جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 11:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2014, 04:34 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية (Re: mwahib idriss)

    - 6 -
    ما نود أن ننتهي له في هذا التقرير الموجز عن جدل التشابه، أن الأهم من جدل التشابه مراجعة المسائل التالية والتي تخص الوهابية فهي موضع الجدل الحقيقي قبل أن تتكون داعش، فداعش في نهاية المطاف من الممكن أن تنشأ بدون وجود وهابية، فقد نشأت الخوارج في زمن خير القرون، ونفي الامتداد الفكري لا يعني أن الوهابية بريئة من التشدد والتكفير.
    ولا يعني أنها لم تؤثر في صناعة بضاعة الغلو والعنف، ولا يعني السكوت عن أوجه التشابه، فهناك أوجه حقيقية في التشابه لا يمكن حجبها عن القارئ، فتيارات الغلو في كل العالم تتشابه في طريقة التفكير والتلقي المباشر وحصر الذهن في بضعة مقولات تشحنها باليقينيات القطعية التامة، ولذا فإن المهم هو التركيز على إشكاليات الغلو المنتجة للعنف، وإذا تجاوزنا كما سبق مسألة التشابه فإن لدى الوهابية إشكاليات بنيوية عديدة أشير لجزء منها كما يلي:
    أولاً: أن بنية علماء الدعوة ليست هي البنية العلمية الصحيحة المعتمدة لدى الأئمة المعتبرين من العلماء، فهم دعاة ينقصهم العلم بأدوات قراءة نصوص الشريعة كعلم أصول الفقه، وفهم مقاصده على الوجه الصحيح، فليس فيهم من تتوافر فيه شروط الاجتهاد والعلم بالأصول أو التميز فيه وفي قواعده، فهم أقرب لشيوخ الوعظ وحفظة المتون العلمية وتلخيص مسائل الفقه وتدريس مجموعة مسائل في التوحيد، فهم في الحقيقة مقلدة، ومع ذلك هم من يثني على نفسه في علمه، ويضع نفسه موضع العلماء.
    وقد كان لجهلهم بأدوات قراءة نصوص الشريعة وجهلهم بفلسفة الدين ومقاصده الأثر البالغ في التشدد والفتاوى التي نسبت للشرع وشوهت في الإسلام والشريعة، وقالت على الله تعالى وعلى رسوله بلا علم، ولهم من الفتاوى في الدرر وغيرها ما يدل على فقرهم الشديد في قواعد الدين وأصوله وفروعه ومقاصده وبما يشهد بأن بضاعتهم في العلم هي التقليد والنقل، وليس التحليل والفهم، وهو الأمر الذي جعلهم يمنعون من نشر الدرر السنية لكثرة الأخطاء العلمية والتشدد في فهم الدين، ومثل هؤلاء لا يجوز الارتكان لبضاعتهم العلمية مهما روّجوا عن أنفسهم أو امتدحوا علمهم وحصونها بالعصمة، ويكفي أن قولهم في الشك في كفر الكافر أو من لم يكفر الكافر أصبح من أهم الأصول التي اعتمدوا عليها في الحكم العام بالتكفير والردة، وقتالهم المسلمين.
    لقد انطلق الشيخ وأتباعه من تلك القاعدة التي استباحت دماء كثير من أهل الإسلام، وبما لم يسبقه أحد من العلماء في تحقيق مناطها على بلدان بأكملها، وبما يترتب عليها من الإلزامات: أن البدع المكفرة التي يراها الشيخ وأتباعه كفرًا والتي وقعت في زمن العلماء السابقين له ولم يكفروا أصحابها ولم يشكوا في كفرهم فهم بالضرورة كفار مرتدون.
    ثانياً: أن هذه الدعوة التي لم تتوافر في القائمين عليها شروط الاجتهاد والعلم، قد انبنى على خلوهم من شرط التفقه في الدين ومعرفة أصوله: تطبيقات خاطئة لأصول الدين وفروعه جرّت على المسلمين الويلات والنكبات، وقد اعترف البعض ممن يدافع عن الدعوة بأخطاء في التطبيق، ولكنهم فرعوا الخطأ في التطبيق بسبب المخطئ وليس بسبب تمحيص علم القائمين على الدعوة.
    وعليه، فإن الاعتراف بالخطأ في التطبيق يلزم منه الردّ العلمي على بعض نصوص الشيخ محمد التي كفر فيها أهل بلدة بالعموم، وعلى اعتماده على ناقض الشك في كفر الكافر ومن لم يكفر الكافر فهو كافر، ويلزم منه الرد على الكتب التي نسبت للشيخ محمد ما لم يقله ككتب ابن غنام أو ابن بشر أو الدرر، وعدم ترك تلك الكتب التاريخية بدون تبيين خطأها وبراءة دعوة الشيخ منها. فالبراءة من التطرف لا يكفي فيها الخطب المنبرية في شتم داعش، وهذه النصوص التي في الدرر السنية ورسائل الشيخ وكتب ابن غنام وابن بشر، تحتاج إلى الردّ عليها رداً علمياً من أتباع نفس المدرسة قبل إدانة داعش.
    ثالثاً: أن دعوة الشيخ ليست هي الإسلام، وفهمهم ليس هو فهم الدين، ومن جعل فهمهم هو الدين وبنى على ذلك تضليل من يختلف معهم، فقد جعل لهم العصمة في فهمهم وفي دعوتهم، والعصمة في الدين وفهمه وتفسيره ليست لأحد سوى الرسول -عليه السلام- ولو بلغ في العلم مراتب الاجتهاد المطلق، فكيف بمن هم محل شك في صفهم في مصاف العلماء والأئمة.
    أما من جعل مخالفتهم مساوية لمخالفة الدين فقد أعظم الفرية، وهو مسلك لا يدل إلا على الجهل وقلة العلم ولا يصدر إلا من سفهاء الأحلام.
    وهذا شاهد يشير إلى منح العصمة لطريقة آل الشيخ في فهمهم للدين، فقد جاء في الدرر السنية ما يلي:
    “ولا ينبغي لأحد من الناس العدول عن طريقة آل الشيخ رحمة الله عليهم، ومخالفة ما استمروا عليه في أصول الدين؛ فإنه الصراط المستقيم، الذي مَن حاد عنه فقد سلك طريق أصحاب الجحيم. وكذلك في مسائل الأحكام والفتوى، لا ينبغي العدول عمّا استقاموا عليه، واستمرت عليه الفتوى منهم. فمن خالف في شيء من ذلك، واتخذ سبيلاً يخالف ما كان معلوماً عندهم، ومفتىً به عندهم، ومستقرة به الفتوى بينهم، فهو أهل للإنكار عليه والرد لقوله. ونحن نعلم: أن المسائل العلمية، والأحكام التي يُحكم بها الناس، والفتاوى التي يُفتَون بها لا تخلو من الخلاف، وهذا أمر يعرفه من له أدنى معرفة، لكن الاختلاف بين الناس خصوصاً في جهة نجد لا بدّ أن يكون سبب شر وفساد وفتنة، وسد باب الشر والفتن والفساد أمر مطلوب في الشريعة؛ بل هو أعظم مقاصدها، كما لا يخفى”. (الدرر السنية: 14 / 375 – 376).
    وشاهد آخر في نفس السياق من الدرر السنية يمنح العصمة ويطابق بين ميراثهم وميراث سيد المرسلين. يقول النص: “فمن زهد في الأخذ عنهم، ولم يقبل ما نقلوه، فقد زهد في ميراث سيّد المرسلين، واعتاض عنه بأقوال الجاهلين الخابطين، الذين لا دراية لهم بأحكام الشريعة” (الدرر السنية: (9/133)؛ إذ “ليس كل من انتسب إلى العلم، وتزيّا بزيّه، يُسأل ويستفتى وتأمنونه على دينكم” (الدرر: 8/84).
    إن عامة من ينفي التشابه بين الوهابية وداعش، يسكت عمن يطابق بين تراث الشيخ بن عبد الوهاب وبين ميراث النبي -عليه الصلاة والسلام-، فمن خالفهما فقد اختلف مع الدين ومع الله، فوجب تكفيره وقتاله. فمن نفى التشابه بين الوهابية وداعش، فمن باب أولى أن ينفي دعوى التطابق ومنح العصمة ومساواتها بدعوة سيّد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
    - 7 -
    وقبل أن أختم هذا التقرير الموجز، فهذه مجموعة نصوص من كتابيْ روضة الأفكار للشيخ حسين بن غنام ويسمى بتاريخ نجد، وكتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر، وهما كتابان معتمدان عند الوهابية ومن أهم المصادر التاريخية التي وثقت دعوة الشيخ ومراحل نشوء الدولة، والبعض يعتبر كتاب ابن غنام تأريخًا للدعوة وكتاب ابن بشر تأريخًا للدولة.

    وهذه النصوص تتشابه وتتقارب إلى حدّ كبير بالأحكام التي يطلقها الدواعش، فاللغة المستعملة في الحكم على الخصوم هي ذات اللغة لا فرق، والتشابه اللغوي فرع عن التشابه في المفاهيم بما يصل لحد التطابق.
    ففي كتاب ابن غنام وصف بالكفر والردة بما لا يمكن تفسيرهما بالوجود الحقيقي في قرى وبلدات يقيم أهلها الصلاة ويجهلون بعض أحكام الدين وعندهم بعض البدع التي وجدت عند غيرهم ولا تزال توجد في كل حين وزمان ومكان، ولم يفتِ أحد من علماء الإسلام المعتبرين بوجوب سلّ السيوف لمحاربة شركيات محدودة وبدع وخرافات يمكن إزالتها بالدعوة والحكمة والموعظة الحسنة أو لأنهم لم يشكوا في كفر الكافر أو لم يكفروه.
    ففي حوادث عام 1172هــ يقول: “إن أهل المحمل طلبوا من الشيخ والأمير محمد بن سعود الدخول في الإسلام فأعطوا ذلك” (طبعة الهند 2/65).
    ويقول في حوادث عام 1176هــ: وفيها وقعت الردة من أهل وثيثية…
    والسؤال: كيف انتقل كل من في البلدة في عام واحد من الإسلام للكفر وأعلنوا ردتهم؟ وهل التكفير والقتال مبدأ وعقيدة أم كان أداة لإقامة الدولة؟
    ويصف ابن غنام انضمام أهل الوشم في عام (1181هـ): وفيها كاتب أهل الوشم عبد العزيز (عبد العزيز بن محمد بن سعود) على مجيئهم ودخولهم في الإسلام، فأجابوا بحصول ذلك المرام فأقبل أهل الوشم بلده وقراه ولم يبق منهم أحد حتى أهل مراه فدخلوا في الدائرة الحصينة والكل منهم رفض دينه وبايعوا أهل الإسلام…
    بايعوا أهل الإسلام أي دخلوا في عقد الدولة وقبول الدعوة.
    وهل كان لهم دين غير دين الإسلام حتى يخرجوا منه ويدخلوا في الإسلام؟ وكيف تم الحكم على جميع أهل الوشم بالكفر دون تقديم مسوغ قطعي يمكن تحليله وقبوله؟
                  

العنوان الكاتب Date
جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:25 PM
  Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:27 PM
    Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:29 PM
      Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:31 PM
        Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:34 PM
          Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:37 PM
            Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-03-14, 04:43 PM
              Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-04-14, 10:27 AM
                Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية mwahib idriss11-05-14, 10:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de