كيف تضلل أمنجية الانترنت

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-24-2024, 05:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2014, 02:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان (Re: عبد الحميد البرنس)

    هناك، على الأرض، أسفل شجرة البان نفسها، جلسنا نتحدث قليلا قبل أن يواصل كل منا رحلة البحث عن جلاده القديم، وقد بدأت أشعة الشمس تتراقص في هيئة نقاط ضوئية صغيرة على أنحاء متفرقة من جسده النحيل الذي أرهقه قفز بين أشجار بدت آثارها واضحة على كفيه اليابسين كخفي بعير ظل يقفز فوق أرض مليئة بأعشاب "الضريسا" الجارحة. وكنا نقتات بعض نبات بري بلا طعم:

    - "هل نزع مخك فعلا.. يا أخي"؟؟!.

    فقط رفع رأسه المطرقة نحوي. أشحت بوجهي بعيدا نحو السماء الزرقاء وراء أغصان البان. كانت عيناه مليئتان بدموع وفمه فيما بدا لي يكابد انفلات صرخة هائلة لا سبيل إلى كتمانها طويلا. وفجأة بدا الرجل يصدح بغناء جميل لم أطرب لمثله قط. ونظرت إليه. كان قد توقف عن الغناء منذ وقت. وسألته مرة أخرى:

    - "أعذرني يا أخي.. ولكني كنت ساهما محلقا برفيف أجنحة صوتك العذب الجميل مثل راحة والد فقدته حين مات وتركنا نواجه هذه الحياة من غير معين سوى الله وخالي حسين.. وأصدقك القول كان في غنائك شيء مثل همهمات أمي وهي تبيع الطعام لتلاميذ المدارس في صباح.. وشيء آخر مثل نظراتها المختلسة إلى السماء وهي تبيع حزم الزهور الصغيرة في العصر أمام المستشفيات.. إلا أنه خيل لي أن صوت إيقاع أوطبل شفيف كان يصاحب صوتك.. ولا أثر لإيقاع هنا أوطبل".

    وقال لي ضاحكا هذه المرة وهو يشير إلى رأسه:

    - "ها هي ها ههي، هذا... هذا صوت رأسي يا أخي بعد أن إنتزع مخي ذلك الأمنجي".

    هنا.. إقتربت منه، وحين بدأت النقر بأصابعي مليئا بكل تلك الدهشة، لم أكن أسمع في الواقع صوت الإيقاع نفسه، كان صوت أشبه بالصوت الصادر من داخل البرميل المجوفة حتى أن العصافير الذي أقبلت منذ قليل وهي تحرك رأسها طربا فوق الأغصان جفلت طائرة دفعة واحدة. آنذاك أدركت بحزن عميق أن صوت الإيقاع تصدره الأصابع لا الإيقاع نفسه. أجل.. أشعرتني هذه الحقيقة بحزن تماما كذلك الحزن الذي يشعر به أحيانا كاتب تجاه كاتب أكثر منه موهبة وأطول باعا. لا.. ذلك لم يكن حزنا بل كان حسدا. قلت له وأنا أسند ظهري إلى ساق شجرة البان ممددا ساقي أمامي:

    - "إذا عثرت على الأمنجي الذي انتزع مخك.. ما أنت فاعل به"؟.

    قال:

    - "لقد رأيت في المنام أني إذا غنيت أمامه سيذوب مثلما تذوب قطعة الثلج في منتصف نهار قائظ". وقال: "أنت تبدو أكبر عمرا مني. ولكني أريد أن أسألك سؤالا محددا فلا تتعجب مني ناشدتك الله. هل الدنيا دي كانت موجودة قبل ولادتي"؟؟؟!.

    فكرت في سؤاله العجيب بينما أخذ يحزم أمتعته القليلة التي كان يحملها في مخلاة متسخة يعلقها على ظهره استعدادا للقفز كرجل عاقل يعلم جيدا خطورة السفر في تلك الأيام بالسيارات مرة أخرى. قلت له ونحن وقوفا:

    - "أعتقد أن هذا العالم كان موجودا قبل ولادتك وسيبقى بعد موتك".

    قال:

    - "أتمنى ألا تكون هناك أحزان مثل هذه.. ولكني سأغني إلى حين أجلي".

    قلت منزعجا من مثل هذا الحديث:

    - "عليك أن تنتبه في طريقك الآن.. وألا تمر بمستعمرة القرود تلك كيلا تجد نفسك محبوسا داخل قفص في مكان ما من حديقة الإنسان".

    قال بثقة:

    - "سأغني لهم وبعدها سيدعونني أمر بسلام".

    قلت:

    - "في هذه اللحظة فقط سيتعقبونك إلى نهاية العالم كشيء ثمين لابد من الحصول عليه بأية وسيلة.. ولن يصيبهم اليأس من مطاردتك حتى لو كنت تفر أمامهم بساق طائرة".

    قال لي والخوف يلوح في عينيه لأول مرة:

    - "ربما كنت محقا".

    ومضى كل منا في طريق.

    هكذا واصلت البحث عن جلادي القميء في تلك الأيام. ولم يحدث مطلقا أن أسعفني الخيال لثانية أني سأجده بعد مرور سنوات طويلة في تلك المدينة الكندية الصغيرة التي تبدو معها مسألة السفر إلى نيالا مقارنة بالذهاب إليها كما لو كنت تمد يدك لتناول شيء من مائدة أمامك. كنت أتقافز من شجرة إلى شجرة. وكان رفيقي التأمل والتاريخ أحيانا:

    "ثم تولى بعده السلطان محمد تيراب.. وكانت أيامه كلها خصبا ودعة ورخاء أسعار. إلا أنه آخر أمره كرهته الناس، لظلم أولاده، لأن له ما ينوف عن ثلاثين ولدا ذكرا غير الإناث. فصاروا يركبون ويجوسون خلال البلاد، وكلما سمعوا بشيء جميل أخذوه من صاحبه، ويكلفون الرعية ما لا تطيق، حتى كان فيهم ابن له يقال له: مساعد، كان من عتوه وتجبره يأبى أن يركب الخيل، بل كان يركب ظهور الآدميين. فكلما وجد شابا أمر بالقبض عليه وركبه حتى أعياه، وربما سافر السفر البعيد، لا يركب فيه جوادا ولا حمارا، بل ينتقل على الناس حتى ينتهي سفره. وإذا لم يجد غريبا ركب رجلا من جماعته، وكانت الرعية ترفع شكايتهم لأبيهم، فكان لا يشكوهم ولا يقبل منهم شكاية. بل ربما غضب وقال: إن هذا لهو العجب. إقليم مثل هذا لا يتحمل أولادي، وكلما عملوا صغيرة يشكون إلي؟!، فلما رأى الناس ذلك أبطلت الشكوى، ورفعت أمرها إلى الله عز وجل".
                  

العنوان الكاتب Date
كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 12:41 PM
  Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 01:49 PM
    Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:01 PM
      Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:21 PM
        Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:38 PM
          Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 02:55 PM
            Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 04:57 PM
              Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 07:17 PM
                Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-11-14, 07:56 PM
                  Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 10:37 AM
                    Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 11:54 AM
                      Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت عبد الحميد البرنس06-12-14, 02:44 PM
                        الهيئة القومية للاتصالات في السودان osama elkhawad06-12-14, 08:55 PM
                          Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-13-14, 10:59 AM
                            Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-13-14, 02:21 PM
                              Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان عبد الحميد البرنس06-14-14, 10:25 AM
                                الشحاذون و مفارقة المنفى "الضحية و الجلّاد معاً" osama elkhawad06-14-14, 04:38 PM
                                  Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; عبد الحميد البرنس06-14-14, 05:52 PM
                                    Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; Mohamed E. Seliaman06-15-14, 08:22 AM
                                      Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; عبد الحميد البرنس06-15-14, 10:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de