|
Re: جدل التشابه والاختلاف بين داعش والسلفية الوهابية (Re: mwahib idriss)
|
3 - ومع الاتفاق على تجريم داعش، إلا أن إرجاع خلفيتها الفكرية للوهابية لم يكن محل اتفاق بل محل جدل كبير. فقد كتب الدكتور محمد الحضيف تغريدة تنفي وجه التقارب، وتتهم المشبهين أو المقاربين بالتعسف، وعدم التفريق بين الدعوة التي تنطلق من أصول فكرية، وداعش التي تنتهج نهج العصابات الإجرامية. فيما حاول الباحث إبراهيم السكران إبعاد شبهة التقارب بين الوهابية وداعش وذلك بالتنبيه إلى مقولات محمد بن عبد الوهاب في التكفير والقتل من رسائله الشخصية التي تنص على عدم التكفير إلا بسبب يوجب التكفير. لكن من المعلوم أن الشيخ لم يكفّر من تابعه وانضوى تحت ولايته، فالإشكال فيمن اختلف معه ولم يقبل ما جاء به ولم يرتضِ عقد الدولة التي أسسها، ومن المعلوم -كذلك- أن داعش لا تكفر من ينضوي تحت لوائها، ولكن مشكلتها الأساسية مع من يختلف معها، فهو يختلف مع الله ورسوله. وهذا وجه المشابهة بينها وبين دعوة الشيخ -رحمه الله-. أما حمود العمري فقد كتب رداً على شبهات داعش أثبت في رده وجه التشابه بين الخوارج والدواعش، وتجاهل العلاقة بين التراث الوهابي وداعش، ثم كتب مقالاً آخر نُشر على موقع صيد الفوائد لنفي التشابه بين الوهابية وداعش، وعنونه بـ: “ظاهرة دعشنة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بين الكبيسي والعوني ودفع ما لبسوا به من شبهات لإلصاق داعش بالدعوة”. واستمراراً في مسار الدفاع، كتب الدكتور عبد الله بلقاسم مقالاً عنونه بــ “الوهابية البريئة”، اتهم فيه المقاربين باستغلال الأحداث وتوظيف الخصومة في النيل من الدعوة، ودعا في مقاله للفصل بين التطبيقات المتطرفة للفكرة وبين ذات الفكرة، واعتبر الوهابية فكرة معتدلة، وقاس فكرته بالمسيحية والليبرالية، فكل فكرة لها جانب اعتدال وجانب متطرف، فليس من المنطق مطالبة المسيحية والليبرالية بالتخلي عن المسيحية لوجود متطرفين في المسيحية وهكذا الشأن في الوهابية. والسؤال الذي يتوجه للدكتور عبد الله بلقاسم: هل يؤمن بوجود ليبرالية معتدلة ومسيحية معتدلة لا يصح التخلي عنها لوجود متطرفين؟ كما اعتبر الدكتور بلقاسم أن ما تعيشه المملكة من عزٍّ وتمكين ورخاء فهو نتيجة تبني الدعوة الوهابية، وليس عارًا عليها أن يخرج فيها تيار الغلو والتطرف لما تقدم من طبيعية دينامية نشوء الغلو وآليات تطوره، واعتبر بلقاسم أن “الدعوة السلفية أكثر التيارات تحصيناً من الغلو لأنها تستمد حصانتها من نصوص الوحي، وهذا لا يمكن إنكاره”، ويواصل: “ولذا فمن العجيب أن هؤلاء ينسبون إلى الدعوة السلفية الغلو في طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج، وفي نفس الوقت ينسب إليها الغلو والعنف والتكفير”! وليس في ذلك ما يثير العجب، فهي دعوة تجمع المتناقضات وداعش تجمع المتناقضات، وهذا وجه من أوجه المشابهة. فهي تجمع مع الغلو والعنف والتكفير، قدراً كبيراً من البراغماتية السياسية وفتح الذريعة في طاعة الحاكم، وتسمى في أدبيات الفقه التراثي والوهابي بـ(السياسة الشرعية)، وتجيز كل ما تحرمه على الأفراد خصوصاً فيما يتعلق بجانب السياسات الخارجية. وفي ذات السياق، كتب د. عبد العزيز العبد اللطيف عدة تغريدات تتهم المقاربين بالانتقائية وبتر السياق وعدم مراعاة الظروف التاريخية، وهي ردود عامة من يتهم الدعوة بالتطرف أو الغلو والخروج. وفيما تواصلت الردود فقد كان لبعض الأفراد من عائلة آل الشيخ ردة فعل عنيفة خرجت عن المنطق والعقل -كالعادة- بسبب ربط داعش بالوهابية، وقد أجرت صحيفة الوطن أون لاين حواراً مطولاً مع عبد اللطيف آل الشيخ رئيس الهيئات أرجع فيها جذور داعش وولادتها لرحم الإخوان، فهي كما يقول: “قد ولدت وترعرعت في رحم الإخوان المسلمين”. وقد جاءت ردود الأفعال الساخرة لتذكير آل الشيخ بسابقته في ربط أمن المؤخرات بالأمان الذي يجري على يد الدولة ودعوة الشيخ! (رابط تصريح رئيس الهيئات). وهذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها بعض الأفراد من العائلة صوابهم، فتخرج لهم تصريحات تكشف عن نرجسية متطاولة تنبعث منها طبقية تزيد من توتر الرأي العام، ولا يزال البعض منهم يضع الدعوة موضع الشريعة، فمن زهد فيها فقد زهد في الشرع، ومن أحبها فهو صحيح الإسلام والإيمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|