وقائع اعتقال البطلة نعمات آدم جماع . .

Quote: الاْمين العام للحركة الشعبية بولاية النيل الاْبيض : تحكي قصة اْعتقالها في كوستي .. نعمات اْدم جماع , الاْمين العام للحركة الشعبية بولاية النيل الاْبيض يوليو 9, 2014 في أخبار, حوارات اضف تعليق الخرطوم : خاص ل sudan voices قالت نعمات اْدم جماع , الاْمين العام للحركة الشعبية بولاية النيل الاْبيض لصحيفة ( sudan voices) في يوم ذكري خروجها من سجن النظام بالخرطوم الذي صادف يوم الثلاثاء الموافق \8 يوليو 2014م , باْنها تم اْعتقالها بمدينة كوستي يوم الاْربعاء 8\ مايو 2013م اْبان دخول قوات الجبهة الثورية مدينة ابو كرشولة وام روابة والله كريم , حيث قام جهاز الاْمن والمخابرات بمدينة كوستي باْلقاء القبض عليها , بتهمة الاْنتماء للحركة الشعبية , والتعاون مع المتمردين بمدهم بمعلومات ساعدتهم علي اْحتلال مدينة ابو كرشولة .. فاْلي سرد حكاية نعمات اْدم جماع وتفاصيل اعتقالها , ولماذا طلبوا منها الاْنضمام الي حزب المؤتمر الوطني ؟! كما جاء علي لسانها . فى ظهر يوم 8/7/2013 م خرجت من زنازين الطغاة بعد مرور شهرين داخل سجن ام درمان , ابان احداث ابوكرشولة تم اعتقالى بكوستى يوم الاربعاء 8/5/2013فكان يومى الاول عاصف بالنسبة لى لانه لا يشبه اعتقالاتى السابقة بمكاتب جهاز امن كوستى ظليت جالسة من الساعة 5مساء الى صبيحة اليوم التالى واستخدموا ضدى كل انواع الاساليب العنيفة لفظيا واهانتى وترهيبى وتخويفى وضغط فى اثناء الاستجواب ,احتجيت اليوم الثانى لسوء المعاملة لانهم منعونى كل شئ حتى عندما طلبت اصلى الا بعد مشادة حاة معهم وجلست على الارض وافترشت ثوبى , وازداد احتجاجى داخل مكتب جهاز امن كوستى لانه لا يوجد معتقل للنساء وظليت ليلة كاملة على بعد مترين من الحرس وهم راقدون على السرائر فى فناء جهاز الامن وحالتى يرثى لها لم اجد خصوصيتى كامرأة فقلت لهم تتحدثون عن الاسلام اين الاسلام الان من معاملتكم ؟واليوم التالى تم ترحيلى لسجن النساء بكوستى ومجموعة من النساء بمشاكل مختلفة ولا توجد معتقلة سياسية فى السجن غيرى وتم تفتيشى وحرمت اسرتى من زبارتى لمدة اسبوع وقرروا بعدها ترحيلى الى الخرطوم وتم ترحيلى ليلا بمرافقة اثنين مسلحين وعربة لاندكروزر.وكانوا طلبوا منى كتابة بيان ادين احداث ابوكرشولة ورفضت ذلك وحينها قرر خالد العقيد مدير امن الولاية ومحمد الفياض مدير كوستى حينها والضابط محسن بترحيلى سمحوا لاسرتى بوداعى وقال احدهم لاسرتى اما جاتكم مؤتمر وطنى عدييل او حركة شعبية ولن اعيره اهتمام لانه يئس من محاولاته البائسة ان اطلع بيان باسمى كامين عام للحركة بالولاية ورفضت الادانةوتعقد الامر,ووصلت الخرطوم الساعة11ليلا الموافق 13/5 القطاع السياسى ببحرى موقف شندى وتم تفتيشى الشخصى من قبل واحدة من الحرس وتم تفتيش محتوياتى باكملها فى شنطتى وتم استجوابى فى هذا اليوم وفحصى الطبى وتصويرى بحجم كبير وصغير ومجموعة من الاسئلة والاجراءات التعسفية ضدى,وبعد ذلك تم ترحيلى الى معتقل داخل سجن النساء بام درمان بواسطة عربة مظللة ووحرس وعصبت عيونى كى لا ارى وفتحت الا وانا داخل حراسة وزنزانة باردة ومظلمة ساكنة تضج بالسكون وطال انتظارى وانا فى حنين للاهل للوطن للحرية لكل شئ سمحوا بزيارة اسرتى بعد اسبوعين وكانوا يعيشون وضع سئ وقد تركوا كوستى وجاءوا الخرطوم من يوم ترحيلى اليها وعانت امى التى تعانى الضغط وكل الاسرة فقد كنت اكبر الاسرة .وبدأت رحلة الانتظار فى الحراسة او الزنزانة الباردة منتظرة الخلاص من سجن انفرادى وضوضاء السجن وجمود الاشياء وكابة كل شئ وسوء المعاملة والضغط اثناء الاستجواب وتكررت الاستجوابات وبعد مضى شهر وانا فى السجن الانفرادى والتعذيب النفسى اشرق يومى عندما جاءوا برفيقتى اسماء احمدالحاج من الحراسة المجاورة لى وكان يوم مشرق وبهى بالنسبة لى اخيرا شهر لم اتحدث الى شخص عادى الا جهاز الامن وقضينا مع رفيقتى المحامية اسماء اكثر من عشرة ايام تحدثنا فى تلك الليلة عن المعنى الحقيقى للنضال وتعاهدنا على الكفاح وعدم الاستسلام فكنا وحدنا من ضمن كل النساء فى معتقل ام درمان ليس سوانا الا الظلام والليل والسهر وسط وحشة وغربة لم نالفها ابدا ولم تشبه طباع البشر.ومضت عشرة ايام سريعة كالبرق وتم اطلاق سراح اسماءالتى الفتها وكنا نأكل معا ونشرب معا ونتحدث معا ونساند بعض وندعم بعض ونقوى عندما تاتى زيارة لاحدنا ونتقاسم كل شئ الزنزانة والبرد والظلام والليل الموحش وسالت اسماء الحارسة ونعمات قالت لها بغضب نعمات لم يطلق سراحها هيا اسرعى وتعانقنا طويلا وسالت دموعنا بحرقة القدر الذى جمعنا فى السجن وفرقنا واننا نحمل نفس الهم والقضية والوطن. ومضيت فى رحلة الانحدار والصعود من الاستجواب فى بحرى القطاع السياسى والى زنزانتى الباردة وظليت وحدى شهر اخر وانا وحدى من كل نساء السودان فى معتقل ام درمان وقد كنت وحيدة واعيش غربة وخوف وسط اصوات وقهقهات سجينات اخر بقضايا اخرى فى السجن المجاور,وقلت ذات يوم فى الاستجواب للضابط الذى يستجوبنى هذا اهدار لموارد السودان اكل وشرب وكهرباء وسرير وغطاء ماهى الجريمة التى ارتكبتها لابقى وحدى فطلب منى الانضمام لحزبهم ورفضت وهددت بوظيفتى التى لم اباشرها حتى اليوم كعقوبة لى على عدم قبولى العرض وتضررت اسرتى بتوقيفى واخوتى حتى الطبيبة عانت فى مستشفى كوستى بفعل سياسة الانقاذ التى حاولوا مرارا وتكرارا ان اتخلى عن فكرتى واجبرت ولكنى لم انصاع لطلبهم لانهم لايعنينى امرهم فهم ظلمة وظليت فى زنزانتى وجاء يوم الثلاثاء الموافق 8/7/2013 وقرروا اطلاق سراحى بعد استجوابات وتهم جزافا واشياء واشياء وطالبت عند اطلاق سراحى من داخل القطاع السياسى ببحرى توفير معتقل للنساء فى كوستى يليق بالنساء ووالمعاملة الكريمة وغيرها وقررت رفع قضية ضد جهاز الامن بكوستى لسوء المعاملة وتكرار الاستجوابات والاستدعاءات واهانتى المتكررة والمعاملة التى لا تليق بالانسانية ووضعى فى سجن كوستى الذى يعتبر اسوأ سجن فى السودان بدون ادلة او تقديمى لمحاكمة وحالة السجن المريعة التى لا تمت للانسانية بصلة وأمل ان حقوق الانسان او اى جهة حقوقية تذهب لمعاينة الاوضاع المتردية للسجن والسجينات بكوستى فمهما كانت جرائمهم فانهم بشر ينتمون للانسانية.وانا حرة تم اطلاق سراحى وودعت مدينة الخرطوم برفقة اسرتى الى كوستى مدينتى ووجدت الاهل والاحباب والجيران وا لرفاق والاباء والامهات وعلت الزغاريد فى ذلك اليوم منزلنا ورقابة متكررة من جهاز الامن .وانا حرة اليوم من زنازين الجلادين فى هذا اليوم وفى هذا التاريخ والتحية لكل من استقبلونى بفرح وساندونى ووقفوا الى جانبى وهم كثر ولنا حكايات اخرى ولهم شكرى وحبى لاسرتى وشكرا لدعمكم لى شكرا لمساندتكم لى فكم انتم عظماء .