|
تحليل: مسرح منطقة الشام يتهيأ لإسقاط قنبلة نووية عليه خلال العقد القادم ...
|
مسرح الهلال الخصيب , وتحديداً سوريا تتهيأ أو يتم تهيئتها عمداً من أجل هذا الغرض , كل الخطوات تشي بأن هذا سيكون الهدف النهائي.
كانت سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر مبنية على مبدأ التلويح بالقوة , فهو يرى -أو مستشاري الأمن القومي الأمريكي- أن التلويح بالقوة أكثر فائدة وذو مردود إيجابي أكثر من استخدام القوة نفسها , وتجدني أوافق هذا الرأي وأنسجم معه. لكن لا يمكن أن يكون هذا التلويح مجدياً - أو يستحسن لكي يكون التلويح بالقوة مجدياً - أن تكون قد استخدمتها مرة على الأقل , وشاهد الجميع بأم أعينهم حجم الردع النابع عن القوة , وتلمس "الأعداء" حجم الألم الناجم عن ضغط هذه القوة التي تمتلكها. نجحت إلى حد كبير سياسة جيمي كارتر في ذاك الوقت والرؤساء اللاحقين له (ريغان وبوش الأب وكلينتون ) وإلى وقت قريب لم يجرؤ أحد على الإضرار بالأمن القومي الأمريكي حتى كانت حادثة 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في السنة الأولى من فترة بوش الإبن والتي غيرت من مجريات سياسة أمريكا. عندما يطول الزمن عن آخر استخدام للقوة يضعف كثيراً تأثير التلويح بها , يضمحل الناتج الإيجابي حتى تصل إلى مرحلة إنتهاء الصلاحية Expired وعندها يلزم تجديد هذه الصلاحية لتتمكن من التلويح إيجابياً بالقوة. نعلم جميعنا أن أول وآخر استخدام لسلاح الردع النووي كان في السادس والتاسع من أغسطس 1945م وضحيته مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين وقتلتا في لحظات 140 ألف ثم 80 ألف على التوالي لتتسلم أمريكا وثيقة الإستسلام بعدها بستة أيام. استراتيجية ضرورة استخدام سلاح الردع النووي نبعت من الضربة اليابانية المؤلمة والمباغتة للجيش الأمريكي في ميناء اللؤلؤ (بيرل هابر) والتي سببت جرحاً غائراً لأمريكا. مرت سبعون سنة على آخر استخدام للسلاح النووي ومرت معه مياهاً كثيرة تحت الجسر , وكان نتيجة تقادم الردع تناقص تأثيره إلى درجة التلاشي , تصرفت أمريكا بعد ضربة سبتمبر كالأسد الجريح وأعلنت الحرب على الإرهاب فغزت العراق , ومات القذافي وفي نفسه تساؤل لم يجد له إجابة (لماذا العراق؟ لا أحد يدري) وغزت أفغانستان وهذه يمكن استيعاب اسبابها , وقتلت زعيم التنظيم أسامة بن لادن ورمته كوجبة عشاء لأسماك البحر وهو إنتصار معنوي جيد ولكنه على أرض الواقع لم يكن كافياً. السبب في ذلك ببساطة هو أن تنظيم القاعدة ليست له حدود جغرافية معينة , كما أن هذا التنظيم يعتبر تنظيماً فكرياً أكثر مما هو تنظيم عضوي وهيكلي وأي مجموعة مكونة من عدة أفراد يمكن أن يكونوا بمثابة خلية تتبنى أفكاره دون أن ترتبط هيكلياً بصورة تنظيمية فعلية بهذا التنظيم , واختلفت المسميات لكن أياً كان المسمى فأفكاره هي التي تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي.
عدو بهذه الصورة والتشكيل يجعل استخدام السلاح النووي نحوه ضرب من المستحيل , لأن السلاح النووي رغم قدرته التدميرية اللامحدودة ورغم تطوره خلال العقود السبعة السابقة ما زال قليل الذكاء وربما منعدم الذكاء , فذكاء السلاح يقاس عادة بمدى قدرته ودقته في إنتقاء ضحاياه.
نواصل بعد الإفطار...
|
|
|
|
|
|