كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 06:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2014, 01:46 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر


    كيف سطا السيد هوجن على البنك
    قصة قصيرة: جون ستاينبك
    ترجمة: مصطفى مدثر

    في يوم السبت السابق لعطلة عيد العمل للعام 1955 وفي التاسعة وأربع دقائق ونصف الدقيقة صباحاً، سطا السيد هوجن على البنك.
    كان في سنه الثانية والأربعين، متزوجاً ووالداً لصبي وصبية هما جون وجون، إثنا عشر وثلاثة عشر عاماً على التوالي. كان اسم السيد هوجن هو جون والسيدة هوجن كان اسمها جون ولكن ولأنهما تناديا ماما وبابا فقد حررا اسميهما خالصين للطفلين الذين أُعتبرا غاية الذكاء بالنظر لعمريهما حين قفز كل منهما فصلاً دراسياً.
    عاش آل هوجن في العنوان 215 شارع شرق بابل في منزل سقفه بني القرميد مشذّبٌ باللون الأبيض. كانا منزلان. وكان رقم 215 هو المقابل لعمود الإضاءة، ذلك الذي به شجرة ضخمة في فنائه، هي إما بلوط أو دردار، الشجرة الأضخم في كل الشارع وربما في المدينة كلها.
    كان جون و جون في سريريهما وقت السطو، لأن اليوم كان سبتاً.
    في التاسعة وعشر دقائق صباحاً كانت السيدة هوجن تعد كوب الشاي بنفس الطريقة التي ظلت تعده بها دائماً. وكان السيد هوجن قد ذهب للعمل مبكراً.
    شربت السيدة هوجن شايها بتؤدة، فهي تشربه ساخناً حارقاً، وقرأت حظها في أوراق الشاي. كانت في قاع الكوب سحابة ونجم ذو خمسة أطراف، إثنان منهما قصيران ولكن ذلك كان في حوالي التاسعة وإثني عشر دقيقة. أي بعد تمام السطو.
    الطريقة التي إتبعها السيد هوجن في السطو على البنك كانت غاية في الإثارة. فهو قد أولى الأمر قدراً كبيراً من التفكير ولأمدٍ طويل. لكنه لم يناقشه مع أحد. كان يقرأ الصحيفة ويستشير نفسه. ولكنه توصل، لرضاه التام، لأن الناس يذهبون لكثير من المشقة في السطو على البنوك ما يدخلهم في البهدلة. كان يفكر دائماً أن الأبسط هو الأحسن. وأن الناس يقحمون أنفسهم في كثير من الإضطراب والفوضى والسلوك الخالي من الأخلاق. وإن لم تفعل ذلك، إن طرحت الشعوذة والدجل من تخطيطك، فإن السطو على بنك يمكن أن يكون مشروعاً سديداً نسبياً، إذا تغاضينا بالطبع عن نوعية الحوادث غير محتملة الحدوث. ولكن، وعلى أي حال، فإن الحوادث يمكن أن تحدث لرجل يعبر الطريق أو أي شيئ!
    وبما أن طريقة السيد هوجن سارت بشكل جيد فإنها أثبتت أن تفكيره كان سديداً. ولقد فكر كثيراً في تأليف كتاب ضغير كمرشد إلى التكنيك الذي إتبعه، وكانت على أيامها، كتب (كيف تفعل كذا...) موضة صارخة. بل هو توصل لصياغة الجملة الأولى في كتابه وتقرأ: لكي تنحج في السطو على بنك دع كل ما هو شعوذة وهنكي بانكي خارج تخطيطك.
    لم يكن السيد هوجن مجرد موظف في بقالة فتوشي. كان أشبه بمدير. وكان قابضاً على كل أمر حتى أنه استأجر وطرد الصبي الذي كان يقوم بخدمة التوصيل للمنازل بعد نهاية يومه الدراسي. وقام أيضاً بكتابة طلبيات مع الباعة وتم ذلك، أحياناً، والسيد فتوشي موجود بالمحل، يحادث، ربما، أحد الزبائن.
    - افعلها يا جون. كان فتوشي يصيح به ثم يهز رأسه قائلاً للزبون:
    - جون يعرف كل شيئ. لقد كان معي- كم سنة لك معي يا جون؟
    - ست عشرة سنة.
    - ست عشرة سنة؟ إنه يعرف البزنيس مثلي تماماً. ياخي إنه حتى يقوم بتوريد المال للبنك.
    وقد كان! كلما سنح له العمل، مضى السيد هوجن إلى مخزن المحل المطل على زقاق. خلع مئزر العمل وارتدى معطفه ورباط عنقه، ثم مضى عائداً عبر المحل إلى مكان آلة النقود حيث تكون الشيكات والأوراق المالية جاهزة داخل دفتر البنك الملفوف بشريط مطاطي. بعد ذلك يغادر جون للمبنى التالي لمبنى المحل ويقف على نافذة الصراف ليسلم الشيكات والأوراق المالية للسيد كاب وربما قضى معه وقتاً في الثرثرة. وحال استرداده دفتر البنك يتأكد من الإدخال الذي حدث فيه ويعيد وضع الرباط المطاطي حول الدفتر ويدخل من الباب التالي راجعاً بقالة فتوشي ويعيد وضع الدفتر داخل آلة النقود ثم يواصل للمخزن. يخلع معطفه ورباط عنقه. يرتدي مئزره ويرجع إلى عمله في البقالة. وإن لم يكن هناك طابور أمام صراف البنك فالأمر، بما فيه الثرثرة، لا يأخذ منه أكثر من خمس دقائق.
    كان السيد هوجن رجلاً يلاحظ الأشياء. وعندما حان وقت السطو على البنك وضعته هذه الخصلة في المكان الجيد. كان قد لاحظ، مثلاً، أن الأوراق المالية من الفئات الكبيرة، توضع في الدرج تحت طاولة الخدمة. ولاحظ الأيام التي يكون فيها عدد الأوراق الكبيرة كبيراً. فيوم الخميس هو يوم قبض الرواتب في الفرع المحلي للشركة الأمريكية للمعلبات، على سبيل المثال، ولذا سيكون هناك مزيد من الأوراق المالية الكبيرة. وفي بعض أيام الجمع يقوم الناس بسحب المزيد من المال ليغطي مصاريفهم في عطلة نهاية الاسبوع. لكن الفرق بين الخمائس والجمع وصباحات السبوت قد لا يصل لألف دولار. السبت، حقيقةً، ليس أحسن الأيام لأن الناس لا يبكّرون في الحضور للسحب والبنك يغلق أبوابه عند الظهيرة. لكن السيد هوجن أعاد التفكير وتوّصل لأن السبت السابق لعطلة نهاية اسبوع طويلة، وفي الصيف، هو أحسن الأيام قاطبة. فالناس يكونون على سفر واجازات وهناك أقارب يزورون والبنك يكون مغلقاً يوم الإثنين.
    فكّر في هذا الأمر ونظر. وبات مؤكداً لديه أن درج الأوراق المالية في صباح يوم السبت السابق لعطلة عيد العمل يحتوي ضعف المبالغ التي يحتويها في الأيام الأخرى. عرف ذلك ورآه عندما فتح السيد كاب درج الأوراق.
    فكر السيد هوجن في ذلك الأمر طوال تلك السنة. ليس كل الوقت طبعاً ولكن كلما سنحت له سانحة. وكانت تلك سنة عامرة بالمشاغل، أيضاً. كانت السنة التي أصيب فيها جون و جون بالنُكاف، أبو عديلات. وخلعت السيدة هوجن أسنانها وتم تركيب طاقم بديل لها. تلك السنة كان السيد هوجن سيد محفله الماسوني بما يستغرقه ذلك من وقت. أيضاً مات في تلك السنة لاري شيلد وكان أخ السيدة هوجن الذي تمت مراسم دفنه من منزل آل هوجن في 215 شارع شرق مابل.
    كان لاري أعزباً وكانت له غرفة في دار باين تري. لعب لاري البلياردو تقريباً كل أمسية. كان يعمل في سيلفر داينر، ولأنهم كانوا يغلقون أبوابهم في التاسعة مساءً فإن لاري كان يذهب ليلعب البلياردو في محل لوي لمدة ساعة. ولكل هذا كانت المفاجأة أنه ترك ما يكفي من المال بحيث تبقى ألف ومائتان دولار بعد دفع تكاليف دفنه. وكان الأكثر ادهاشاً أنه ترك وصية لصالح السيدة هوجن ولكنه كتب البندقية ذات الماسورتين ومن عيار 12 للسيد جون هوجن الصغير. وفرح السيد هوجن لذلك رغم أنه لم يمارس الصيد يوماً وقام بتخزين البندقية خلف دولاب الحمام حيث كان يواري الأشياء من جون الصغير. لم يكن يرغب في أن يتعاطى أطفاله مع البنادق ولم يشتر أي خزنة مقذوفات. ومن تلك الألف ومائتين اشترت السيدة هوجن طقم أسنانها كما اشترت دراجة لجون. ولجون البنت اشترت شنطة حمل دمي ودمية تمشي وتتحدث ولها ثلاثة فساتين غيارات، وحقيبة صغيرة بطقم مكتمل لمكياج لعب أطفال. ورأى السيد هوجن أن هذه الأشياء قد تفسد الأطفال ولم يبدُ ان ذلك صحيحاً منه لأن نمرهم في المدرسة ظلت جيدة كما هي وتحصّل جون على وظيفة توزيع صحف. كانت سنة عامرة بالمشاغل حقاً. وأراد جون وأخته أن يسجلا في مسابقة (أنا أحب أمريكا) القومية لمقدمها و. د. هيرست. ورأى السيد هوجن أن ذلك شطط لكنهما وعدا بأن يفعلا ذلك أثناء اجازة الصيف فوافق، أخيراً.
    ولم يلاحظ أحد أي شيئ مختلف في السيد هوجن. صحيح أنه كان يفكر في السطو على البنك ولكنه كان يفعل ذلك في الأمسيات فقط وحين لا يكون هناك اجتماع لمحفله أو فيلمٌ أرادوا أن يذهبوا لمشاهدته. لذا فإن الأمر لم يتحوّل عنده لوسواس ولم يلاحظ الناس أي تغيير عليه.
    ولأنه درس كل شيئ بعناية فائقة لم يجده اقتراب عطلة عيد العمل غير مستعدٍ أو عصبي.

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-06-2014, 06:46 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر mustafa mudathir09-06-14, 01:46 AM
  Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر mustafa mudathir09-06-14, 03:44 PM
    Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر mustafa mudathir09-06-14, 06:07 PM
      Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر mustafa mudathir09-07-14, 07:18 PM
        Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر عبدالعزيز عثمان09-07-14, 07:53 PM
          Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر سليمان القرشي09-07-14, 09:49 PM
          Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر معاوية الزبير09-07-14, 10:13 PM
            Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر أبوبكر عباس09-08-14, 04:51 AM
            Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر dardiri satti09-08-14, 06:54 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de