|
وحدي في الغيط ،وبساطوره الملطخ بالدماء ،حافيا ،غاضبا ،واجهني.
|
غربة طويلة ،عدنا منها،تقطعت بنا السبل وسط دروب في صحاري موحشة،،تعوي ريحها ليلا ،فيخيل اليك ان الغيلان والسعالي تنتظرك لتغمض عينيك فتبتلعك،توقد مصباحك ،فتري الثعابين والعقارب تزحف حولك تسد الفجاج،،غربة رايت فيها الموت في الطرق السريعة يتخطف شبابا في مقتبل العمر،،ذلك انهم لقلة خبرتهم،دعسوا علي البنزين لتنطلق العربه تسابق الريح،وكان هناك بعيرا مملوا كابة وضجر قد قرر الانتحار،لتختلط اجسادهم الغضة ،بلحم وعظام البعير الممزق،،كانت ليلة لاتنسي،،ذات صباح علي نهر شاري بملاوي وجدنا بطون اطفال مبقورة علي حافة النهر،،اختطفهم السحرة والمشعوذين ،،اخذو قلوبهم وكلاهم ،شربوا دمائهم معينات للسحر الاسود. صمدنا امام الرياح،الفيضانات،الاسود والفهود،لدغ العقارب،بلاد السحر والسحرة،،هناك وسط الغابات الغامضة.حيث الخرافة والاساطير عنوان الحياة البارز،،تمشي كحقيقة لا تكذب. عدت بعد غربة طويلة للديار ،مملؤا بيقين ان لم يعد هناك مايثير،،ولاشئ يخيفني،،،اقول دوما،،هاانذا،،وليس في قلبي فسحة لخوف. صارت الحقول شغلي الشاغل،،زرعت طماطمها ،فومها وعدسها،في نصف الليل والظلمة اتفقد حالها،لا احمل الا مطرقا لا ترعب ك ل با. حتي كان ذات ظهيرة،الغيط فارغ خال من ايما انسان،سلكت دربا ،من جهتيه تحاصره ترعتان،،محاطتان باشجار شوك تسد ايما مدخل،،كنت عايدا من الحقل،،ورايته من الطرف الاخر يحث الخطي نحوي... كان عملاقا يصارع بيديه الهواء،وتسمع من البعد وقع اقدامه تضرب الارض كفرس جموح،،ثم بانت لي من البعد ملابسه الغارقة في الدم،،ثم ما يلوح به،،ساطورا ملطخا في الدم.. اسرع الخطا نحوي،،غاضبا،،متوعدا ،يصرخ بصوت عال،يلوح بساطوره نحوي ،ضاقت المسافة بيننا،،لم يكن من منفذ للهرب،،ولم تكن هناك من قدرة،،ثقلت الخطا،لم اعد اسمع،برد الجسم،،هاهو لم يبقي بيني وبينه الا مقدار قليل،،شممت رائحة الدم،ورايت الغضب الناري في عينيه،،وساطوره الملون بالدم يكبر امامي... تيبست،،،الان هاهو وجه لوجه امامي.. وحدنا،،غيط فارغ الا من الريح تنوح في جنباته،،ورجل حاف،غاضب،معطونة ملابسه في الدم،،ينز ساطوره دما،،وانا متخشب امامه..
|
|
|
|
|
|