إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 11:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2014, 00:54 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها

    إمرأةٌ من أهلِ البحر.. حكاية شعبية من اسكتلندا
    في مساءٍ ما ذهب رجلٌ شاب تجاه البحر في جزيرة (أنست في شمال اسكتلندا). كان الرجل منشغلا بالعمل طوال النهار في الحقول كان متعباً و متعرقاً من شدة الحر. البدر مكتمل و لقد هبّ نسيم عليل من جهة البحر ففكّر الرجلُ في أنه سيبرد جسمه و يسْتَجم علي الشاطيء. عندما نزل صوب البحر التمع أمامه رمل الشاطيء بنور بدرِ التمام ، كانت هناك جمهرة من سكّان البحر يرقصون. لم يرَ الرجل في حياته سكّانَ البحر لأنهم لا يجيئون كثيراً للشاطيء و عندما يُرَون علي الشاطيء خلال النهارفي يوم ما يكون الواحد منهم في هيئة فقمة. هذا المساء هو منتصف الصيف و في يوم إكتمال البدر و هذه ليلة ظهورهم علي الشاطيء، يجيئون للرقص و الاستمتاع برمل الشاطيء الملتمع بنور بدر التمام تخلع الواحدة منهن أو الواحد منهم جلد الفقمة الذي يستر جسده فيظهر جمالهم المذهل الآخذ للوجدان. في ليلة اكتمال البدر في منتصف الصيف يجيئون و يخلعوا جلود الفقمات التي تسترهم ، يلقون بها فتتجمع في اكوام داكنة اللون علي رمال الشاطيء الملتمعة.
    رأي الشاب المتعب من طول نهار العمل و سخونته، رأي جمال سكان البحر، أجسادهم شفافة و في صفاء وجه البدر نفسه و لا ظلال لهم.
    بلا شك كان للشاب ظلٌّ يمضي أمامه. أقترب الرجل ليختبيء في أقرب مكان منهم ليراقب رقصهم دون أن يحسوا بوجوده. كان مذهولاً بجمال رقصهم. ظلّه مضي بعيداً مع مرور الوقت و فجأة وطء أحدُ الراقصين إمتداد ظله، هنا توقف الرقص. هُرِع الراقصون ركضاَ تبحث الواحدة منهن والواحد منهم عن جلد الفقمة الخاص به. ركضوا بأسرع ما يستطيعون، ركضوا و في جريِهم كانت اصواتهم تشبه النشيج المكتوم أو الثرثرة المبهمة و غطسوا في البحر و اختفوا. مضي سكّان البحر جميعا و اختفوا عدا واحدة كانت تركض من صوب إلي صوب، باكيةً تصفق كفاها بانزعاج و كانت تبحث بعينيها في كل إتجاه. من مخبئه عرف الشاب أنها فقدت جلدة الفقمة الخاص بها، رآه في عتمة ظله فالطقته و ألقاه خلف صخرة ليخبأه عنها. ركضت تلك المرأة من أهل البحر أخيراً صوب البحر، وقفت هناك بقدميها في الماء تتطلع في كل اتجاه و تنادي أهلها لينتظروها لكن دون جدوي ربما لأنهم مضوا بعيدا و لم يسمعوها، أخيراً دسّت المرأة وجهها بين كفيها و بكت بحرقة و مرارة. من مخبئه كان الشاب يراقب و لقد انقبض قلبه من بكائها و لم يحتمل صوت نشيجها و لم يحتمل صوت النشيج المؤلم. إتجه صوبها و قال: يا أمرأة من أهل البحر، أيتها المرأة عمّا تبحثين؟ فقالت: سيدي رجاءً أعطنيه ، أعطنيه يا سيدي و سنكافئك؛ أهلي و أنا و نعطيك كنوز البحر.
    فقال الشاب:أنني أحبذ أن تكوني لي، فكنوز البحر لا تعوضني جمالك!
    لم تفلح أي حجة قالتها في جعله يغير رأيه.
    قال الشاب: أريد أن أتزوجك و من هنا سنذهب للقسيس ليزوجنا و من عنده سنذهب إلي بيتي لتكوني سيدة بيتي و سيدة علي كل ما أملك و كما تعرفين لن تكوني في حاجة للإختباء في قاع البحر بحثاً عن الدفء في ليالي الشتاء الباردة الطويلة لأنه ستكون لك حوائط بيتي الراسخة السميكة لتحميك من هواء الشتاء و ستشعلين ناراً لتتدفيءِ بها و تكوني سيدتها و بذلك لن تحتاجي لتذهبي ليعذبك برد ماء البحر من جديد. حاولت أن تكلمه عن دفء قاع البحر و كيف هو رأئق كصَفحة النهر في الصيف و كيف أن خضرة ماء البحر تظلهم و كنوز البحر بحوزتهم و كم هم سعداء يرقصون و يفرحون.
    لم يسمعها و لم يرد سماعها و بنهاية الأمر رمي عليها عباءته و امسك بها ثم حملها ليمضي بها إلي القسيس و يتزوجها. بعد ذلك أخذها إلي كوخه المعروش بالقش و غير المبلوط. هناك جعلها تري حفرة طبخه و مكان نار تدفئته في الشتاء، بالحفرة جمرات مشتعلة و لسان نار يتراقص. عندما رأت النار صرخت مندهشة و هالها منظر النار و اعتقدت أنها جواهر ملتمعة يتراقص نورها المسحور، هنا قال الشاب: أليست جميلة؟ هل عندكم في قاع البحر شيء بهذا الجمال؟ نظرت عندها من جديد للجمرات المتقدة و لسان اللهب المتراقص هنا فقط توقفت عن البكاء لأول مرة منذ أن فقدت جلد الفقمة الخاص بها و قالت بصوت منخفض، قالت : لا ... لا ليس عندنا شيء بهذا الجمال في قاع البحر. أحبت النار و طول فترة إقامتها معه كانت مراقبة النار تسليتها الوحيدة. و عند انجابها لاولادها يكون أول ما تأخذهم لمعاينته هو مكان النار. لقد انجبت له ثلاثة بنين خلال زواجهما الذي دام اربعة عشرة عام. كانت زوجة صالحة خبزت له و نسجت الصوف الذي يجزمن خرافه في ناحية شتلاند. فعلت كل ما تستطيعه لاسعاده و للاهتمام بإولادها. طوال هذه الفترة ظنّ زوجها أنها سعيدة و راضية. بالفعل كانت سعيدة بحبها لمنظر الجمرات و ألسنة اللهب و كانت سعيدة بأولادها و مُحِبَةً لهم.
    و في أحد الأيام، في أحد الأيام بينما كان زوجها منشغلا بحراثة ارضه رآها في شاطيء البحر كانت حينها تتكلم مع فقمة كبيرة. حدّث نفسه قائلاً" حسنٌ! لن أقول لها شيئاً عما رأيت لأنها و بلا شكٍ تفتقد أهلها و تحنّ إليهم". بالفعل لم يتكلم معها عن تلك الحادثة ظلّ يعتقد أنها سعيدة و كان مطمئناً تجاه بقاها طالما ظلّ جلد الفقمة الخاص بها مُخَبَأٌ عنها و هي لن تجده.
    في أمسية ما ..أمسية من أحد الايام كان زوجها في الحقل و كان صغارها يلعبون بين اكوام القش المحزوم في عريشة الحيوانات، كانت تخبز فسمعت فجأة صياح ضغارها "انظروا ..انظروا ..انظروا" فهُرِعت إلي مكان تجمعهم و قالت:" ماذا وجدتم؟" فردّوا قائلين:
    إنها تشبه قطة كبيرة! ..
    ملمسمها أكثر نعومة من صوف القطة! .. انها كبيرة"
    ثم حملوا جلد الفقمة الخاص بها و أروه إياها. نعم! لقد وجدوه مُخَبَاٌ تحت أكوام القش المحزوم. حملته بين يديها و تطلعت عليه لمدة طويلة .. تطلعت عليه لمدة بالجد طويلة. انصرف الصغار يتراكضون في غسق الليل بين اكوام القش المحزوم كانت تسمع لأصواتهم التي تشبه اصوات العصافير.في ذلك الوقت من اليوم تجثم الدجاجات علي مكان نومها و تقرقر قرقرة قبل النوم. و في ذلك الوقت من اليوم تشقشق الزارير من تحت امتداد السقف أعلي حيطان البيت في ثرثرة قبل النوم. وفي تلك الأثناء تفوح رائحة الخبز المنزلي فتعمّ المكان. في تلك اللحظة و هي تهِمّ بالعودة إلي بطن البيت فجأةً هبّ نسيم عليل طالما أحست به و سمعت حفيفه في ازمان عديدة سابقة، لكنها لم تفكر فيما يقوله حفيف ذلك النسيم الزائر، لكنها سمعت في هذه اللحظة قرقعة الموجات العاتية و هي تغادر البحر لتعانق الشاطيء و سمعت أنّات الموجات الصغيرة المتكسرة و هي تقفل راجعة عن الشاطيء لتعانق الموجات الكبيرة الوافدة للشاطيء، سمعت تلك الأصوات جميعاً و بصورة مفاجئة حملت ثوبها (جلد الفقمة الخاص بها) و وضعته علي نفسها و ركضت صوب البحر بكل ما أوتيت من قوة و إرادة. أحسّ الصغار بجرْيِها فجاءوا مسرعين يتصايحون .. انتظرينا ..انتظري .. انتظرينا و كانت بذلك الوقت قد ذهبت و لم تسمع لهم. هنا جاء أبوهم و سأل: أين ذهبت؟ قبل أن يجيبوه ركض هو بدوره صوب البحر بأسرع ما يستطيع، لكن بالوقت الذي وصل فيه إلي الشاطيء كانت هي بالماء و كانت فقمة كبيرة برفقتها. أدارت وجهها تجاههم و قالت بصوت يشبه صوت الريح في الصَدَفَة؛ قالت: وداعا .. وداعا.. لقد كنت رجلاً طيبا معي و أتمني لك حسن الجزاء علي جميل صنائعك" ثم مضت في طريقها عبر عباب البحر لتغوص لباطن البحر و تختفي. ظل الزوج متسمرا في مكانه و انتظر بجوار اولاده علّها تعود و انتظروا .. و انتظروا لكنها لم ترجع أبداً و لم تعد إليهم.
    .................................................................................
    ترجمة لنص القصة المنشور بكتاب الحكاءة آليس كين في كتابها صحو الحالم The Dreamer Awakes
    من منشورات داربرودفيو برس في 1995 .
    لهذه الحكاية اكثر من نسخة سأوفر للقراء نسخة من الانترنت و معها كتابة انجزتها عن النص في برنامج دراستي

    طه جعفر الخليفة
    تورنتو..اونتاريو ..كندا
    ابريل 21. 2014
                  

العنوان الكاتب Date
إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-22-14, 00:54 AM
  Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-22-14, 00:56 AM
    Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-22-14, 00:59 AM
      Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها عبدالعزيز عثمان04-22-14, 01:42 AM
  Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها osama elkhawad04-22-14, 03:19 AM
    Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-22-14, 12:36 PM
      Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها عبدالكريم الاحمر04-22-14, 01:22 PM
        Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها osama elkhawad04-23-14, 03:15 AM
          Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها Abdel Aati04-23-14, 08:00 AM
            Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها بله محمد الفاضل04-23-14, 08:18 AM
            Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-23-14, 01:34 PM
              Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-23-14, 01:36 PM
          Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-23-14, 01:18 PM
        Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-23-14, 01:22 PM
          Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها osama elkhawad04-24-14, 06:44 AM
            Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها مني عمسيب04-24-14, 10:57 AM
              Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-24-14, 12:12 PM
            Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-24-14, 12:10 PM
              Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها osama elkhawad04-26-14, 01:28 AM
                Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها mustafa mudathir04-27-14, 00:12 AM
                  Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها osama elkhawad04-27-14, 08:10 AM
                    Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر04-27-14, 05:31 PM
                      Re: إمرأةٌ من أهلِ البحر..حكاية شعبية اسكتلندية ترجَمْتُها طه جعفر05-09-14, 02:16 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de