كيف تضلل أمنجية الانترنت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 03:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2014, 04:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشحاذون و مفارقة المنفى "الضحية و الجلّاد معاً" (Re: عبد الحميد البرنس)

    في المقطع التالي يبدو سحر السرد.عالم الشحاذين ينكشف تماماً في أبعاده المأساوية،من "بدائيته" و حتى آخر مراحل "تطوره"،و أن حاول السرد أن يجعل ذلك موارباً تاركاً ذلك لفطنة القارئ أو ربما سيعود إليه لاحقاً. و يستمر عكس الأبعاد المأساوية -عبر الفلاش باك-حين يجمع المنفى بين "الأمنجي السابق" و ضحايا الامنجيين:

    Quote: لم يكن "التسول" قد تطور في تلك الأيام بعد وصار له نظريات علمية ومدارس وحيل تدهش الشيطان نفسه كما يحدث هذه الأيام. كان "الشحاذون" وقتها واضحين في عرف المجتمع كالشمس في رابعة النهار. يجلسون عادة بعد صلاة الجمعة مباشرة عند بوابات المساجد يحنون رؤوسهم لكرامتهم أويمدون أياديهم في صمت ومسكنة. وكان هذا ذكاء في مخاطبة أناس خرجوا للتو مشبعين بكلام الله والأجر العظيم للصدقات وإعانة الضعفاء وأبناء السبيل وربما المؤلفة قلوبهم إذا ما وجدوا آنذاك. أما في سائر الأيام الأخرى فقد كانوا يتفرقون بين الأحياء. وكان هذا ذكاء آخر بعد أن أدركوا أن الشياطين ترافق المحسنين في الأسواق والذين قست قلوبهم كذلك يسدون منافذها عند كل ركن وحجر بينما النساء والأطفال والمتقاعدون الذين ينتظرون الموت بوجوه طيبة يهيمون بعواطفهم بين البيوت كرحمة منزلة من الله على عباده الضعفاء. هكذا كان الشحاذون في أيام الله الأخرى يطرقون أبواب البيوت أويجلسون قرب سبيل أوأسفل ظل نيمة ويرفعون عقيرتهم بتلاوة آيات الترغيب والترهيب قبل أن يتوقفوا فجأة للدعاء لمحسن أومحسنة أوزهرة من بستان الطفولة. وقد بدت سحناتهم ضاوية وبشرتهم متسخة وأسمالهم بالية. ولعل كل هذا لم يدفع الناس في يوم من الأيام إلى الوقوف عندهم قليلا أوكثيرا ليعيدوا النظر في حقيقة وجودهم كمتسولين ما عدا "الأمنجي السابق" الذي كان وقتها طفلا في سن السادسة بعينين مستطيلتين بدتا على الدوام خاليتين من البراءة بعكس ماتقتضيه طبيعة الأشياء تماما.

    كانت الساعة تشير وقتها إلى العاشرة صباحا، عندما تسلل "الأمنجي السابق" من منزل والديه، بحثا عن اللعب مع بعض الأتراب الذين كان أغلبهم يفر من أمام وجهه كما لو أن عاصفة تدفع بأقدامهم الخفيفة كريشة، وما تبقى منهم لم يكن يمنعهم من الهرب والبحلقة في عينيه الشيطانيتين سوى الرعب تاركين أمرهم لرحمة ظهور الكبار ومن ثم الشروع في الشكوى والبكاء في أية لحظة وربما التبول في سراويلهم الصغيرة قبالة عينين ماتنفك تشرعان في التلون في الدقيقة الواحدة لأكثر من أربعة عشر لونا مختلفا، وما زاد من مأساة العصافير الصغيرة أنهم كانوا يتلقون لجبنهم ضربا مبرحا من أهلهم الذين ما كان بوسعهم تصديق تلك الروايات المسرفة في الخيال، والحق كان الأمنجي السابق على صغر سنه على درجة عالية من البراعة أتاحت له دائما إمكانية العودة إلى وضع عيون الناس الطبيعي في الثانية المناسبة.

    كان الشارع يخلو في تلك الساعة من أثر لقدم متحركة على مدى اتجاهيه المتربين. لا أثر كذلك لأطفال في الجوار. ولم يدر في خلد "الشحاد" الحسين ذي الخمسين عاما الذي ظل يجلس أسفل شجرة نيم على الجانب الآخر من الشارع مرتلا سورة (ق) بصوته العذب الجميل أنها ستكون الساعة نفسها التي سيرى خلالها الجحيم نفسه في هيئة طفل في السادسة. كذلك وبهدوء شديد وضع "الأمنجي السابق" يديه داخل جيبيه الفارغين، وأخذ يتلفت يمنة ويسرة، وبالفعل لم يكن هناك حتى مجرد ك ل ب ضال يمكن قذفه بحجر تزجية على ما يبدو للملل، هكذا لم يكن هناك سوى شخص واحد وحيد يجب الاتجاه إليه رأسا وبلا هوادة. أجل.. إنه الحسين.. ذلك الشحاذ الأعمى الذي ولاريب أخطأه الحظ تماما في ذلك اليوم المشئوم.

    أثناء الخطوات القليلة التي كانت تفصله عنه، ومضت آنذاك في ذهن "الأمنجي السابق" فكرة لابد أن الشيطان نفسه قد توقف أمامها بكثير من الإجلال، تماما كما يفعل الناس عادة حين يقفون فاغري الوجه أمام ساحر يتكلم بواسطة أذنيه، ولو أن الحسين كان يعلم بعاقبة تنفيذ تلك الفكرة على النحو الفوري الذي جرت به الأحداث لاتخذ مجلسه قبل ولادة "الأمنجي السابق" على بعد ثلاث مدن رئيسية، وهي في رأيي الشخصي مسافة كافية يمكنه خلالها الإعداد للسفر إلى بلاد بعيدة مثل كندا قبل أن يكبر "الأمنجي السابق" في غفلة من الزمن ويحدث في خلق الله مالم يحدثه النجار في العود، لكن هذا الحل نفسه يبدو الآن في محل شك بعد أن أخذ المنفى يجمع في آخر الزمن "الجلاد" و"الضحية" معا وبنفس الحقوق والواجبات لولا حيلة "الجلاد" الواسعة.
                  

العنوان الكاتب Date
كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 12:41 PM
  Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 01:49 PM
    Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:01 PM
      Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:21 PM
        Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:38 PM
          Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:55 PM
            Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 04:57 PM
              Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 07:17 PM
                Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 07:56 PM
                  Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 10:37 AM
                    Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 11:54 AM
                      Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 02:44 PM
                        الهيئة القومية للاتصالات في السودان osama elkhawad06-12-14, 08:55 PM
                          Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-13-14, 10:59 AM
                            Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-13-14, 02:21 PM
                              Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-14-14, 10:25 AM
                                الشحاذون و مفارقة المنفى "الضحية و الجلّاد معاً" osama elkhawad06-14-14, 04:38 PM
                                  Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; عبد الحميد البرنس06-14-14, 05:52 PM
                                    Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; Mohamed E. Seliaman06-15-14, 08:22 AM
                                      Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; عبد الحميد البرنس06-15-14, 10:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de