي واليمين الممثل في الحركة الإسلامية والأخيران ظلا أحزاب محدودة الجماهيرية إلا إنها متفوقة فكريا وتصطرع فيما بينها في أوساط المثقفين والمتعلمين لهذا طلا يحتكران غالبية طلاب الجامعات والثانويات التي غاب عن أي وجود فيها الحزبان الكبيران ولعلني اذكر إنني حتى تخرجي من جامعة الخرطوم عام 63 لم المس وجودا لأي منهما وأما الحزبان العقائديان الشيوعي والإسلامي فكلاهما مهما كابروا وادعوا ورغم ما تمتعا به من مؤسسية نسبية فان الأساس الفكري الذي يقومان عليه على نقيض التعددية لان فكرهما لا يقبل الديمقراطية ويؤكد ذلك ضلوع كليهما فى انقلابات عسكرية .أما الحزبان الكبيران الاتحادي والأمة هما اللذان فرخا هذا الكم الهائل من الأحزاب السياسية لأنها أحزاب صراع من اجل السلطة كهدف وأما العناصر المتجردة في هذين الحزبين فلقد (غرقوا في شبر موية) كما يقول المثل ولعلني شخصيا واحد منهم منذ غادرت الحزب الشيوعي عام 86 بعد ربع قرن لان فلسفته الفكرية ترفض الديمقراطية وشاركت مع هذه العناصر في هيئة دعم وتوحيد الحزب الاتحادي بل مقررا للهيئة التي عرفت ب(جماعة دار المهندس) والتي سعت بكل جدية لإعادة بناء الحزب بناء مؤسسيا ديمقراطيا إلا إنها لم تفلح ثم الهيئة العليا لتوحيد الحزب التي سارت على نفس درب هيئة الدعم منذ عام 2003وقد كنت من مؤسسيها ولقد نجحت هذه الهيئة في أن تعقد اكبر مؤتمر في تاريخ الحزب شارك فيه أكثر من ألف ومائتين اغلبهم من الشباب من اجل إعادة بنائه مؤسسة ديمقراطية السيادة فيها للقاعدة الحزبية إلا إنها فشلت في نهاية الأمر لنفس السبب الذي افشل هيئة دعم وتوحيد الحزب وهو هيمنة بيت الميرغني على الحزب وعلى ضوء هذه التجارب والتي شهد الحزب منها الكثير تأكد إن إعادة بناء هذا الحزب قاعديا من المستحيلات ولنفس السبب لان الحزب أصبح ملكا خاصا تتوارثه أسرة الميرغني لهذا تولدت لدى وللكثيرين قناعة بان هذا الحزب ( بالميرغني ما ببقى وبدونهم ما ببقى) وهى النهاية الحتمية التي انتهى لها اكبر حزب شهده السودان وهيمنة هذه الطائفة على الحزب من الأخطاء التاريخية التي ارتكبها الرعيل الأول من قيادة الحزب لأنهم أعادوه لحضن الطائفة بعد أن تحرر منها , وأما الحزب الثاني والند التقليدي للاتحادي فهو حزب تمتلكه أسرة المهدي ولان هذه الأسرة متعددة الأطراف فلقد تشتت هو الآخر وتشرذم لعدة فروع بسبب ما دب من خلافات داخل الأسرة نفسها وحلفائها من زعماء القبائل بسبب السلطة .
لهذا كانت محصلة هذا الواقع هذا الكم الهائل من الأحزاب بلا هوية حزبية حقيقية. وإذا كان واقع السودان شهد في تاريخه الحديث قانون أحزاب ومسجل لهذه الأحزاب فان هذا ليس إلا وهم سياسي حيث إن كل من لم يحقق آماله في السلطة لجأ لتسجيل حزب حتى يجد طريقه لمواقع في السلطة وليس هناك من مشكلة في تسجيل حزب وهمي لان كل من يريد تسجيل حزب يحشد أهله وأصدقائه وشركائه في المصلحة كقاعدة وهمية لحزب ينتهي وجودها بشهادة التسجيل لأنها تذهب من حيث أتت بعد شهادة التسجيل حتى شهدنا هذا الكم الحزبي المزيف دون أي مقومات لبناء حركة حزبية قائمة على مؤسسة قاعدية ديمقراطية أعلى سلطة في الحزب حيث إنها كلها هرم مقلوب تتحكم فيها القيادات التي أسستها لغرض خاص
حقيقة الذي دفعني لتناول هذا الموضوع ما شهدناه من أزمة غريبة.
فلقد ظهر الحسن ابن الميرغني فجأة وريثا للحزب الاتحادي الأصل ولم تأتى به أي جهة تملك الشرعية ففصل مجموعة سميت قيادات في الحزب الاتحادي الأصل إلا إنها لم تكتسب القيادة من قاعدة مؤسسية وإنما انعم عليها الميرغني الأب هذه الصفة قبل أن يرثه الحسن ابنه فيفصلها لهذا فكلاهما لا يملك شرعية قاعدية لهذا انتهى الأمر بهذه الفزورة
(لا الحسن يملك أن يفصلهم لأنه لم تأتي به قاعدة شرعية ولا من تم فصلهم يملكون أن يحاسبوه لأنهم لم يصبحوا قادة بتفويض من قاعدة شرعية) ويبقى في النهاية السؤال (هل هذه أحزاب مؤسسية حتى يفتى فيها المسجل سلبا أو إيجاباً).
|
|
|
|
|
|