|
Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية (Re: mwahib idriss)
|
آفاق المستقبل أم “بلا آفاق”!
تنتاب كثير من الشعوب العربية حالة من الخوف والهلع من صعود هذا التنظيم، وهو بما يحمله من أفكار متطرفة مغلقة ومن سلوك عصابي مريض ممزوج بشهية الذبح والقتل والتعذيب، يستحق فعلاً منّا ألا نقلق فقط، بل أن نفكر عميقاً ومليّاً في هذا الوحش الذي وُلد بين أضلعنا، وألا نتهرب عن مسؤوليتنا نحن في إنتاجه؛ لكن الأهم من هذا وذاك ألا ننظر له وكأنّه كائن منفصل خارج السياق، فهو ابن شرعي لحالة الانهيار العامة التي نمرّ بها انهيار المنظومات الوطنية والأخلاقية والتعليمية، والحروب الأهلية الداخلية وأزمات الهوية، وفشل الدولة القطرية، والأزمات الاقتصادية من البطالة والفقر والسياسية من غياب العدالة الاجتماعية وفشل منظومة القانون، أي أن ندرك تماماً أنّه نتيجة ومخرجات لأسباب موضوعية وذاتية.
الملاحظة الثانية التي من الضروري أن ندركها، أيضاً، ونحن نتحدث عن داعش، تتمثل في أنّ العامل السيسيولوجي لا الأيديولوجي هو الأساس، بالرغم من أنّنا لا ننكر وجود التغذية الفكرية وأهميتها في بناء هذا التيار، لكن الأهم هو أنّه ناجم عن الظروف الواقعية الراهنة، وعلى حدّ تعبير الزميل حازم الأمين في مقالة له عن سيرة انتحاري لبناني “فتّش عن السيسيولوجيا لا الأيديولوجيا”.
في مؤتمر عُقد، مؤخراً، في مؤتمر إقليمي، عُقد أخيراً في عمّان (بدعوة من مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية)، حول “صعود الراديكالية الإسلامية”؛ توافق أغلب المشاركين من خبراء الحركات الإسلامية وعلم الاجتماع على تعريف هذه الحركات والجماعات، بوصفها حركات احتجاجٍ اجتماعيٍ بأيديولوجيا دينية. وتكمن المفارقة التي وصل إليها الخبراء في المؤتمر الإقليمي المذكور (أسباب صعود الراديكالية الإسلامية)، في أنّ البيئة الاجتماعية (في دول مثل الأردن ومصر والمغرب ولبنان) التي تنتج المخدرات والجريمة والعنف الاجتماعي والتمرّد على القانون هي نفسها التي ينتشر فيها وينمو هذا التيار.
الملاحظة الثالثة هي أنّ “جرثومة” فناء هذا التنظيم قابعة في بنيته الأيديولوجية والذاتية، فهو ليس “ابن عيشة”، فبالرغم من أنّه تمكن من الحصول على حاضنة اجتماعية في العراق، وسورية، وبعض المدن والمناطق العربية، إلاّ أنّ المجتمعات لا تستطيع التكيف معه، وسوف تبحث عن أقرب نقطة خروج للتخلص منه، إنّما في ظل الظروف الحالية وما يملكه من آلة قتل وتدمير وفتاوى جاهزة لمواجهة أي احتجاجات، كما حدث في دير الزور وبعض المدن العراقية، فإنّ سلاح الرعب والخوف هو الذي يملكه التنظيم، ويحسن استخدامه بما يبثه من دعاية إعلامية ضخمة صحيح أنّها تقدم صورة سلبية عنه، لكنّها في الوقت نفسه تخدم فكرته الرئيسة التي عبّر عنها في شريطه الجديد عن مطار الطبقة العسكرية بعنوان “فشّرد بهم من خلفهم”، أي استثمار هذه الصورة المروّعة لتحقيق هزيمة معنوية ضد الخصوم.
الملاحظة الرابعة أي رؤية استراتيجية لمواجهة هذا الفكر والتنظيمات من الضروري أن تتعامل مع المدخلات والشروط قبل التعامل مع المخرجات، سواء كان الحديث عن التنظيم في العراق وسورية فالحل سياسي بالأساس، وفي الدول والمجتمعات الأخرى يكمن في المضي في طريق الإصلاح العام وترسيخ الديمقراطية وثقافة التعددية وقيم المواطنة والقانون، فهي الأفق المستقبلي، أمّا داعش والدكتاتورية فهما صنوان ويعدان بمستقبل بلا أي أفق! محمد أبو رمان المصدر: مدونة جدران، المدونة الرسمية للكاتب المقالة مؤخرة في 2 سبتمبر 2014
http://www.islammaghribi.com/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9.htmlhttp://www.islammaghribi.com/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-...%8A%D9%82%D8%A9.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|