|
من عمر الى اخيه بابكر القراى ...هكذا يكون الوفاء ..
|
نعى الاستاذ عمر القراى شقيقه بابكر القراى بقصيدة عصماء فى ذكرى رحيله نشرت اليوم بالانترنت القصيدة تعدد مناقب الفقيد التى لا تحصى بكلمات وانما هى اعمال ولكن وفاء الاستاذ عمر لاخيه اخرجت منه هذه الكلمات التى سوف تجدونها اسفل هذه المقدمة .. والى الذين لا يعرفون الاخ بابكر القراى القاضى ومن ثم المحامى والانسان النبيل اعود بهم الى بوست سابق كنت انزلته هنا يوم وصول نبا مغادرته هذه الدنيا الفانية ..
رحيل... القاضى بابكر القراى ... زعيم المفصولين ونصير المستضعفين فى السودان ...
اه لهذا الخبر الصاعقة ..اكاد لا اصدق ان صديقى بابكر القراى.. رحل عنا ..ولكنه الموت انه الحق الذى ينتظرنا جميعا فى لحظة وزمان ما .. نقل الاخ ابوبكر الامين هذا الخبر المحزن لنا على موقع سودان اورج الى محبى واصدقاء الاستاذ بابكر القراى قاضى الاستئناف السابق وشقيق الدكتور عمر القراى الذى يكبره والذى فصلته الانقاذ مع مجموعة من زملائه.. فى مكالمة تلفونية اخيرة بينى وبينه .. تحدثت معه الاسبوع الماضى وشكا لى بانه مريض وكنت اشجعه واقول له بانك لسع شباب .. كما قال الاخ ابوبكر الذى كتب وصدق فى كل كلمة قالها كان عفيفا نظيفا مناضلا جسورا وقف بكلياته ضد العسف والفصل الذى طاله ومجموعة من القضاة منذ اليوم الاول للانقاذ وهو لا يملك قوت يومه وقف بكل شجاعة حتى اخر لحظة من عمره يدافع عن المفصولين والمظلومين بدون اى مقابل كان مكتبه مفتوح على مصاريعه لهم يقدم لهم المذكرات ويقف امام المحاكم الى ان اصيب بالامراض .. عندما تحدثت معه الاسبوع الماضى طلبت منه محاولة الخروج من السودان للعلاج فقال لى انه يدرس الامر انا ادرى ماذا يعنى ا انه التعفف الذى عرفناه فيه والشجاعة التى كانت طابعه .. كتب عدة مقالات عن قضية المفصولين وكنت انزلها فى موقع سودانييز اون لاين عندما تصادفنى .. وسعى مع زملائه المحامين من اجل الحريات وقيام نقابة نزيهة تمثلهم وكان مكتبه خلية عمل دائم لهذا الغرض وتركز عمله الاخير فى قضايا المفصولين ..
عرفت القراى بعد انقلاب الانقاذ عندما استضافهم احد الزملاء ومعه مجموعة من القضاة المفصولين فى مكتبه ليدخلوا الحياة الحرة فى السوق العام لممارسة المحاماة بعد ان تم فصلهم تعسقيا وكان معه الاخوان احمد ابوبكر قاضى الخرطوم جنوب الذى حاكم صحيفة الراية وهاشم وكان ثلاثتهم لا يملكون مبلغ ايجار مكتب صغير فى قلب الخرطوم تحولت حياتهم المستقرة فجاة الى الشارع العام وسوق الله واكبر فاحتار بهم الدليل كيف يبداون حياتهم الجديدة فى سلك المحاماة المغلق هو الاخر للجماعة التى فصلتهم فكانت البداية فى مكتب صديقى هذا بعمارة الامارات وهناك تعرفت عليه وعلى اخلاقه السمحة وعلمه القانونى الغزير وكانت هذه المعرفة بالنسبة لى من اكبر انجازات الانقاذ رغم سلبيتها ... قدر لى الزمن ان اعرف هذا الرجل الانسان .. بابكر القراى .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والعزاء لزوجته وبناته ولشقيقه عمر القراى وكل معارفه واصدقائه داخل السودان وخارجه انا لله وانا اليه راجعون --------------
هنا تجدون قصيدة الاستاذ عنر القراى
ملح الارض : قصيدة بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل بابكر القراي August 5, 2014
عمر القراي( حريات )
ملح الارض : قصيدة بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل بابكر القراي
عمر القراي
( قد كنت أؤثر أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأحياء
لكن سبقت وكل طول سلامة قدر وكل منيّة بقضاء )
وعلوت يا صدّيق في درج العلا ونزلت خير منازل الشهداء
فارقت دنيانا الدنيئة راضياً من عيشها بكسيرة وبماء
إن الشهادة أن تعيش مجرداً لا أن تموت مدرجاً بدماء
جسم نحيل قد تناوشه الضنى ذو همة جازت ذرى الجوزاء
قاومت ليل الظلم دون تردد وأبيت كل تنازل بإباء
ورفضت باسم الدين تزييف القضا ونقدت حكم الشرعة الشوهاء
ونهضت للبؤساء تأسوا جرحهم حتى دعيت محامي الفقراء
من كان للمفصول خير مدافع من ذا يفاضله من الفضلاء
كم أبعدوك عن المناصب غيرة فغضضت طرف النفس في استحياء
وتركتهم يتعذبون بحقدهم ويل لهم من سيرة الشرفاء
قد كنت ملح الأرض خير ثقاتها وبهائها في الليلة الظلماء
يامن عبدت الله دون تطرف قد كنت مجهولاً من الجهلاء
وجمعت حسن الخلق من اطرافه وبلغت شأو العلم في استخفاء
يا مجمع الرأي الحصيف وطاهر الذيل النظيف وصاحب القلب الشفيف ومعدن الفصحاء
شهد الذين عليك كانوا قد عدوا لا حق مثل شهادة الأعداء
النصح دون الناس كنت ضمينه يا قاضياً لم يقض بالأهواء
الله يعلم أن فقدك هزّني بل اضرم النيران في أحشائي
دافعته عني بكل مواعظي عبثاً فخالط في الفؤاد دمائي
إذ أنسى لا أنسى سلاماً دافئاً ضمخته ببشاشة الودعاء
ومزجته بالود دون تكلف وأذبته في حر كل لقاء
هل كنت إلا نسمة علوية فاحت وراحت في خضم عناء
أعبير كم فقد الصغار وأمهم؟ وقع المصيبة فوق كل عزاء
فالله أسأل أن يحيطك فضله بعناية من أرحم الرحماء
الله قد أعطاك إرثاً وافراً فلينعمن به على الأبناء
فيقوم أحمد في طريقك باعثاً ما عزّ تحقيقاً على النجباء
والشكر من بعد الإله مقدم لرفاقه جمعاً بلا استثناء
ولأهل هذي الدار من قد قدروا هذا الوفاء معزتي وثنائي
عمر القراي – الخرطوم 1/8/2008م
|
|
|
|
|
|
|
|
|