الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
بشرى سارة..قريبا سيتم استعمارنا تماما.
|
في المدينة التي أسكنها و لا تسكنني..تسير في شوارعها فترى البنايات العالية ذات الواجهات الزجاجية المصقولة و تسمع هدير أجهزة التكييف التي تحيل لظى الظهيرة بردا و سلاما على الأجساد التي سترها أصحابها بمنتجات كاردان و إيف سان لوران ..و على الوجوه اللامعة المدهونة بمركبات يعجز الواحد عن ترديد أسماءها الأعجمية. في الواجهات تتلألأ لافتات تحمل أسماء المحلات و الشركات و البنوك و المطاعم ..أسماء مستوردة من الغرب و الشرق الأقصى و الأدنى ..جيان ..كارفور ..ناعومي ..ماكدونالد..بيتزا..فرايد جيكن..سوتشي..هنا توجد أرقى الساعات السويسرية..عندنا أحدث ما توصلت إليه التقنية اليابانية ...نتميز بالجودة الأمريكية..تواصل مع أصدقائك استخدم نوكيا الجديد الذي أحبه الجميع...تمتع بالطعم الأصلي للشوكولاتة ..لدينا أرقى تشكيلة من العطور الباريسية و العود التايلندي و البخور الهندي الممتاز... عندما يزورنا بعض الأصدقاء أو الأقارب نصطحبهم ليروا مدينتنا و مدى تحضرها..نستمتع بملامح الانبهار على وجوههم عند دخولنا لأحد المراكز التجارية الفخمة حيث الأرضيات الرخامية و السلالم الكهربائية و الناس الأنيقين على متنها يحملون حقائب المشتريات و هم ينظرون حولهم بثقة و تعالي ....بعضهم ملتح و زوجته منقبة و بعضهم يلبس بنطلونه الجينز في منتصف مؤخرته بحيث يبدو لباسه الداخلي ظاهرا للعيان و قد قص شعره على الموضة و دهنه بعناية بالجل ..هكذا يسيرون جنبا إلى جنب و قد وحدتهم الرغبة في الاستهلاك .
يبدو أن هذا هو النموذج الذي يستنسخ الآن في الخرطوم ..بينما تقبع الجماهير في الانتظار..في انتظار اللحظة المنشودة التي عندها سيتمكن الجميع من التمتع بنعمة الاستهلاك و إرضاء الرغبات المكبوتة سنينا عددا في التملك و الإشباع.
|
|
|
|
|
|
|
|
|