|
من طرائف الفنان الراحل عثمان حسين
|
يرويها عازف الايقاع عبيد محمد احمد
حفلة زواج تم الاتفاق عليها بمدينة بري, وتم الاتفاق بواسطة مكتب اتحاد الفنانين وقام مندوب الحفل بوصف كامل لمكان إقامة الحفلة, ذهبنا مع الاستاذ عثمان حسين حسب الوصف (الطرمبة يمين الشارع, اول شارع شمال الحفلة قدامكم) هذا هو الوصف الذي ذهبنا اليه, وبالفعل وصلنا وكان في الاستقبال مجموعة من الشباب تعلو وجوههم الدهشة, وصاح احدهم بصوت عالي عثمان حسين, قلنا له نعم عثمان حسين, جاءنا واحد من داخل الحفلة, فقال : اتفضلوا, نزل الجميع من السيارات ودخلنا, وبدأ فني الجهاز في انزال معداته, هنا لاحظنا حركة استعجال من اهل البيت يأتي واحد ويقول لينا : ياجماعة ماتغنوا لينا, نرد عليه الجهاز لسه ما اتركب, وفي الحقيقة بدأنا نستغرب من استعجال اهل البيت مع ملاحظة ان حتى وجبات الضيافة المعتادة لم تكن موجودة وقال احد الزملاء وهو عازف الكمان مامون عوض صالح : ياخي الجماعة ديل حكايتهم غريبة يعني حتى الموية ماقدموها لينا وهم مستعجلين على الغنا زي المامصدقين!! وتضايق الاستاذ من ملاحقتهم وقال : يللا يا اخوانا اطلعوا المسرح, فقلنا فني الصوت لسه ما انتهي فرد علينا : اطلعوا جهزوا آلاتكم, صعدنا المسرح والدهشة بائنة على وجوه الجميع, حاولت ان اجد من تعاقد معنا لتوجيه صوت لوم لعدم الاهتمام خاصة ان حفلات عثمان حسين لها طقوس اعتدنا عليها في رحابة الاستقبال وراحة الجميع وكل الاحترام والتقدير نجده يوميا عدا هذه الحفلة الغريبة, وطلع الاستاذ الى المسرح وازداد دهشة الجميع , وبدأنا نسمع (والله ياهو ذاتو) والبنات فيهن من قالت بدهشة وهي تقف امامنا (معقولة عثمان حسين) فقال لها (أي عثمان حسين) وبدأت الفرقة الموسيقية في عزف أغنية الوكر المهجور ثم غنى الاستاذ من عيونك ياغزالي, فجاءة رايت الرجل الذي اتفق معي على الحفلة وصاح غاضبا : ده شنو ياعبيد؟ قلت له : دي الأغنية الثانية والساعة يادوبك تسعة, قال لي تسعة شنو مش انت اتفقت معاي انا؟ قلت له طيب في شنو, قال : الجابكم هنا شنو؟ يعني لو انتو عندكم ارتباط قبلنا كان تقولوا لينا, كان غاضبا جدا, فقلت له ياخي نحن جيناكم من الساعة ثمانية, فقال : جيتونا ولاجيتوا للجماعة ديل, قلت : جماعة شنو, دا مابيتكم ولاشنو؟ قال لي : ياخي دي ماحفلتنا, وهنا ظهر احد الكبار واحتضن الرجل الغاضب وقال له: يا اخوي الله جاب لينا عثمان حسين في محلنا معقولة ناباهو, ونحن فنانا لسه ماجاء, وهنا تدخل الاستاذ عثمان حسين متسائلا : يعني الحفلة دي ما الحفلة بتاعتنا؟ اجابه صاحب الحفلة الاصلي لا يا استاذ نحن الشارع التاني, اصبنا بالذهول وحاولنا النزول من المسرح لكن صاحب الارتباط الرسمي سارع بالاعتذار للاستاذ وطلب منه اكمال الفاصل ثم الانتقال لحفلتهم وقال: نحن اهل وجيران وربنا اراد اننا نكون سبب في هذا الخطأ لاننا قلنا اول شارع شمال لكن هو تاني شارع شمال وحصل خير والفاصل ده مخصوم من حفلتنا وواصلنا الاغنية الثالثة والرابعة حتى الخامسة ونزلنا ثم ذهبنا بل ذهب معنا كل اصحاب الحفلة وكانت حفلة مزدوجة, وبعد الفاصل الثاني اتى الينا صاحب الحفلة الاولى وهو يعتذر عن التقصير في اكرامنا لانه كما قال انا عرفت الغلط وقلنا نستفيد من الزمن والحمد لله الحفلة ماكنا بنحلم بيها لكن البيت واحد والله ادانا وضحك الجميع واستمتعنا بروائع الهرم الخالدة وصارت طرفة بعد ذلك كلما نمشي حفلة الجماعة بيقولوا لي اتاكد من الناس, اقول ليهم داك الزول صاحب الارتباط .. يضحك استاذنا الكبير وهو يقول يخلق من الشبه اربعين.
نقلا من صحيفة الخرطوم في يوم 2013/3/20م
|
|
|
|
|
|