|
|
|
Re: محمدية: الملحمة بروفاتها كانت تحت شجرة! (Re: المعز ادريس)
|
محمدية في سطور ...
محمد عبد الله محمدية :
الفرق بين العصر الجميل وما يدور الآن مائة سنة ضوئية
حوار : ماجدة
الراي العام السبت 24 مارس 2012م *****
معظم مشاهدي الفرقة الموسيقية المصاحبة لكبار الفنانين وحتى برنامج (أغاني وأغاني) الشهير تربطهم علاقة إلفة وإعجاب بعازف الكمان محمد عبد الله محمدية ، الذي يخرج الحانه في صمت ، على الرغم من انه اذا تكلم فهو فيلسوف يجيد الحديث وقراءة ما حوله .. مسيرته الفنية كانت محل تقدير في العاصمة العمانية مسقط التي احتفت به خلال الاسابيع الماضية .. حول التكريم وقضايا فنية أخرى دارت محاور جلسته مع (الرأي العام) : * لماذا كان تكريمك في مسقط؟ - مشروع التكريم بدأت فكرته مع شاب لديه اهتمام (بالكمنجة)، قالوا لي ان النادي السوداني يريد ان يقوم بتكريمك ، ومرت الايام وقابلت المسؤول الثقافي للنادي بالصدفة وسألني عما اذا كنت موافقا على التكريم فقلت له موافق بدون قيد او شرط واخبروني ان التكريم بدون غناء او فنان وقد اختاروا معي الشاعرين حاتم الدابي وبشرى، وقد وفقوا في هذا الاختيار لأنهما قدما شيئا جديدا يتناسب مع هموم السودان الذي لا تحله الاشكال التقليدية ، وهذه وقفة الى ضرورة الالتفات الى الشعر الشعبي الذي يصل الناس بدون حواجز. * كيف كان .. وهل احسنوا تكريمك؟ - عمان هي نموذج للتعايش وتلبية احتياجات الآخر فمنذ ان وصلتها لم اعرف من هو الرئيس ومن هو المرؤوس لكن للأسف خلال زيارتي تلك توفي بابكر النور (مرق) الجالية السودانية وقطعا الغربة تكشف معادن الناس وكانوا نموذجا في تشييعه ورغما عن ذلك احسنوا تكريمي. * ما هي الاعمال الموسيقية التي قدمتها هناك؟ - لدى (13) مقطوعة جديدة قمت بتجهيزها في الفترة الاخيرة بالإضافة الى عمل للسلام وهو اول عمل قمت بتلحينه واعتز به جدا رغم اسفي على السلام الذي ننشده لم يتم ، وكنت اود ان اقدم هذه الاعمال بجانب سيرتي الفنية ، لكن الجمهور هناك كان له رأي مختلف فكانوا يريدون (عشت يا سوداني) (انا ام درمان) وأغنيات للكاشف واحمد المصطفى واستطعت ان اقوم بخطة اسعافية مع فرقتهم الموسيقية الممتازة وكنت سعيدا بان اقدم مثل هذا الحفل. * لماذا رغم خبرتك الطويلة لم تقدم اعمالا بمفردك؟ - هذه لدى فلسفة حولها ، احمد الحفناوي عازف الكمان المصري الشهير قلت له لم نشاهد لك اعمالا خاصة منفردا في شبابك فقال لي (اصلا حاجتك ما تفكها إلا لما تاخد نصيبها من التجويد ). * هل يعني هذا انك تخطط لمثل هذا المشروع بتأنٍ؟ - انا واعٍ لما اقوم به واعرف الفترة التي اكون فيها جاهزا حتى لا تأتي الاعمال فطيرة لان آلة الكمان فاضحة للأخطاء ويمكن للإنسان العادي ان يلحظها ، وأنا أول من اسس لفرقة وكان برعاية البروف علي المك وأول عرض لها كان بنادي الخرطوم ، اما الصولات (العمل المنفرد) لا اعرف كم عددها ، وما يمكن ان يحققه لي الحفل منفردا حققته من خلال صولاتي مع الفنانين ، ما تم في مسقط كان شيئا طارئا وما اريده اخطط له بدقة والـ (13) مقطوعة الخاصة هي خلاصة المسيرة. * كل تلك السنوات ألم تحقق لك التجويد؟ - لدى فلسفتي الخاصة ان السهل يقلد بسهولة اكثر منه ، ومن اجل ان انتج شيئا يحمل اسمي لابد ان يخاف منها كل من يريد تقليدها او ترديدها ، الطيار يقيم بساعات طيرانه وآلة الكمان يقيم الشخص بساعات التمارين ونحن بدأناها كبارا لذلك يكون هناك فارق بيننا وبين الذين بدأوها منذ الصغر. * ذكرت انك قمت بتلحين عمل .. هل لك تجربة تلحين؟ - لدى تحفظات وحاجز نفسي من التلحين، وفي زماننا كان وردي ملحنا وعمر الشاعر شلالا من الالحان وبوجود ملحنين مقتدرين لم اكن في حاجة لان اجرب ، وقمت بإعادة صياغة لحن (ما بنفرط فيك يا عزة) وشرعت فيه بالبيانو وتغنى به فرفور وشموس ووليد زاكي الدين .
*خلال مسيرتك ما هي الاعمال التي وجدت صعوبة في تنفيذها ؟ - الالحان غير الجيدة او غير مجودة والتي يرفض مؤلفوها التجويد عبر الورش. * من هم الفنانون الذين طربت في الاداء معهم؟ المطربون القامة كالكاشف و احمد المصطفى و ابراهيم عوض وعثمان حسين ودائما الساحة تستقبل منهم كل ما هو جميل ونرتب معهم الامور في مصلحة العمل ، ووردي رحمة الله عليه كنا نجهز معه لبروفات اغنية كاملة وفي الآخر يحس انها دون المستوى ويقوم بإبعادها. * ما هي اميز الاعمال التي اطربتك؟ - شال النوار بها تراكيب من الصعوبة ان تتكرر وكانت نقلة لمحمد الامين وهي من الاغنيات الخالدة التي لا يمكن ان تنتهي وهي لا تشبه اشياءه ولا اشياء الاخرين وأنا كعازف عندما اجد اغنية بها جديد في الاداء اسعد لأنني اجتاز به الصعوبات .. هناك عدد من الاغنيات الجميلة (قلت ارحل) (شجن) و(الى مسافرة) في اي وقت تستمع اليها تحس بان لديك علاقة بالعمل لا يمكن الفكاك منها رغم سهولة اللحن. * هل شاركت في الملحمة؟ كنت حاضرا وكانت بروفاتها تحت شجرة وموسى محمد ابراهيم كان قائد الفرقة وله جهده وعملنا بجهد مشترك وأخذت منا جهدا مبالغا فيه في التسجيل وحفظناها عن ظهر قلب ولم يكن هناك (تراكات) مثل الان ولو حدث خطأ في الدقيقة (59) تعاد من الاول. * هل اثرت كلية الموسيقى في تطوير الاعمال الموسيقية؟ - دراسة الموسيقى مثلها مثل بقية العلوم الاخرى لكن لان خريجها في دائرة الضوء ، وكل من يمتهن المهنة تتوقف شهرته على ما يقدمه والعيب ليس في المنهج او الاستاذ انما في الطالب الذي لا يجتهد. * دورها الان مقارنة بوضع المعهد سابقا؟ - في السابق كان الفنان يوصف بـ (الصعلوك) والأسر لا ترضي لأبنائها الاتجاه في هذا الطريق هناك من اغتنم فرصة الدراسة لتحسين صورة الفنان وهناك من رأوا انفسهم اكبر منه ، ورغم ذلك وفر المعهد مناخا وبنيات تحتية وأساتذة استطاعوا ان يخرجوها من النفق الضيق ودخول (الهارموني) فيه او الانسجام تم بعد مجئ الكوريين فبدون دراسة الهارموني ليس هناك تطوير وسنتعامل مع السلم الخماسي كما هو مطروح ووجدوا ان هناك الحانا بها انسجام بدون ان نعرف الهارموني وهذا ما يقود الى ان اللحن العبقري لا يعرف آلة ولا درسا ولا ينظر لعلاقة اللحن بالكوبليه. * عايشت اجيالا من الفنانين ... كيف ترى الفرق بين هذا الجيل مقارنة بأجيال سابقة ؟ ومن هو الأعلى كعبا بين الشباب؟ - الفرق بين العصر الجميل وما يدور الان مائة سنة ضوئية . * اين تكمن مشكلة الاغنية السودانية في كلماتها ام لحنها ام ادائها؟ - الجيد من الغناء اصبح نادرا ، وهذا ما جاء بالخلاف حول اين المشكلة من اللحن ام الكلمات ام المؤدي وأصبح جيل سابق يظلم جيلا لاحقا ولم تحل المشكلة لكن الاكيد ان القليل يهزم بالكثير ، فأصبحت هناك كثافة في الغناء من غير جودة ، والإعلام اسهم في ذلك ومعدو البرامج يروجون لذلك النوع من الغناء دون حساب الاضرار الناتجة حتى ان هناك احد الفنانين الشباب قال انه افضل من وردي ، وفي ظل عدم وجود قياسات صحيحة اي فنان يمكن ان يدعي انه سيد الساحة.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: محمدية: الملحمة بروفاتها كانت تحت شجرة! (Re: المعز ادريس)
|
حوار اجرته معه صحيفة الصحافة ..
بعد مباراتي مع فريق الثغر بورتسودان ركبت القطر وحضرت إلى الخرطوم..!! الأستاذ محمد عبد الله محمد أبكر الشهير بـ «محمدية» من أبرز العازفين على آلة الكمان في السودان، رجل متمكن حمل راية الموسيقى لواءً يعتز بها وتعتز به، سوداني طبقت شهريته الآفاق وعلم يشار إليه ببنان الاعجاب والفخر والمحبة، صال وجال في ميدان الغناء والطرب الاصيل، وعزف اروع واعذب الالحان، عاصر اجيالا مختلفة من الفنانين، جاءت آخر مشاركته في رمضان الماضي خلال برنامج «أغاني وأغاني» بقناة النيل الازرق في قيادة الفرقة الموسيقية، واستضافه التلفزيون القومي عبر برنامج «بيني وبينكم»، ارتبط محمدية بالكمان وارتبطت به، وصار اساسيا في كل عمل موسيقي جميل بابتسامته وطيبته واريحته، تحدث في هذه الونسة وخرجت منه الحروف مموسقة كالدرر. ليس الف وباء وياء، بل دو ري مي فا صو لا سي. محمدية الميلاد؟ - بورتسودان حي ديم جابر. مرحلة الطفولة؟ - في السودان الطفولة تقريبا كلها شبيهة لبعض، فعالم الطفل في غرب السودان هو نفسه في شرق السودان، فالقاسم المشترك في اللعبات شليل وعساكر وحرامية. ; النشأة؟ - كنشأة عامة أطفال الشعب السوداني في ذلك الوقت، حيث كانت تفرض على الشعوب أشياء كثيرة خلال الاستعمار والظروف الاجتماعية، حيث ضاعت اشياء جميلة في حياة الاطفال، فقط نتمنى ان تعود الروح التي تعتمد على ما ورثناه من قيم جميلة من توقير للكبير والاهتمام بالدروس وتحمل المسؤولية، وهذا ما نفتقده في اطفال اليوم. ; محمدية اسم اشتهرت به فمن اطلقه عليك، وهل هو قديم ام فرضه المحيط الفني؟ - حقيقة كما يقال من قمت لقيته، قد يكون اطلقته الحبوبة او العمة او الخالة لا ادري، فهو اسم للدلع او الدلال. الملاحظ أن معظم السودانيين ترتبط اسماؤهم بألقاب اخفتها.. ما رؤيتك في هذا الامر؟ - نعم قد يكون اي شخص في السودان يملك لقبا حتى الطفل اذا كان اسمه ابراهيم مثلا يحرف هذا الاسم بتصغيره، ولعيبة الكورة مثلا نجد ان الاحد عشر لاعبا في الفريق لكل منهم لقب يبقى سمة ملازمة له، ونادرا ما نجد احدا خالياً من اللقب، ولو سألت معظم الناس الذين يحملون القابا لا يدرون مصدرها، فقد يكون مثلا امتدادات لاسم كبير في الاسرة انسحب على البقية. ; عفوا هناك ألقاب غير متناسبة مع اسم وشخصية حاملها.. هل توافقني في هذا الرأي؟ - نعم احيانا تكون هذه الالقاب غير مناسبة، فمثلا احدهم يلقب بالحرامي..!! وقد حدث لي ذات مرة موقف استشهد به، فكنت اسأل عن شخص باحثا عنه فقال لي احدهم (امش قدام دكان الحرامي)! وتفاجأت بأن الحرامي هذا لم يكن سوى شخص وقور ظلمه هذا اللقب غير المناسب واتحرجت جدا ولغيت سؤالي. متى اكتشف محمدية ميله للموسيقى ومتى امسك باول آلة موسيقية؟ - حقيقة الحكاية دي بدت من بدري حتى قبل ان اتعلم العزف بالعود، حيث كنت اعزف على آلة الصفارة ونحن صغار جلوسا في الليالي المقمرة بالحي، وليالي السمر دائما الاصدقاء كما يقال يورطوا الزول فيها.. ببعض الثناء والاطراء يصل احيانا لدرجة المبالغة، فكنت احب العزف على الصفارة وسط الاصدقاء، وكما قلت يبلغ الثناء مبلغا كبيرا واحيانا يكون بدون دراية منهم بما يسمعون فقط مجرد مجاملة.. إذن قبل احترافك للكمنجة كنت تهوى العزف على العود؟ - نعم أساسا كنت عاشقا لآلة العود لأنها كانت المتاحة، ولأسباب تتعلق بمحدودية آلة العود تحولت للكمان، ولسبب آخر فقد كنت عاشقا للموسيقى العربية. اذن نسمع حكايتك مع الكمان؟ - كنت عاشقا للموسيقى العربية ومعجبا جدا بعازف الكمان الشهير احمد الحفناوي، فكان لا بد من وجود آلة كالتي يعزف بها الحفناوي، فوجدت صعوبة شديدة في الحصول عليها، فكتبت خطابا للفنان الكبير محمد عبد الوهاب شارحا اعجابي باعماله الفنية غنائية او تلحينا للآخرين، ولكني لم اجد ردا على الرسالة..!! السبب..؟!! - عرفت بعد الانتقال الى مصر لتلقي العلوم الموسيقية، فكان الرد علي رسالتي بخلا يمتاز به الفنان محمد عبد الوهاب يتجاوز حدا المعقول، وذلك ليس بالامر العجيب. من أين حصلت على اول آلة كمان؟ - كنت محظوظا ان اتى احد الموظفين الى مدينة بورتسودان ليعمل في بنك الخرطوم «باركليز سابقا»، ووقتها كانت معظم الاندية وتجمعات الموظفين من مظاهرها ان يكون هناك عود ومطرب لتلك الجوقة، فكنت اتردد على تلك التجمعات، وتعرفت على الاخ مدني محمد طاهر، وهو بالاضافة لهواية الموسيقى ايضا لاعب كورة قدم ماهر، وايضا انا كنت عاشقا لكرة القدم ولاعبا بالدرجة الاولى بفريق المريخ.. واهداني الاخ مدني آلة كمان كانت هي ضربة البداية، وكان ذلك سبب تحيزي للموسيقى على حساب كرة القدم، واعتقد انني اخترت الطريق الصحيح.. ; على يد من تعلمت العزف؟ - في تلك الايام لم يكن هناك من يعلم الآلات الموسيقية على الاسس السليمة، بل هي مجرد اجتهادات شخصية، ولكن زيارة الإخوة الفنانين احمد المصطفى وعثمان حسين المتكررة لبورتسودان باعتبارها مدينة منافسة للعاصمة في مجال الحركة التجارية والفنية والاجتماعية وبارتيادنا لحفلاتهم استفدنا كثيرا منهم، وكان يصحبهم كبار العازفين عبد الفتاح الله جابو وعبد الله عربي وموسى محمد ابراهيم وآخرون. اول تجربة عملية لك في العزف وراء فنان وامام الجماهير؟ - اول تجربة اكسبتني الشجاعة والمواجهة وتحمل المسؤولية كانت في احتفال أُقيم في النادي القبطي بمدينة بورتسودان بمناسبة شم النسيم. وطلب مني ان اصاحب احد المطربين سيتغنى بالاغنية الشهيرة «بنادي عليك» للفنان فريد الاطرش، وخضت التجربة رغم صعوبة العمل. محمدية من الثغر الى الخرطوم؟ - عند الرحيل للعاصمة وجدت معارضة شديدة جدا من اعضاء فريق الثغر، ولكن بعد الالحاح على مواصلة دراسة الموسيقى تركت الكرة. ومن الاشياء الغريبة انني في ذلك اليوم كنت اخوض مباراة مهمة مع الفريق، ومباشرة من ميدان الكرة الى القطار لبداية رحلة جديدة. أبرز الطرائف؟ - في زواج خميس مقدم والفنانة عائشة الفلاتية رفضت ان اعزف وراها، رغم انها فنانة كويسة لكن في جيل العمالقة كانت في ذيل القائمة، وتفسيري للاعتراض انه قمة المسؤولية وليس عجرفة او تعالياً، لأن العازف جزء كبير من العمل، واصرار عائشة على ألا يعزف خلفها من لا تعرفه بدون مجاملات علمني جودة الاداء. بعض الفنانين لا يهتمون بالعازفين؟ - عائشة الفلاتية رفضت أن اعزف خلفها عام 1964م، وهي في ذيل قائمة المبدعين، وذلك عبرة لمطربي اليوم لمعرفة أهمية العازف الموسيقي الذي يوصل الفنان لبر الامان، والعازف يمثل احد الاضلاع الاربعة في المربع الفني، الشاعر والملحن والفنان والعازف. فنانون توقعت لهم الشهرة؟ - رشحت من الفنانين المبتدئين محمد الأمين، ورأيت فيه وقتها كل الامكانيات والصلاحيات التي تجعله فنانا ناجحا، وصوته كان قويا مع ذكاء فني، وقد كان بالفعل. وقلت إن العاقب محمد الحسن فنان سابق لاوانه، وآجلا او عاجلا سيأتي يوم يعرفه فيه الناس وقد تحقق هذا ايضا. مَنْ مِنْ أبناء جيلك من الفنانين والعازفين؟ - انا اعتبر معاصرا، اذ عاصرت الكاشف واحمد المصطفى وعثمان حسين وعبد الحميد يوسف، وكنت سعيدا بمشاركتي في العزف مع هؤلاء العمالقة، كذلك عزفت مع العمالقة الخواض وعربي وعبد الفتاح الله جابو، وعندما تشترك مع هؤلاء فإنك تسمع الدرر من الألحان من تلك الأنامل الذهبية التي تعلمنا منها احترام الفنان والتعامل مع النغمة بجدية واحترام المواعيد والافتخار بالموسيقى السودانية، فكل واحد من الذين ذكرت كتاب نتعلم منه كل القيم الاجتماعية والفنية.
الصحافة
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: محمدية: الملحمة بروفاتها كانت تحت شجرة! (Re: المعز ادريس)
|

11-17-2013 10:08 PM 10:08 PM حوار- صلاح حبيب
يُعد من أمهر العازفين على آلة الكمان، بل تربع على عرشها لفترة طويلة من الزمن، ويُعد من الموهوبين في هذا المجال.. حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته.. مولده، نشأته، ودراساته.. أيام الفرح التي عاشها.. كيف بدأ حياته الفنية، وكيف تعلم آلة الكمان، هوايات ظل يمارسها.. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة، مع إبتهالات أسرة (المجهر) أن يمن الله على ساحر الكمان بالصحة والعافية وتمام الشفاء.
} من أنت؟ - "محمد عبد الله محمدية"، نشأت بمدينة بورتسودان.. وشأني شأن كل أبناء السودان ولدت في حي بسيط يسمى حي ديم جابر، وتلقيت كل مراحلي الدراسية من الابتدائي وحتى الثانوي بمدينة بورتسودان.. } إذا أعدناك لأيام الدراسة ما هي المواد المحببة لك؟ - الفنون والخط العربي. } وألعاب الطفولة التي كنت تمارسها؟ - في اعتقادي أن كل الألعاب في السودان كانت واحدة مثل (شليل وحرينا وعسكر وحرامية وشدت)، وفي ظني أن غياب تلك الألعاب أفقد الطفل السوداني كثيراً من قدرات وملكات الإبداع في مجالات مختلفة. } بعد أن أكملت الثانوي ماذا فعلت؟ - بدأت في مساعدة الوالد الذي كان يعمل في مجال البناء. } هل كنت بارعاً في البناء؟ - كنت أستطيع بناء حيطة. } ومهن أخرى مارستها؟ - عملت في ميناء بورتسودان أحصي بعض البضائع. } وكيف بدأت حياتك الفنية؟ - قبل أن أبدأ الفن برعت كلاعب كرة قدم في فريق الثغر ببورتسودان، والرياضة والفن مرتبطان ببعضهما، وبجانب كرة القدم كنت أهوى العزف على آلة الصفارة. } ما هي المقطوعات التي كنت تجيد عزفها؟ - كنت أجيد عزف مقاطع من الموسيقى العربية مثل مقطوعة (عزيزة) لعبد الوهاب، و(النهر الخالد)، ومقطوعات لبرعي محمد دفع الله، ولكن تغلبت الموسيقى عندي على كرة القدم. } ما هي الخانة التي كنت تلعب فيها داخل الميدان؟ - كنت مهاجماً. } أجمل هدف أحرزته؟ - في جبيت، وأذكر أن الكرة كانت قد سقطت من يد الحارس فأودعتها الشباك بطريقة خاطفة، أثارت غضب الحارس وضربني ضربة عنيفة. } هوايات كنت تمارسها؟ - الخط العربي. } وكيف بدأت العزف على الآلات الوترية؟ - أذكر أن "إبراهيم إدريس" (ود المقرن) كانت تربطه ببورتسودان علاقة حميمة، وكان له عدد كبير من المعجبين والأصدقاء، فشاهدته مع أحد جيراننا فأعجبت بطريقة عزفه، فكنت انتهز الفرصة، وكلما خرج حملت العود، وبدأت أقلده إلى أن تعلمت. } وكيف تعلمت الكمنجة؟ - في ميز بنك (باركليز) تعرفت على "مدني محمد طاهر" وكان من كبار موظفي بنك (باركليز) وكانت لديه كمنجة، ولكنه لا يجيد العزف عليها فأعطاني لها وبدأت التعلم عليها. } وكيف مارست الفن عندما حضرت إلى الخرطوم؟ - عندما حضرت إلى الخرطوم واجهتني أول مشكلة، لأن ممارسة الفن وقتها كان لابد أن تكون من خلال النقابة، والنقابة كانت محاطة بهيبة نظراً لعمالقة الفن "الكاشف"، و"أحمد المصطفى"، و"عثمان حسين"، فظللت ثلاثة أيام أدور حول النقابة إلى أن جاء الفنان "وردي" ووجدني خارج النقابة فاصطحبني معه ودخلت، ثم من بعد ذلك فكرت في دخول الإذاعة والتقيت بعلاء الدين حمزة، وكان رئيس الفرقة الموسيقية وقابلت أيضاً "مصطفى كامل" عازف القانون، فقال لي: تريد العمل بالإذاعة فأجبته بنعم، فقال لي يجب أن تقابل اللجنة بالإذاعة، وبالفعل قابلت اللجنة واعتمدتني على الفور وحددت لي مبلغاً. } هل تذكر المقطوعات التي عزفتها؟ - اللجنة لم تحدد لي مقطوعات، طلبوا مني العزف فقط، وكنت أجيد عزف العديد من المقطوعات العربية والسودانية. } هل تذكر أول فنان عزفت معه؟ - أذكر أن حفلاً أقيم بمنطقة العباسية، وكان فيه عدد من الفنانين والعازفين، ولكن الطريف في الموقف أن الفنانة الراحلة "عائشة الفلاتية" رفضت بشدة أن أكون ضمن العازفين. } وما هو سبب الرفض؟ - الفنانة عائشة الفلاتية كانت حريصة أن تتأكد ممن يعزف معها، ووقتها لم أكن معروفاً لديها، ومن هنا جاء رفضها، ولكنها اعتذرت بعد ذلك. } أول عمل سجلته بالإذاعة؟ - (حارم وصلي مالك) مع الفنان "عثمان حسين". } هل لك مقطوعات خاصة؟ - أنا لا أميل إلى التأليف الموسيقى لأن الكمنجة محتاجة إلى تدريب كبير ولكن لديَّ تقاسيم على الكمان كثيرة، وابتكرت عدداً كبيراً من (الصولوهات) في (شجن) و(الحزن القديم) و(مرحباً يا شوق) و(قالوا بتحبو) و(بعد الصبر) و(حبيبة عمري). } من خلال عملك بالإذاعة هل وجدت فرصة تدريب خارجي؟ - وجدت فرصة بمعهد الموسيقى بالقاهرة مع مجموعة من العازفين، ولكن بعد فترة التدريب رفضت العودة للسودان، وواصلت الدراسة بمعهد الموسيقى. } هل تذكر بعض عمالقة الفن الذين تعاملت معهم بالقاهرة؟ - "رياض السنباطي" و"عبد الحليم حافظ" و"الحفناوي"، ووجودي بالقاهرة كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لي في مجال الفن، لأن مصر كانت قبلة لكل الفنانين. } بعد عودتك للإذاعة ما الذي قدمته؟ - لقد عملت على تجديد شباب العديد من الأغاني مثل أغاني "عبد العزيز داؤود" و"أحمد المصطفى" وأغاني "عثمان حسين" وأحسست بفخر وإعزاز أنني شاركت في ذلك العمل وساهمت في وضع النوتة الموسيقية. } وعلاقتك بمعهد الموسيقى؟ - أذكر عندما كنت بمعهد الموسيقى بالقاهرة سمعت أن هناك معلمين كوريين جاءوا إلى السودان وهم بارعون في مادة الهارموني فاتصلت بالأستاذ "الماحي إسماعيل" فقبلت بالمعهد، بعد أن أجريت لي معادلة لشهادة القاهرة، وأكملت الدراسة بمعهد الموسيقى، وحصلت على دبلوم المعهد، ومن ثم أصبحت أستاذاً بالمعهد. } هل تعتقد أن الفنانين السودانيين موهوبون؟ - أعتقد أن الفنون عموماً تبنى على الموهبة، وبدون موهبة لن يكون هناك إبداع. } أول رحلة فنية لك؟ - كانت إلى إثيوبيا وكان معي "أحمد المصطفى" و"سيد خليفة". } كتب شكلت وجدانك؟ -(ذكرياتي في البادية) لحسن نجيلة و(العجوز والبحر) لهمنقواي. } هل كنت من عشاق السينما وما هو الفيلم الذي ما زلت تذكره؟ - السينما كانت الرافد الآخر للثقافة، و(ذهب مع الريح)، و(صوت الموسيقى) من الأفلام التي ما زلت أذكرها. } برامج كنت تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟ - برنامج الدكتور "مصطفى محمود" (العلم والإيمان)، وبرامج الدكتور "عبد الله الطيب". } فنان تفضل الاستماع إليه؟ - كل الفنانين أصدقاء بالنسبة لي، ويتفاوت كل فنان عن الآخر عندي بما يقدمه من روائع. } عازف لفت نظرك؟ - العازف "مجدي العاقب". } أيام فرح عشتها؟ - عندما عاد أستاذنا" أحمد المصطفى" معافى من لندن. } آخر رحلة فنية؟ - كانت إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
المجهر
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: محمدية: الملحمة بروفاتها كانت تحت شجرة! (Re: المعز ادريس)
|
إنّا لله وإنّا إليه راجعون "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية وادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"
اللهم أرحم الاستاذ/ محمد عبدالله محمدية وأسكنه فسيح جنّاتك اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك اللهم ألحقه بالشُّهداء
إنّا لله وإنّا إليه راجعون
| |
 
|
|
|
|
|
|
|