|
Re: كتاب الشخصية المحمدية .. معروف الرصافي (Re: يحي قباني)
|
كتب معروف الرصافي في مقدمته:
اصبحت لا أقيم للتاريخ وزناً و لا أحسب له حساباً لأني رأيته بيت الكذب و مناخ الضلال و متشجم أهواء الناس , إذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الأباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة . و لئن أرضيت الحقيقة بما أكتبه لها لقد أسخطت الناس عليّ , و لكن لا يضرني سخطهم أذا انا أرضيتها , كما لا ينفعهم رضاها إذا كانت علي ابصارهم غشاوة من سخطهم عليّ , و علي قلوبهم أكنة من بغضهم إياي . فأن قلت أيها القارئ الكريم من يضمن لك إنك ترضي الحقيقة؟ و هل رضاها عنك فيما تكتبه هنا إلا دعوة مجردة. قلت كفي بحرية الفكر ضامناً لي رضاها و ما عليّ في نجاح هذه الدعوى مني و صدقها إلا أن أفتكر حراّ و أكتب حراً فإن أصبت ما أردته لها فقد أرضيتها , و إن أخطأت فلي ما يعذرني عندها من أنني لا أقصد إلا رضاها و لا أنحاز الا إلي جانبها . و إذا كنت لا أتبع هوى النفس فيما أكتبه عنها فما أنا بمسؤول عما لا طاقة لي به منها . أما سخط الناس من أجل أنني خالفتهم لوفاقها و صارحتهم في بيانها جرياً علي خلاف ما جرو عليه من عادات سقيمة و تقاليد واهية فلست مبالياً به و لا مكترثاً له. و إني لأعلم أنهم سيغضبون و يصخبون و يسبون و يشتمون , فإن كنت في قيد الحياة فسيؤذيني ذلك منهم , و لكني سأحتمل الأذي في سبيل الحقيقة و إلا فليس لي أن اهتف بأسمها ولا ان أدعي حبها كما يدعيه الأحرار , و أن كنت ميتاً فلا ينالني من سبابهم خير كما لا ينالهم منه خير فإن سب الميت لا يؤذي الحي و لا يضر الميت , كما قال محمد بن عبد الله عظيم عظماء البشر
فلوجة 5 تموز 1933 , معروف الرصافي
| |
|
|
|
|