|
حقنة انسولين على الحائط
|
حقنة انسولين على الحائط قصة يرويها البعض عن تقليد في احدى القرى الساحلية الاروبية، يقوم عادة صيادي السمك فيها بشراء فنجانين قهوة، واحد لنفسه والآخر ( للحائط)، اي يكتب على الحائط ويخصص لمن يرغب في شرب القهوة لكن ليس لديه ثمنها. تكافل بسيط بين مواطنين بسطاء. في الاسبوع قبل الفات اشتركت صحف الخرطوم والمواقع الاسفيرية في نشر خبر قيام طفل صغير بخطف عبوتي انسولين من صيدلية بعد ان عجز عن الحصول عليهما لانقاذ ابيه المريض بالسكري. كثيرون وضعوا القصة في قائمة اخفاقات الحكومة او المؤتمر الوطني (هل انتهت الاخفاقات الكبرى لنبحث عنها هنا). وبعيداً عن تناول الحادثة من منطلق انها مسؤولية الحكومة، فهي مقصرة حتى النخاع ومريض السكري ، او اي مريض آخر، لن ينتظر حتى يتم اسقاط حكومة المؤتمر الوطني او اصلاحها. لذلك اعتقد من الانسب ان يتكاتف المجتمع السوداني ليضع حلول لمثل هذه المشاكل، بعيداً عن اي اسقاطات سياسية مع او ضد. لنعود الى قصة (واحد قهوة على الحائط). دعونا نطبق هذا المنهج هنا في السودان في الدواء. وكلنا لاحظ اننا عندما نشتري دواء غالباً يرد لنا صاحب الصيدلية الباقي (الفكة) في شكل لبان او بندول. طيب لماذا لا نضع صندوق في الصيدليات نخصصه لوضع الفكة فيه، وهنا طبعا يمكن لصاحب الصيدلية وضع دفتر يسجل فيه الباقي (الفكة) التي يتبرع بها صاحبها لصالح هذا الصندوق. ونترك لصاحب الصيدلية أمانة ان يستخدم اموال هذا الصندوق في دفع كل او جزء من ثمن الادوية التي قد لا يستطيع بعض المرضى دفعه. وارجو ان لا نشغل نفسنا كثيرا بالتحوطات اللازمة نحو ضمان عدم ذهاب هذه الاموال الى غير مستحقيها او ربما امكانية محاولة بعض ضعاف النفوس في الحصول عليها عبر روشتات زائفة. حتى لو ذهب نصفها الى غير مستحقيها فيكفي اننا نكون صنعنا الفرق بالنصف الآخر. وكما يقول اهلنا خلوها بالنية. فكرة طرحتها واتمنى ان يتلقفها اولا اصحاب الصيدليات الخاصة بوضع صندوق بالقرب من الكاونتر عليه شرح مبسط للفكرة، وانا متأكد انها ستجد اقبال كبير. فلبندأ من غداً واول الغيث قطرة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|