بوب مارلي : مشوار غناوي وحكاوي..!

Quote: يحكى أن نيلسون مانديلا كان سعيدا جدا بمقدم بوب إلى أرض أفريقيا، على بعد أميال من جنوب افريقيا.. في ذلك اليوم حصلت فرقة بوب على أكبر تكريم دولي لها.. تمت دعوة بوب وفرقته إلى إحياء حفل في يوم إعلان استقلال روديسيا، التي أصبحت بعد الإستقلال مباشرة تسمى "زيمبابوي"، نفس إسم الحضارة الأفريقية القديمة التي كانت في تلك الأرض قبل ألفي عام.. في نفس اليوم، الثامن عشر من أبريل من العام 1980، وفي نفس الساحة التي يسلم فيها الرئيس الجديد روبرت موجابي علم بريطانيا إلى الأمير تشارلز ويرفع علم بلاده المستقلة، في نفس المكان والزمان سيغني بوب وفرقته بدعوة رسمية من حكومة الدولة الأفريقية المستقلة.. كانت الدعوة لبوب وفرقته وحدهم لأن يعلنوا استقلال زيمبابوي مع اهلها، أي لم تكن هناك أي فرقة موسيقية أخرى مدعوة في هذا اليوم.. قبل بوب وفرقته الدعوة وتعهد بوب بكافة تكاليف السفر وإحياء الحفل من جيبه الخاص، أي أنه رفض تماما أن تدفع له حكومة زيمبابوي أو لفرقته شيئا مقابل حضورهم في هذه المناسبة التاريخية: آخر يوم يرفرف فيه العلم البريطاني في أفريقيا.. فوجئ بوب وفرقته بأن أغنية "زيمبابوي" -التي كتبها وغناها بوب- كان يحفظها ويرددها أعضاء جيش التحرير الوطني لزيمبابوي أكثر من نشيد علمهم الجديد.. كانت هذه الأغنية تقريبا هي نشيد علم زيمبابوي الفعلي بالنسبة لهم.. وهي أغنية قد غناها بوب منذ فترة قبل استقلال زيمبابوي لدعم جيش تحرير زيمبابوي الوطني.. اصبحت هذه الأغنية في تلك الفترة بين ظهورها واستقلال زيمبابوي نشيد العلم الفعلي بالنسبة لأهل زيمبابوي.. لم يكن بوب وفرقته على علم مسبق بتفاصيل دورهم في يوم استقلال زيمبابوي، ففوجؤوا بأنهم مسجلون مباشرة بعد عملية تسليم العلم البريطاني ورفع العلم الجديد، في موقع تاريخي في البلاد به أهرامات تنسب لعهد سليمان وملكة سبأ.. تأخر بوب وفرقته في التحضير لإحياء الحفل لمدة عشرين دقيقة قبل أن يبدأوا، ولم يكن عند علمهم أن هذا الحفل في اليوم الأول كان مخصصا لجمهور مختار، هم الحكومة الجديدة ووفد بريطانيا برئاسة الأمير تشارلز وأعضاء جيش التحرير الوطني، وكانت الجماهير من أهل زيمبابوي معترضة جدا على هذه الصفوية التي تمنعهم من مشاهدة بوب وفرقته في ذلك اليوم التاريخي لبلادهم.. ولكن كان مقررا في جدول الزيارة أن يقوم بوب وفرقته بعرض أخر في اليوم التالي لعامة الشعب، وقد كان.. وشارك بوب وفرقته أهل زيمباوي فرحتهم بكل خصوصيتها ومعانيها.. غنى بوب أغنية (الحرب) وأغنية (زيمبابوي) لشعب زيمبابوي، وأغاني أخرى.. وكان تجاوب ذلك الشعب معه بلا حدود، حتى أنه واصل في يوم الإستقلال مع ترحيب الجماهير وأخذ وقتا أكبر بكثير من الوقت المحدد له في الجدول.. من الطريف أيضا ما يحكى أن بوب وفرقته في رحلتهم لزيمبابوي كانوا قد غيروا الطائرة في مطار نيروبي، وتصادف أن كان في نفس المطار في نفس الوقت الوفد البريطاني برئاسة الأمير تشارلز الذاهب أيضا إلى زيمبابوي ليتسلم علم أمه الملكة.. في حين انتظار بوب وفرقته للطائرة التي ستنقلهم لزيمبابوي، جاءت مجموعة من الوفد البريطاني تبلغ بوب بأن الأمير تشارلز يريد أن يحظى بمقابلته.. كان رد بوب على هذه الدعوة واضحا: "إذا كان يريد أن يقابلني، فليأت هو لي.. أنا لم أطلب مقابلته كي أذهب له"..