ركـــن بنات وأبناء كســـلا ( خيــرات)

Quote: عرف الشاويش خضر علي بشير ببلاءه الحسن في محاربة التهريب في كسلا الخمسينات. لم تكن البكاسي واللاندكروزرات قد ظهرت بعد فاليابان نفسها كانت لا زالت تعاني من ويلات هزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، وكانت الجمال والكوامر هي وسيلة مقاومة المهربين الذين كانوا يستعملون الجمال في الغالب الأعم. وقد كان البن الحبشي والسكر هما السلعتان الأكثر رواجا في عمليات التهريب ، إلا أن سلعا أخرى مثل الروائح والساعات والخمور كانت أيضا على القائمة فقد كان سوق تسني من أهم أسواق المنطقة في ذلك الزمان وكانت كسلا تستقبل التفاح والمشمش وغيرها من الفواكه والحلويات والعصائر وصابون اللوكس وساعات الرومر كل أسبوع عبر السكة حديد التي كانت تربط بين المدينتين. عرف الشاويش خضر على بشير بالشجاعة والمقدرة الفائقة على المناورة وكان يسبب صداعا دائما للمهربين الذين حاولوا شراءه عدة مرات دون جدوى ، وحاول بعضهم اغتياله وقد أصيب في واحدة من تلك المحاولات إن لم تخني الذاكرة لكنه ظل كما كان صامدا في أداء واجبه. وللشاويش خضر معرفة هائلة بالحدود السودانية الإرترية في منطقة كسلا فهو يعرف كل العلامات الحدودية كما سمعت سواء أن كانت داخل الخيران أو على قمم الجبال ، وقد أفادته هذه المعرفة الموسوعية في عمليات متابعة المهربين. سمعت لاحقا أن الشاويش خضر على بشير قد حصل على ترقية لرتبة الضابط بسبب أداءه الرائع في مجال عمله. أما بالنسبة لمدينة تسني فإن ظروفي خلال إقامتي بكسلا لم تسمح لي بزيارتها خاصة وأنها اشتهرت بما كان أهلنا دائمي التحذير منه. ولكني تمكنت من زيارة المدينة في نوفمبر 2000 وقد بلغت من العمر عتيا ، وقد دهشت عندما رأيتها فبعد سنوات حرب التحرير الإرترية الطويلة أصبحت تسني أثرا بعد عين. غير أن بعض المباني القديمة التي لا زالت قائمة تؤكد مجد المدينة في الزمان الماضي ، وتسني هي في الحقيقة التوأم الثاني لمدينة كسلا بالرغم من الحدود الدولية التي تفصل بينهما. لم تكن الحرب قد نشبت بعد في الخمسينات لذلك فقد كان يكفي ثلاثة من أفراد الهجانة في نقطة بوليس عواض لحراسة الحدود بين البلدين من الجانب السوداني ، وكانت حركة المواطنين سهلة ومنسابة.