|
Re: الحلم الإسلامي الحركي في عنق الزجاجة (Re: mwahib idriss)
|
مرجعيات الإسلام السياسي” لعبد المجيد الشرفي
“مرجعيات الإسلام السياسي” لعبد المجيد الشرفي
طرح انتشار الحركات الإسلامية وطبيعة ممارستها السياسية مسألة جوهرية تتصل بالمنظومة الفكرية التي ترشد الإسلام السياسي في ممارسته، سواء أكانت ذات طابع سلمي أو عنفي، وخصوصاً مسألة الإرهاب الذي صبغ معظم تيارات هذا الإسلام منذ عدة سنوات. يذهب جميع منظري الإسلام السياسي في طرحهم وممارستهم إلى القول بأنّ الإسلام بفكره وتوجيهاته هو مرجعهم، وأنّ ممارستهم تصبّ في هدف تحقيق ما يدعو الإسلام إليه، وتكريس نصوصه قوانين، على البشر الإلتزام بها. لكن السؤال الذي يطرح نفسه منذ عقود يتصل بالإسلام نفسه الذي يقول به الإسلام السياسي، هل هو إسلام النص القرآني، وبالتالي كيف نقرأ هذا النص بعد أن تعددت التأويلات حول سوره وآياته؟ أم هو إسلام ما يعرف بالسنة المتصلة بأحاديث النبي وأقوال الائمة؟ أم هو إسلام الفقهاء التي فاقت اجتهاداتهم الحدود ولم يتركوا باباً غير ديني إلاّ وولجوه وألبسوه برقعاً مقدساً؟ أم هو إسلام التاريخ المتعدد والمختلف بين مرحلة زمنية وأخرى والمتصل بالأمكنة التي دخلها الإسلام وكيفية هذا الدخول، مما يطرح أسئلة حول علاقة كل مرحلة تاريخية بالواقع الراهن ومدى جواز إسقاط أفكار وأحكام تتصل بزمان معين ومكان محدد عل الواقع الراهن؟ أي المطروح اليوم فعلاً استحضار المشترك في مرجعيات الإسلام السياسي وإخضاعها للنقد وتفنيد التبريرات التي يستند إليها هذا الإسلام في إعطاء المشروعية لأعماله الإرهابية التي تكاد تحتل موقع الصدارة في فكر وممارسة تنظيمات وأحزاب هذا التيار. من الأعمال الحديثة التي ظهرت راصدة لهذه المرجيعات كتاب الدكتور عبد المجيد الشرفي “مرجعيات الإسلام السياسي” الصادر عن “دار التنوير” في بيروت. يعود ارتباط الإسلام بالسياسة إلى مرحلة النشوء والتوسع منذ عهد النبي وتباعاً في كل مراحل تطوره. الأمر الأقل شأناً كان تداخل الإسلام مع المجتمعات التي دخلها وتكيّفه مع قوانينها وثقافتها أو ما أدخل عليها من الجديد الذي أتى به. لكن مسألة الإسلام واستخدامه في السياسة كانت هي الحلقة المركزية الخطرة التي صبغت الإسلام كدين طوال مراحل تطوره، وهي قضية ظهرت منذ اليوم الأول لوفاة الرسول حين اندلع الصراع على السلطة، حيث بدأت أولى مراحل استخدام النص الديني من قرآن وأحاديث لترجيح نظرة هذه الفئة او تلك. وتوسع هذا الاستخدام في الصراعات اللاحقة بين المذاهب والطوائف الإسلامية خصوصاً منها الصراع المتواصل بين معاوية وعلي بن أبي طالب، حيث شكل النص المقدس عنصراً مقررًا في مسار الصراع. وكان لا بد من وجود فقهاء ومجتهدين يحتاجهم الحاكم لإعطاء مشروعية لسلطته ولتبرير قراراته وإلباسها لبوساً دينياً متسماً بالقداسة. وبمقدار ما كان الحاكم بحاجة إلى هؤلاء الفقهاء والعلماء والمجتهدين، كان هؤلاء بحاجة أيضاً إلى السلطة السياسية لتمكينهم من الهيمنة على المجتمع وفئاته عبر نشر ثقافة دينية وفق المنظور الذي ينطلقون منه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|