الطيب صالح: حارس اصيلة-مقال جدير بالتأمل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 07:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2014, 11:14 AM

omer abdelsalam
<aomer abdelsalam
تاريخ التسجيل: 04-07-2006
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب صالح: حارس اصيلة-مقال جدير بالتأمل

    رأيت الطيب صالح في أصيلة!
    =============
    سليمان جودة
    =====
    إذا كان لي أن أنصح أحدا بشيء، فعندي نصيحة لك، إذا كتب الله عليك أن تكون يوما، في مدينة أصيلة المغربية، التي تطل في حياء على المحيط الأطلسي، بين طنجة في الشمال، حيث عاش وتصعلك واشتهر محمد شكري، والرباط في الجنوب، حيث أقام وخاض معارك الفكر ومات محمد عابد الجابري، وكأن الوزير محمد بن عيسي، الأمين العام للمنتدي الثقافي السنوي الذي يحمل اسم المدينة، قد أراد أن يحجز له مكانا بين أديب طنجة، والمفكر الجابري في العاصمة!
    أما النصيحة فهي أن تحرص، إذا ما كنت هناك، وإذا ما كان ذلك ممكنا، على أن تصافح حُراس أصيلة، واحدا واحدا، قبل أن تحضر مُنتداها، أو ترى شاطئها، أو تملأ عينيك بعبق مبانيها العتيقة.
    وحين أتكلم هنا عن حُراس للمدينة، فإنني أتحدث عن حُراس من نوع خاص، لأن فيهم الشاعر، وفيهم الدبلوماسي القدير، وفيهم صاحب الفكر، وفيهم الأديب ذائع الصيت.
    إذ يبدو أن بن عيسي، قد أراد على امتداد 36 دورة من دورات المنتدى، أن يتحول بعض الذين حضروها، من أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم الكلمة، من مجرد زائرين لهذه الدورة من دورات المنتدى، أو تلك، إلى رجال مقيمين في المدينة، بل إلى أصحاب بيت.. ومع البيت حديقة تحمل اسم كل واحد فيهم، وتستقبل به زائري أصيلة الجُدد عند كل صباح!
    فالطيب صالح، ذلك الأديب الخالد، كان من مُرتادي المنتدى لسنوات وسنوات، وكان في كل مرة يحضر إليه، يتمسك بأن يجلس على مقعد محدد، في قاعة مركز الحسن الثاني للمؤتمرات، ولم يكن يغيره من عام إلى عام، حتى اشتهر المقعد باسمه، وحتى صار الجميع يعرفون أن هذا هو مقعد الطيب وحده، وأنه خاص به، ولا بد أنه يفتقده الآن، بعد أن غادر الأديب السوداني العظيم دنيانا، في فبراير (شباط) من عام 2009.
    ولم يكد الطيب يترك عالمنا، حتى تحول مقعده المفضل، إلى حديقة بديعة تحمل اسمه محفورا على بابها، ثم على نصب تذكاري في وسطها، لعل الزائر يعرف أن أديبا جميلا قد مر ذات يوم من هنا، وأنه كتب أعمالا كثيرة لا تزال حية بيننا، لولا أن رائعته «موسم الهجرة إلى الشمال» كانت بمثابة بيضة الديك، إذا ما قورنت بسائر الأعمال، ولمَ لا، وقد كانت في حياته واحدة من أعظم مائة رواية في العالم؟!
    غاب الطيب، إذن، عن منتدى أصيلة السنوي، قبل ست سنوات، غير أن اسمه لم يشأ الله أن يغيب عن المدينة كلها، إذا كان الموت قد غيب صاحبه بجسده عن منتداها، ولا أعرف ما إذا كانت الخرطوم، أو أي مدينة سودانية، تضم حديقة باسم الطيب، ولكن ما أعرفه أن زائر حديقته في أصيلة، لا بد أن يتوقف لحظات، عند مدخلها، أو في داخلها، ثم يستحضر في ذهنه صورة أديبنا الراحل، بلكنته الخاصة في الكلام، ثم باللون الأسمر الذهبي الذي كان يميز بشرته، ثم بالروح خفيفة الظل، التي كان يعرفه بها أصدقاؤه، وعارفوه، ومحبوه!
    والغريب أن حكاية مقعده كانت تتكرر معه، ولكن بصورة أخرى، إذا ما زار القاهرة، التي كان يزورها في كل عام، إلا إذا منعه عنها طارئ شديد.. ففيها كان ينزل في المريديان، الذي يعانق النيل، ولم يكن يغيره أبدا، وكان إذا ما جاء، ثم ضرب موعدا لصديق، لم يجد نفسه في حاجة لأن يشرح لصديقه أين سوف يلتقيان، ففندقه معروف سلفا، بل إن مكان جلوسه فيه، محفوظ كذلك مُسبقا!
    وأكاد أظن، مما أحسست به هناك، أمام مقعده وحديقته، أن أحدا منا إذا ما طافت صورة الطيب في خاطره، ثم أراد أن يستجمع معالم وجهه، أو يشم رائحته، أو يستعيد أفكار روايته وقصصه، فسوف يكون عليه أن يتوجه إلى أصيلة، حيث المقعد الوثير لا يزال في مكانه، وحيث الحديقة تسترخي أشجارها في بهاء!
    وإلى جوار الطيب، يقف حُراس آخرون بالطبع، ابتداء من شاعر أفريقيا تشكايا أوتامسي، ومرورا بشاعر العراق، بُلند الحيدري، وانتهاء بالدكتور الجابري.. وغيرهم.. وغيرهم..
    على لوحة الرخام، عند مدخل حديقة أوتامسي، سوف تقرأ بعضا من أشعاره، وخصوصا ذلك المقطع منها الذي يقول فيه، إن الليل حين يأتي إليه، فسوف يكون هو في انتظاره، وقد تهيأ له تماما.. وهو معنى عميق، كما ترى، من شاعر راح يداعب الموت مشبها إياه بالليل، وهو قادم إليه، وكأنه صاحب له يعرفه، ويلاطفه، ويرحب به، بل ويدعوه إلى أن يجيء!
    وكم تمنيت لو أن الوزير بن عيسي، قد جاء بمن يصمم تمثالا نصفيا لكل واحد من حراس المدينة هؤلاء، ليوضع في صدر مدخل حديقته، وليبدو، في كل لحظة، وكأنه روح صاحبه وهي تمد يدها في ترحاب إلى يد كل زائر تطأ قدماه أرض أصيلة!
    هؤلاء، هم بعض حراس تلك المدينة الوديعة، ولهذا، فأنت لست في حاجة إلى أن يكون المُنتدى منعقدا في يوليو (تموز)، أو أغسطس (آب)، من كل عام، لتذهب فتصافح هذا، أو ذاك، من أولئك الحراس، لأنهم والحال هكذا، موجودون طول العام، كما أنهم مُتاحون في كل الأوقات، وحين يحدث وينام أبناء المدينة، فإن حراسها الأربعة ومعهم آخرون من نوعيتهم، لا ينامون، ولا يهجعون، لأنهم حُراس ليسوا ككل الحُراس.. إنهم يقيمون هناك، بالروح الباقية، لا بالجسد الفاني الذي لا يعرف البقاء!
    ======
    * سليمان جودة -- كاتب وصحفى مصري مرموق
                  

09-07-2014, 01:16 PM

omer abdelsalam
<aomer abdelsalam
تاريخ التسجيل: 04-07-2006
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح: حارس اصيلة-مقال جدير بالتأمل (Re: omer abdelsalam)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan158.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الكاتب والصحافي المصري / سليمان جودة
                  

09-07-2014, 01:28 PM

omer abdelsalam
<aomer abdelsalam
تاريخ التسجيل: 04-07-2006
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب صالح: حارس اصيلة-مقال جدير بالتأمل (Re: omer abdelsalam)


    ذاكرة الطيب صالح باصيلة
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de