أخي محمد ، رمضان كريم ونسأل الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير، بالطبع لايمكن لكاتب أن يفي الرجل حقه ، فأستاذنا أبوحريرة لم أسعد بمعرفته حينما كان يدرس بكلية القانون بجامعة الخرطوم لكنني سمعت عنه الكثير حتى التقيته وأنا بعد محاميا تحت التمرين بمكتب الأساتذة أدهم وأبوالريش.
ربما لم يسمع به العامة إلا بعد توليه وزارة التجارة إبان الديمقراطية الأخيرة التي سقط بعدها العباد والبلاد في جب لم يجد حتى الآن سيّارة تخرجهم منه، إلا أن الرجل كان ملء السمع في قبيلة القانونيين ، كنا حديثي التخرج يملؤنا الحماس ونحن حضور في محاكمة البعثيين في خواتيم عهد نميري وقدم أبوحريرة وبعض زملائه من هيئة الدفاع دروسا مجانيه في القانون للمكاشفي ومن جاء بهم كشهود في تلك المحاكمة وكان أبوحريرة بعلمه وصلابته كفيل بأن يضع الأمور في نصابها. أتيح لي أن أكون قريبا بأبي حريرة خلال سنوات عمله بسلطنة عمان فكان ذاته الرجل العالم المتواضع الحازم الذي لايقبل التسويات في المبادئ ، يدهشك بتحليلاته السياسية والإقتصادية والاجتماعية أما في القانون ، فهو من هو، ورغم ذلك كان يخجلنا بالإستفسار والسؤال والمشورة في تواضع عجيب. تشرفت بتقديمه إلى سودانيزأونلاين مظنة أن المنبر مقروء لآلاف السودانيين ومن خلاله يمكننا أن نسعد بعلمه وأن ننهل من هذا الموسوعة ووافق مولانا رحمه الله على المشاركة بالكتابة وبالفعل استهل كتاباته هنا بسلسلة قيمة من المواضيع التحليلية عن أسباب ما صارت إليه حال البلاد، إلا أن الرجل غادرنا إلى دولة قطر التي أخذت الكثير من وقته وجهده لكنه ظل مداوما على زيارتنا بمسقط حتى أقعده المرض وانتاشته الأدواء فرحل وهو في قمة عطائه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة