|
الجزيرة ليست خاسرة ، والوطن يخسر بفقدها
|
أ حين كان المشروع قاائما .. وحين كان دخله يمثّل غالبية إيرادات الميزانية من العملات الصعبة .. وحين كان بالمشروع آلاف الموظفين والعمال من كل أنحاء السودان يستلمون مرتباتهم بصورة منظمة وحين كان المشروع يمتلك السيارات والآليات والعقارات وحين كان المشروع يستقبل كل عام آلاف العمال الزراعيين من كل أنحاء السودان في مواسمه المختلفة وحين كانت الدولة شريكا أصيلا وأمينا مع المزارع كان المزارعون ينتظرون بفارع الصبر صرفيات الأرباح والعلاوة التي تأتيهم على ثلاث دفعات فكانت هي الصرفيات الأساسية ، وهي تمثل صافي مداخيلهم بعد خصم جميع السلفيات التي يستلمها المزارعون من الدولة في بداية الموسم وكانت هذه الصرفيات تنعش المشروع إنعاشا اقتصاديا كبيرا .. ويعيش المزارعون عليها بقية العام بالإضافة لحصادهم من الذرة والفول كيف كان المشروع يصرف أرباحا للمزارعين وهو خسران ؟ كيف يمكن أن يطلق المشروع اسم ( الأرباح والعلاوات ) على هذه الصرفيات الضخمة ، وتكون الحقيقة أن المشروع خسران ؟ كيف يمكن للمشرةع الضخم أن ينفق بسخاء على عمالة ضخمة ويسلمهم مرتباتهم بانتظام شهريا وفي مناطق عملهم المتباعدة ، في وقت يواجه فيه الخسائر؟ كيف يمكن أن يكون المشروع خاسرا وهو يستقبل من أنحاء السودان المختلفة كل عام آلافا من العمالة الزراعية في موسمي الإعداد والحصاد ؟ كيف يمكن أن يرمي الرئيس المشروع بالخسارة ، وهو مشروع يدر دخلا لهذا الكم الهائل من الأسر السوداانية مزارعين وموظفين وعمال ؟ والمشروع كان يقدم للمزارعين وكل من يعيش في حدوده ( مجانا )، مياء الشرب دعم التعليم دعم الصحة والدواء وصحة البيئة تعليم الكبار الإرشاد النسائي تنظيم النشاط الرياضي ودعمه دعم الأندية الاجتماعية والثقافية بالقرى دعوة الفرق الفنية والثقافية والسينما المتجولة لزيارة القرى وتقديم أعمالها تقديم الدورات التطويرية والتدريبية للمزارعين ومهرجانات الإنتاج إشراك المزارعين في إدارة المشروع -الصمد كمثال على ذلك - من اين للمشروع بميزانية ضخمة يقدم بها كل هذا وغيره وهو خسران وهل الجدوى الاقتصادية لأي مشروع قومي تحسب دون اعتبار كل التفاصيل الاقتصادية والاجتماعية التي يقدمها للمواطنين ؟
نريد مشروعنا الخاسر .. أعيدوه لنا .. ولا تقدموا له أي دعم من الدولة .. ولا تأخذوا من مردوده شيئا ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|