|
Re: دولةُ الخلافة بالدَّالَيْن؛ الدِّين والديالكتيك (هى مفهوم أيديولوجى) غير قاب (Re: حسين أحمد حسين)
|
17:30 م Feb 6,2015 سودانيز أون لاين حسين أحمد حسين - UK مكتبتي في سودانيزاونلاين
المحصلة:
إتخذت المداخلة أعلاه الأخوانوية/دولة الخلافة كمصطلح أساس (إن جاز التعبير) للحديث عن الدولة الدينية، بحسبان أنَّ الأخوانوية ذات قاسم مشترك مع كل التيارات الفكرية فى المنطقة: حيث يتداخل العمل القاعدى فى هذه التيارات ليشكِّل كُلاًّ متناغماَ فى السلوك والإسلوب.
والحديث عن الإستخلاف بالإنتخاب الراجح دينياً (لا التعيين الأقل رجاحة) والشرائع والكليات يحتاج إلى مؤسسات مجتمعية ديموقراطية متنوعة وحرة العقل والتفكير خارج أُطر الجماعة المذهبية والحزب والطبقة والفئام (كأهل الحل والعقد). ولماذا تُضيِّقُ هذه الدواعيشُ واسعَ الإنتخاب (الشورى/الديموقراطية، البيعة/التصويت) وتلجأ إلى ضيق أُفُقِ التعيين، خاصة بعد إنتفاء النقاء العدلى الآن؟ فالحرصُ على التعيين بحسب التدين فى هذا العصر ليس حرصاً على الدين، ولكنه حِرصٌ على التمكين (التمكين الرأسمالى البحت، حيث تسقط الأيديولوجيا الدينية وسرعان ما تتفسخ فى ظل رأسمالية سائدة ومهيمنة، ويبقى على الأرض التراكم الرأسمالى الفاحش– السودان مِثالاً).
أقول ما أقول، وقد شهدنا بأُمِّ أعيننا كيف أنَّه باحتكار الوهابية للحديث عن الدين، قد انطمس جلُّ الفكر؛ وحين نازع الشيعةُ الوهابيةَ الحديثَ عن الدِّينَ، قد تشوّه الفكر؛ وحين أدخلت الأخوانوية أنفها فى الدين، أُرْجِسَ الفكر؛ وحين فرَّ الصوفية بدينهم إلى كهوفهم، إنطفأ الفكر.
وفى خضم هذا الإنطماس والتشيؤ الفكرى، إعْتَلَتْ الشريحة الرأسمالية فى المنطقة عبر التاريخ مجموعات إقتصادية تختلف درجة مواكبتها للتطور الرأسمالى والبعض منها يستغل الدين والمتدينين ليتموضع ويتربع على وضعية الهيمنة، والخاسر فى نهاية المطاف هو الدِّين والمتدينين من البسطاء.
وهؤلاء المتدينون، هم فصيل مغبون ومغررٌ به، يتحرك بين تورا بورا وتومبُكتو، وبين البريقة والبصرة والقصيم، وبين قُم - صنعاء - ومقديشو - والخرطوم، يناصر الشيعة تارة، والوهابية/السلفية تارة، وتارةً يناصر الأخوان فى مصرَ والسودان وليبيا وغيرها. فهو فريق منكفئٌ على الماضى، يستحلُّ كلَّ شئٍ للوصول إليه ( وأنَّى يَصَل)، ويستلهم منه العنف والعَوارْ، ويذر السماحة والرحمة.
هذا الفصيل بدأ يشكِّل إحتياطيّاً إستراتيجياً للحركات البراقماتية كالأخوانوية، خاصةً مع موجات الإنشقاقات الإصلاحية فى السودان، وهزيمة الأخوانوية فى مصر. ولكن الشئ الذى لم يعقله هؤلاء المساكين والمُغرَّر بهم، هو أنَّهم سينهزمون بسباحتهم عكس التيار لا مُحالة؛ فقد إنتهى زمان الأيديولوجيات، والدولة المؤدلجة دينياً غير قابلة للحياة، وسيحيى رأسمالياً فقط مَن يستغِلَّهم.
___
|
|
|
|
|
|
|
|
|