|
|
 أبو فلان وأبو عِلان
|
فى منتصف السبعيانات اشتدت موضة الاغتراب الى دول الخليج
لما كان السودان بخيرو قبل ذلك الزمان كان الاغتراب اكثره من نصيب الفاقد التربوى
كان الفرد الناجح فى دراستة يجد وظيفة محترمة فى سودان الستينات والخمسينات
ولم يكن فى حوجة لمفارقة الاوطان لكسب العيش
وقتها كان الافندى مرغوبا فيه ووضعه المعيشى مرتاح ومبسوط
وكان الافندى فى نطاق اهتمام الحسان فكن يغنين له فيسهل للافندى الزواج وتكوين اسرة معتبرة بهم
ومن شدة اهمية الافندى كانو يلقبون الناس بوظائفهم
محمد الافندى
ومبارك الطاهر عثمان الافندى
وبشرى ود الافندى
وهكذا
وكان المتعلم فى الستينات وحتى المكمل للسنة الرابعة الاولية يمكن له ان يكون افنديا
وهناك من خريجى الوسطى افندى وسط
والثانوى هذا من الافندية الكبار
اما خريج كلية غردون فهذا افندى ضخم جدا
فمن لم يكن فى نصيبه قدرا من التعليم والنجاح
يتجه شطر بورتسودان
عله يركب فلوكة ويقطع البحر الاحمر
وعله ينال بدخله المعقول حسناء يتزوجها بعد ان خرطه المتعلم فى المدارس السودانية القوية وقتها
فقد اعطى كثير من الافندية المتعلمين شواكيشا لغير المتعلمين حينها
فإضطر هؤلاء المشوكشين للسفر فى بلاد الغربة
لاحضار الطرح الجداوية وجلاليب الكلوش
والشباشب والدهب الجداوى ليصتادوا قلوب العذارى منافسة للافندية الذين سدوا عليهم الدرب
ولكن الامور اصبحت فى تدهور رويدا رويدا فيما بعد
وتدهورت احوال الافندى وابتدأ مرتبه لا يفى بكل الاغراض المعيشية
فمنذ الستينات عمدت الحكومات المتعاقبة فى رفع الدعومات من السكر والدقيق والمواد الاستراتيجية
مرورا بالعهد المايوى
واصبحت مواهى الافندية لا تكفى
وهكذا اصبح المغتربون فى وضع تنافسى اقوى بالفوز بقلوب الحسان
وهكذا فى منتصف السبعينات اشتد اوار الاغتراب
وبدأوا يخرطوا الافندية
واصبحت كلمة افندى شتيمة بعد ان كانت غنيمة
واصبحت الوظئف الدنيا من السفرجية من المغتربين فى وضع احسن من كبار الموظفين فى الوزارات
ودارت الدائرة
وانقلبت الطاولة على رؤوس الافندية
فاصبح المغتربون يعطون الشواكيش للمحليين من الافندية والخريجين التعبانين والعطالة
وفازوا بقلوب الحسان
وما كان من الافندية الا ان يطرقوا باب الاغتراب هم ايضا
فهربت الكوادر من البلاد
وذهب خلق كثير الى السعودية
حتى اتونا بثقافات غريبة
ففى منتصف السبعينات لم نكن نعرف مسميات مثل ابو فلان وابو علان
فصرنا نرى هذه الاسماء معلقة على اجناب البكاسى والبرنسات
والحافلات
ابو مؤمن
وابو حسنين
وابو رويدة
وابو هيثم
وابو لؤى
فى ثقافاتنا
نعم كنا نعرف ان بعض الرجال فى السودان من بعض الثقافات المحلية الريفية ينادوا زوجاتهم ام محمد
وام على
وام فاطمة لانهم لا يودون ذكر اسماء زوجاتهم للغرباء
لكن لم نكن نعهد كثيرا ان ب ابو فلان ول ابو علان
الا بعد ان اشتد اوار الاغتراب
فعهدنا تغيير الاسماء
وقصر الجلاليب
وحتى اطلاق كلمة حرام على أى غناء مهما كان محترم او غيره
ثقافة امتدت وتسربت وسط المجتمع بسبب تدهور الوضع الاقتصادى فى السودان
وعدم استقرار الحكم
والسياسة المتذبذبة
أدت الى هجرة العقول الى البلاد البترولية
واصبح الاغتراب حلما بعد ان كان عيبا
,,,,,,,,,,
المهم ان التسمية بابى فلان وابى علان ماهى الا ثقافة مرتبطة بعادات السعودية وردت الينا
واضف عليها ظهور النقاب بكثرة
وتغلغل عادات سعودية اخرى
وحتى النظر بطبقية للاخرين ازدادت كما هو متعارف عليه فى السعودية
فهناك لكل جنس مكانة حسب الدولة التى ينتمى اليها
بختك لو كنت تحمل الجنسية الامريكية
ويا حليلك لو كنت تحمل الجنسية البنغلاديشية
........
مع تحيات ابو داوود
محمد النيل
..
..
..
..
..
بالمناسبة:
ما عندى ولد اسمو داوود
بس عجبنى الاسم
...
(عدل بواسطة محمد النيل on 10-06-2014, 04:44 AM)
|
|
 
|
|
|
|
محمد النيل
سيف اليزل برعي البدوي
عبدالحفيظ ابوسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست