بلا استثناء في المساجد قبل و عقب الصلوات .. في الخلاوى و الحناجر ترتفع بتلاوة آيات القران .. في المدارس و المصالح الحكومية .. في الشوارع .. الشيوخ و الشباب و النساء و الأطفال .. الكل بلا استثناء انقطع في دعاء صادق أن يمُنَّ اللهُ بالشفاء و العافية لقائد الأمة المشير عمر حسن أحمد البشير. هل كان ضربا من المستحيل أن يصدر ذلك من الشعب السوداني لو أن البشير استحق ذلك؟ هل كان سيشمت على مرضه الحلقومي و الرُّكبي لو أنه طوال سنوات حكمه أشاع العدل و بسط الحكم الراشد؟ هل كان الشعب السوداني سيدعوا عليه لو أنه وظّف عائدات البترول في خدمة المواطن بدلا من الحرب الطاحنة و الفساد المنتن المحمي؟ الآن من الذي سيدعو للبشير بالعافية؟ أراهن و لا حتى الذين يجاهرون بحبه من حزبه. حين يتأذى منك الكل .. حين تتأذي ذاتك من ذاتك .. أعرف أنك منبوذ و غير مرغوب فيه .. و أن الذين يكيلون لك المدح ما هم إلا مكرهين .. أو منافقين .. أو منتفعين و عليه .. فإن تبسمهم في وجهك نفاق أصفر لا ينفعك في مصابك منهم شيئ.
الحقيقة التي تثبتها الكتابات و التعليقات و (الونسات) اليومية أن الغالبية العظمى باتت إما شامتة أو داعية عليه .. كيف لا و ما من بيت سوداني إلا و لُدغ بوجه أو آخر مرات و مرات من جحر السياسات الخرقاء للبشير و من معه .. دماء سالت .. حرمات انتُهكت .. حدود سودانية اُستُبِيحت .. أموال عامة نُهبت .. شرفاء أودِعوا السجون .. زروعٌ أحرقت ... و اقتصاد بات كسيحا مشلولا غير قادر على مجاراة ظل العملات .. انتشرت الجريمة و الرزيلة و رُخِّص للجنجويد أن يعيثوا في الأرض فسادا.
يمهل و لا يهمل .. نافع الذي كان بالأمس صائلا جائلا يمتشق كل حين سيف لسانه النتن تارة بالسب و أخرى بالتهديد و التهكم .. بات اليوم منبوذا تُغلّق دونه الأبواب .. أي ذلةٍ و أي هوان؟ و البشير الذي ظل يحمي كرسيه بكل مقدرات و أموال الشعب من يحميه اليوم؟ فليأمر جنده أن يرفعوا عنه البلاء .. فليشترى العافية بكل ما اكتنز من أموال .. و الله لو أنه جاء راكعا باكيا مستسمحا الناس ما سامحوه و لما دعوا له .. و إنها لعاقبة الغطرسة و الكبر و الظلم .. و إنّا و الله ندعو مع الداعين .... اللهم أرهم قدرتك و بطشك و جبروتك .. اللهم أرنا فيهم عدلك و وعيدك .. اللهم و أنت تعلم فقد تاجروا بدينك .. و ظلموا عبادك اللهم نسألك أن توردهم الهلاك و الذلة و الصَغَار .. اللهم أطل في أعمارهم و زد في عذابهم .. اللهم اجعلهم يتمنون الموت و لا يلاقونه .. اللهم آمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة