الزبير باشا والمحاولة الرخيصه لتزوير التاريخ..

Quote: إقتراح غوردون بتعيين الزبير باشا - حاكما عاما على السودان: بمجرد وصول غوردون إلى مصر - بعد إستدعائه لإخلاء السودان - إلتقى بالسير بارنج في القاهرة ، ولم يكن قد تقابلا منذ سبعة سنوات، وكانت الأحداث التي تلت تلك ذلك اللقاء غريبة جدا، فكان على الرجلين أولا مقابلة الخديوي توفيق، وتمت المقابلة واعتزر غوردون فيها للخديوي عما بدر منه من انتقاد للباشا المصري، فتم تثبيته في وظيفته كحاكم عام ، ثم بعد ذلك كان على الخديوي وبارنج تحديد مهام وظيفته، وكان هذا هو الوقت المناسب لإخلاء الحاميات من السودان وإلا تعذر إخراجها بعد ذلك، وكان لابد من إيجاد نوع من الحكم في السودان،ولم يكن إحياء الشياخات القديمة ونظام زعماء القبائل كافيا، وكان لابد من إيجاد شخص يملك من السلطة مايمكنه من توحيد هذه الشيخات والبقاء في وحدة فيدرالية ، فتقدم غوردون بإقتراح أذهل الجميع ، وقال:( لماذا لايكون الزبير هو ذلك الرجل )؟ وكتب غوردون إلى بارنج يبلغه بأنه يشعر بأن تعاون الزبير معه سوف يحسم موضوع السودان لصالح جلالة الملكة والحكومة المصرية، وإقترح تنظيم لقاء يجمع بارنج ونوبار باشا ( رئيس مجلس النظار المصري ) والزبير باشا وغوردون* *مصدر المعلومة: د. عز الدين إسماعيل مؤرخ ..ثم القائمقام سعدالدين الزبير نفسه ص 189. كان من رأي بارنج انه لا يثق في تلك الأدلة التي تقوم على مجرد الشعور الديني، ومع ذلك فلم يعارض في إختيار الزبير من ناحية أنه أقدر من يستطيع إدارة شئون السودان. وإعتبر اللورد قرانفيل " وزير خارجية بريطانيا " والسير بارنج، أن تأييد غوردون للزبير دليل على عدم توازن شخصية غوردون، وأبرق قرانفيل لبارنج يقول: " إن خطابات غوردون تثير قلقي، فتغيره نحو الزبير لا أستطيع أن أفهم كنهه ! ولكن غوردون الذي كان يعرف بواطن الأمور وزيف الموقف من الزبير .. وكان لسان حاله يقول ( على هامان يا فرعون ) ؟! كان يعرف ماذا يريد فقدم إلى بارنج في صباح 26 يناير 1884م مذكرة تفصيلية مكتوبة عرض فيها الحوادث التي أدت إلى إبعاد الزبير من السودان، وتؤيد ثقته في قدرة الزبير على إدارة حكومة السودان ، والقضاء على ثورة المهدي بإجتذاب أتباعه، لأنهم كانوا أصلا قادة لدي الزبير ، وكذلك عظمته وبطولته في القتال، وأعلن غوردون عن استعداده لتحمل مسئولية الاعتماد على الزبير لأنه مقتنع بذلك. كانت هذه المذكرة لا تخلو من الحكمة والعقل، وهي توضح أن غوردون كان واقعيا يبحث عن النتائج، ورغما عن العداء الشخصي بينهما ، فإنه حاول كسب تأييد الزبير له، لإقناعه بأن ( قدرة وشجاعة الباشا هي ما يحتاج إليه لضمان الجلاء عن السودان والسيطرة على تجارة الرقيق ) * أنظروا إلى غوردون وهو يقر بان الزبير سيعاونهم في وقف تلك التجارة المستمرة حتى وهو غائب عن السودان - # أورد المؤرخ نعوم شقير الشروط التي اقترحها غوردون لتعيين الزبير حاكما عاما على السودان وهي: 1-أن يجعل حاكما عاما على السودان إلى حد الخندق من أعمال دنقلا براتب 6،000 جنيها سنويا. 2- أن يمنح الحرية المطلقة في إدارة الشئون الملكية والعسكرية، فيولي من يشاء ويعزل من يشاء، وينظم المالية والترسانة ( الجيش) والضرائب وحميع أنواع الدخل والخرج ( الإيرادات والمصروفات ). 3-أن يعطى السلطة لمنح رتب ملكية وعسكرية إلى رتبة أميرلاي ( عميد ) على أن يطلب عرائضها " تصديقاتها " من خديوي مصر. 4 أن تجعل له الحكومة المصرية إعانة سنوية قدرها مليونان ونصف جنيه، هي قيمة ما كان ينفق على السودان من قبل، وذلك لمدة سنتين فقط. 5- أن يترك له جميع ما للحكومة من أسلحة في السودان. 6- أن تساعده الجنود الإنجليزية على رفع الحصار عن الخرطوم " جيوش المهدي " وسنار وسواكن. 7- أن يشمل السودان جميع بلاد سواكن والقضارف وكسلا والقلابات وسنار والخرطوم وبربر ودنقلا إلى حد الخندق، أما مصوع وسنهيت فتفصلان عن السودان، وأما بحر الغزال وخط الإستواء فتخليان،ويؤتى بموظفيها إلى الخرطوم ومصر . 8- أن ينشأ جمرك في سواكن ويضم دخله إلى مالية السودان ، أما في الخندق ( الحدود المصرية ). فلا يكون هناك جمرك، بل تعفى البضائع الصادرة والواردة من الرسوم. 9- أن تبقى تجارة الرقيق ممنوعة بموجب الاتفاق الذي أبرم بين الدولة البريطانية ومصر.