أتيت من الخرطوم مباشرة الى مخبز المرتضى الآلي بالحصاحيصا وكان بامكاني ان اشتري الخبز من حيث يسكن الرئيس ولكنها وطنيتي المتطرفة فقررت أن أشتري من خبز أهلي !!!! فهو اشبه بـ { خبز أمي } كما يقول الرائع درويش !!! لكن لم يكن يخطر ببالي الصفوف التي تمتد من المخبز بل وتكاد تلامس على استحياء مباني المجلس التشريعي للمحلية المليئة كل جدرانها بالواح القرآن !!!! رجال وركشات وهايسات وامجادات وتوسانات ومواتر وحتى تراكتورات وكارو حمار وكارو حصان كل هؤلاء يقفون في صفوف الخبز ولكن ما أثار دهشتي هناك صف خجول للنساء لايزيد باي حال من الأحوال عن خمسة نساء فقررت زوجتي ولأول مرة ان تقف هي بينما طلبت من { ابو القدح } اللي هو انا ان انتظر ريثما تأتي بالخبز حقيقة اعجبت بالفكرة لتعرف زوجاتنا معاناتنا حينما يتم ارسالنا للخبز طبعا لا انكر ان هذه ثغرة في القانون الاجتماعي السوداني فهناك مئات الرجال الذين اتوا قبلنا ووقفوا تحت هجير الشمس في الصفوف وبالطبع سنأخذ حصتنا وغنيمتنا قبلهم !!! ولم نمكث اكثر من عشرين دقيقة فاذا بها تحمل الخبز الينا وسط حسد وسخط الآخرين والذين لم يرجعوا حتى بخفي حنين !!! في اليوم الثاني لهذا الخبز العجيب ادخل الى بيتي وتقول لي ابنتي امي معها ضيفة اتت هذه الضيفة بحنة الشمس المشرقة وبكامل { عدتها وعتادها } من ادوات الرسم والمكياج لأجل حرمنا المصون وحينما ناديت على امها قلت لها معاكم منو ؟؟ فردت لي ببراءة عجيبة جداً 00 دي { حنانة جديدة } اتعرفت عليها في صف الرغيف !!!!! عفوا 00 لاتوقفوا زوجاتكم في صف الخبز حتى ولو تأكلوا كسرة علي محمود وزير المالية السابق اطال الله عمره !! قال خبز أمي قال !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة