رغما عن ضيق الزمن إلا أننى إستمعت لها وشاهدت الفديو من البداية للنهاية...
زرت زنجبار حوالي سبعة مرات بين الأعوام 1998 إلي 2001 وأتمنى أن أضيف في هذا البوست من تلك التجربة.
الطريقة التى عرض بها مقدم الفيلم والمحاضرة ترمي اللآئمة علي الرجل الأبيض في مجزرة زنجبار عن طريق تجارة الرقيق والتهرب من دور العرب في تجارة الرقيق. وهذا في حد ذاته قمة العنصرية والإستعلاء. فهو قد إعتبر أوكيلو الإفريقي اليوغندي مرتزقة وعميل وإعتبر عبيد كارومي المناهض للإستعمار العربي أيضاً عميل. وقبلها وصف الدور البرتغالي في السواحل الإفريقية ودور الألمان والإنجليز الإستعماري ولكنه تجاهل وتعامى عن دور العرب الإستعماري للجزيرة.
زنجبار بنيت من عرق الزنوج الإفارقة ومن دمائهم لذلك جاءت ثورتهم عنيفة علي من إستعبدوهم من العرب..
إنت زاتك يا بكري وقعت في هذا الفخ بإستخدام كلمة "مأسأة" في مطلع البوست ولم أفهم ماذا تعنى بها بالمقارنة مع دارفور؟ هل تعني مذبحة العرب في زنجبار ام تعنى مأساة تجاهل زنجبار من الناحية التنموية؟ فزنجبار كما وصف معد الفيلم كانت دولة متحضرة (علي مستوي البلاط الملكي) وكانت في أوج عظمتها تقارن بنيويورك.
أكثر ما يحزننى في زنجبار هو الدمار المقصود لآثار زنجبار التأريخية من قصور ومخطوطات كانت جزء مهما من مكونات التأريخ الزنجباري. وهو إهمال مقصود وإمتداد لمزبحة زنجبار..
علي كل يريد زيارة زنجبار أن يزور أولا مدينة "بقامويو" شمال مدينة دار السلام بحوالي سبعون كيلومترا تقريبا. فهذه المدينة كانت آخر ذكريات الرقيق قبل ترحيلهم إلي زنجبار عبر البحر. بقامويو كلمة سواحلية وتعنى حرفيا "خلي قلبك هنا" فأنت لن تعود لأفريقيا مرة أخري. أنشاء العرب سجنا ضخما في هذه المدينة كمركز تجميع للرقيق الذين يصطادهم العرب من أدغال إفريقيا. مدينة تانجا كانت أيضاً مركزا مهما لتجارة وتجميع الرقيق قبل ترحيلهم الي بقامويو او زنجبار..
أما الجزيرة ذات نفسها فقد كانت مزرعة ضخمة لمختلف انواع البهارات والتى من أهمها القرنفل لم تكن لتزدهر سوي إستغلال طاقة وجهود الرقيق في الإنتاج الزراعي..
واليوم هي جزيرة فقيرة منسية يقصدها الرجل الأبيض للإستمتاع بسواحلها ذات الرمال البيضاء وأشجار جوز الهند.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة