|
Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية (Re: mwahib idriss)
|
5 - إذا انتقلنا إلى مواقع التواصل، فقد أحدثت تغريدة عادل ال######اني ردود فعل مختلفة، حيث كتب تغريدة يتهم عموم التيار السلفي بخلفيته الفكرية لداعش، ونص التغريدة التي غرد بها ال######اني تقول: “#داعش_ نبتة_ سلفية”.
وتعليقاً على التغريدة، كتب الباحث منصور الهجلة مقالاً مطولاً نُشر في منتدى العلاقات الدولية تحت عنوان: “هل داعش نبتة سلفية؟“، ابتدأه بتحليل موقف ال######اني النفسي، وشرح التغريدة، وانتهى الهجلة إلى ذكر تسعة عشر وجهاً من أوجه التشابه بين الدواعش والوهابية، ووجهاً من أوجه الفرق تمثل في تحقيق المناط: “فتنظيم داعش -حسب الوصف السلفي- خارجي لأنه بالغ في تطبيق أحكام التكفير والردة على المسلمين، وإن كانت المنطلقات التي يستدلون بها والنظريات والأحكام سلفية مائة بالمائة، لم يقوموا بإضافات عليها، إلا أن المشكلة عندهم في “التوسع” في تطبيق النظرية، بعجلة وعدم تثبت وعدم تفاهم وعدم قبول لرأي الآخرين”. وهذا الفارق الذي أشار له الهجلة هو ما يرد به الممانعون على المشبهين والمقاربين ، لكن الهجلة لا يختلف فقط في التطبيق بل يختلف مع التيار السلفي في الأصول ذاتها التي ينطلقون منها والتي ذكرها في التوافق. كما أشار في مقاله لنقطة هامة وهي أن التيار السلفي في الجملة ليست لديه الضمانات الكافية التي تمنع من التوسع في التطبيق على خلاف ما أشار له الدكتور بلقاسم في امتداح التيار السلفي بالتحصين من التطرف، وهي نظرة تنطلق من الشعور بالاستعلاء لدى عامة التوجه السلفي. المقال الأخير الذي نتناوله بالرصد مقال الباحث نواف القديمي المنشور كما سبق في صحيفة العربي الجديد تحت عنوان: “السؤال الكبير.. كيف تشكلت داعش؟” من جزئين (١) - (٢). قوبل المقال بترحيب واسع من كافة التيارات السلفية العلمية والجهادية والإصلاحية والليبرالية…، وقد تضمن المقال توصيفاً دقيقاً لداعش، قد لا يختلف عليه اثنان. لم ينفِ القديمي صلة داعش بالسلفية الجهادية والمدرسة الوهابية النجدية، لكنه اعتبر تلك الصلة غير كافية لتقديم تفسيرات متماسكة لتشكل داعش وظهورها على السطح، فهو يؤكد وجود الصلة بين الفكر الذي ينطلق منها الدواعش والوهابية، ولكنها لم يعطه أهمية كبرى في مقاله وركز على عوامل أخرى يرى بأنها أكثر تأثيرها في بروز الظاهرة، كما سيأتي ذكرها. قدم القديمي في التوصيف كل ما يحتاجه المتابع لداعش، فداعش تنظيم عقائدي صلب، يمثل أقصى حالات التوحش والساديّة والغلو الديني والعنف العسكري… ومع كل تلك الصلابة فهو يمثل حالة متقدمة من البراغماتية والانتهازية السياسية، وهو وجه من أوجه التشابه مع الوهابية إلا أن القديمي لم يشر له! وقد قدم القديمي شواهد عدة على ازدواجية داعش… وأشار كذلك إلى خلو التنظيم من شخصيات شرعية معتبرة، فالسلم القيادي للتنظيم معظمهم من شخصيات عسكرية بعثية، وختم مقاله بالإشارة لعدد من المسائل التي اعتبرها عوامل هامة ساهمت في ظهور داعش من أبرزها تاريخ التنظيم في العراق، وما أسماه بـ”وهج الإنجاز” المتمثل في تأسيس دولة الإسلام وإقامة الخلافة من دون التوقف عند القناعات الشرعية أو التفاصيل بقدر الاندفاع العاطفي والوجداني لتحقيق حلم الخلافة. وأشار كذلك إلى طبيعة الحروب التي تمثل قمة الانفعال الوجداني، ولها دور كبير في تشكيل عقلية داعش. أما التوحش والعنف والإعدامات الجماعية التي تمارسها داعش فقد كانت نتيجة لحالات الاضطهاد التي عاشها أفراد التنظيم لعقود طويلة في السجون والمعتقلات دمرت كل المعنى الإنساني، ونتيجة للحروب التي وقعت على العراق مع إيران وحرب الخليج التي أعقبها حصار اقتصادي ثم تسليم البلد لنظام طائفي قمعي “دفع باتجاه قيام حرب طائفية دموية، قتلت عشرات الآلاف وهجّرت الملايين. ذلك كله انعكس من دون شك، في أعماق تكوين الشخصية العراقية، وحقن التوحش والعنف عند فئاتٍ واسعةٍ من هذا المجتمع …”.
|
|
|
|
|
|
|
|
|