يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 02:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-29-2014, 10:40 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل

    ما هو الدعاء الذي يقال عند رؤية هلال شهر رمضان المبارك؟


    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فإنا لم نطلع على ذكر خاص عند رؤية هلال رمضان وإنما الوارد عند رؤية أي هلال من الأهلة هو ما رواه الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رؤية الهلال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله.

    وفي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد - ثلاثا - أمنت بالذي خلقك ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا. والحديث ضعف بعض أهل العلم سنده.

    والله أعلم.
                  

06-29-2014, 10:41 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    للضمانة: كل ما سيرد في هذا الموضوع منقول من النت من مواقع شتى

    من رحمة الله عز وجل بعباده، أن جعل لهم مواسم للخير، يكثر أجرها ويعظم فضلها، حتى تتحفز الهمم، وتنشط العزائم ابتغاء الأجر العظيم والثواب الجزيل، وشهر رمضان من أعظم تلك المواسم، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر يُنادى فيه: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة، فما أعظم فضل هذا الشهر، وما أجل منـزلته ومكانته، وما أعظم مِنَّة الله على العباد فيه، تلك المنة التي من تأملها عرف عِظَم فضل الله عليه، حيث أحياه ومد في عمره حتى أدرك هذا الشهر العظيم.

    فاحرص -أخي المسلم- على اغتنام هذا الشهر المبارك، وتذكر حال إخوان لك كانوا بالأمس معك، فحضروا رمضان وقاموا وصلوا وصاموا، ثم أتتهم آجالهم، فقضوا قبل أن يدركوا رمضان الآخر، فهم الآن في قبورهم مرتهنون بأعمالهم , فتذكر حالهم ومصيرهم، وجِدَّ في عمل الصالحات، فإنها ستنفعك أحوج ما تكون إليها، وتذكر حال إخوان لك آخرين أدركوا رمضان، وهم على الأسِرَّةِ البيضاء لا حول لهم ولا قوة, يتجرعون مرارة المرض, ويزيدهم حسرة وألماً أنهم لا يستطيعون أن يشاركوا المسلمين هذه العبادة, ثم تذكر حال المحرومين ممن أدركوا رمضان، فازدادوا فيه إثماً ومعصية وبعداً من الله, فحرموا أنفسهم من الرحمة والمغفرة في أشرف الأوقات وأغلى اللحظات, فإن تذكر ذلك كله سيجعلك تقدِّر هذه النعمة حق قدرها، وتعرف فضلها وحقها، فتتوب إلى الله وتزداد من صالح الأعمال.

    روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعاً, فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر, فغزا المجتهد منهما فاستشهد, ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي, قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما, فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما, ثم خرج فأذن للذي استشهد, ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد, فأصبح طلحة يحدث به الناس, فعجبوا لذلك, فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, وحدثوه الحديث, فقال: (مِن أي ذلك تعجبون؟), فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً، ثم استشهد, ودخل هذا الآخر الجنة قبله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس قد مكث هذا بعده سنة). قالوا: بلى, قال: (وأدرك رمضان، فصام، وصلى كذا، وكذا من سجدة في السنة)، قالوا: بلى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض).

    أتـى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفسـاد

    فأد حـقوقه قـولاً وفـعلاً وزادك فـاتخـذه للمـعاد

    فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادمـا يوم الحصـاد

    كان عليه الصلاة والسلام يبشر أصحابه بقدوم رمضان ويبين لهم فضائله, ليحثهم على الاجتهاد في العمل الصالح, فقد روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: (قد جاءكم شهر رمضان, شهر مبارك, افترض الله عليكم صيامه, يفتح فيه أبواب الجنة, ويغلق فيه أبواب الجحيم, وتغل فيه الشياطين, فيه ليلة خير من ألف شهر, من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمْ).

    فحري بنا أن نحسن استقبال هذا الوافد الكريم, قبل أن يودعنا ويرتحل عنا, ويكون حجة علينا يوم الدين, فالمحروم من حرم نفسه، فقصر في طاعة ربه في هذا الشهر المبارك.

    إذا رمضان أتى مقبلاً فأقبل فبالخيـر يُسْـَتقبَل

    لعلك تخطئـه قابــلا وتأتي بعـذر فـلا يُقْبَـل

    من حسن استقبال هذا الشهر الكريم أن نستقبله بالتوبة الصادقة من جميع الذنوب, فهو موسم التائبين, ومن لم يتب فيه فمتى يتوب؟!

    نستقبله كذلك بالعزيمة على مضاعفة الجهد, والاستكثار من الطاعات, من برٍّ وإحسان وقراءة القرآن والصلاة والذكر والاستغفار, وغير ذلك من أنواع الخير.

    نستقبله بالدعاء أن يوفقنا الله لصيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا، ومن السنة أن نقول عند رؤية هلاله: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله) رواه ابن حبان في "صحيحه".

    فاحرص -أخي المسلم- على استقبال هذا الوافد الكريم, وأحسن استغلال أيامه ولياليه فيما يقربك من مولاك, وتعرض لنفحات ربك, ولا تكن ممن همه في استقباله تنويع المأكولات والمشروبات, وإضاعة الأوقات والصلوات, فسرعان ما تنقضي الأيام والساعات, وما هي إلا لحظات حتى يقال انتهى رمضان, بعد أن يفوز فيه أقوام ويخسر آخرون, نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا لصيامه وقيامه, وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر, إنه جواد كريم.
                  

06-29-2014, 10:42 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال


    ما هي نية صيام فرض شهر رمضان أداء وليس قضاء؟ وهل أقول بداخلي من غير تحريك الشفتين واللسان بتاتاً أصوم غداً أداء فرض صيام شهر رمضان؟ أم كيف؟ وهل هناك اختصار لجملة النية؟ حفظكم الله من كل شر.


    الإجابــة






    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فالنية عمل قلبي ولا تفتقر إلى تلفظ، مختصرة أو مطولة، بل إن التلفظ بها بدعة في الدين، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ فبمجرد أن ينوي الشخص بقلبه دون تلفظ في جزء من الليل أنه صائم غدا فإن ذلك يكفي، ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وكذلك نية الصيام في رمضان لا يجب على أحد أن يقول أنا صائم غداً باتفاق الأئمة، بل يكفيه نية قلبه. انتهى.

    وانظرللفائدة الفتوى رقم: 164211.

    والله أعلم.
                  

06-29-2014, 10:45 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال





    نرجو أن تجيبونا على هذه الأسئلة وبارك الله فيكم: تعريف الصوم لغة وشرعا، وما هي أركانه وشروط صحته، وهل من رأى هلال رمضان وحده يرد الإمام شهادته، وإن أفطر هل عليه كفارة أم قضاء، ما حكم من أكل أو شرب مكرها في نهار رمضان?

    الإجابــة







    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإن الصوم في اللغة يراد به مطلق الإمساك عن الشيء؛ كما في قول الله تعالى: إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا {مريم:26}، قال أهل التفسير: يعني صمتاً عن الكلام.

    وأما معناه في الشرع، فهو الإمساك عن المفطرات شهوتي البطن والفرج...من طلوع الفجر الصادق إلى تحقق غروب الشمس بنيته.

    وأركانه: الصائم والنية والإمساك عن المفطرات، وأما شروط صحته فهي: الإسلام، فلا يصح من كافر، والنقاء من دم الحيض والنفاس، فلا يصح ممن لم يتوقف عنها دم الحيض أو النفاس، وله شروط وجوب وهي: البلوغ، والعقل، والقدرة والإقامة.

    ورؤية هلال رمضان تثبت بعدل واحد على القول الصحيح؛ كما بينا من قبل وراجع الفتوى رقم: 95635.

    ومن رأى هلال رمضان وحده وجب عليه الصوم -عند الجمهور- ولو لم تقبل شهادته به، وإن أفطر فعليه القضاء أو مع الكفارة إذا حصل منه جماع، وأما من أكره على الفطر في رمضان، فإن الإثم يكون على من أكرهه، ولا إثم على المكرَه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.

    ولكن الإكراه المعتبر هو ما يخاف فيه المسلم على نفسه من قتل أو ضرب أو سجن ونحو ذلك... ويجب عليه القضاء عند جمع من أهل العلم، كما في القوانين الفقهية لابن جزي المالكي.

    هذا وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25423، 11814، 13303.

    والله أعلم.
                  

06-29-2014, 10:51 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)





    شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن





    قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} (البقرة:185).

    القول في هذه الآية تنظمه عشر مسائل:

    الأولى: (الشهر) مشتق من الشُّهرة؛ لأن الهلال يظهر لملتمسيه، فيشهرونه؛ ليراه الناس، فيثبت الشهر عندهم. و(رمضان) عَلَم على الشهر التاسع من أشهر السنة العربية القمرية المفتتحة بالمحرم؛ فقد كان العرب يفتتحون أشهر العام بالمحرم؛ لأن نهاية العام عندهم هي انقضاء الحج. و(رمضان) ممنوع من الصرف؛ للعلمية وزيادة الألف والنون؛ لأنه مشتق من الرمضاء، وهي الحرارة؛ لأن رمضان أول أشهر الحرارة بناء على ما كان من النسيء في السنة عند العرب.

    قال ابن عاشور: "وإنما أضيف لفظ الشهر إلى رمضان في هذه الآية مع أن الإيجاز المطلوب لهم يقتضي عدم ذكره؛ إما لأنه الأشهر في فصيح كلامهم؛ وإما للدلالة على استيعاب جميع أيامه بالصوم؛ لأنه لو قال: رمضان لكان ظاهراً لا نصاً، لا سيما مع تقدم قوله {أياما} فيتوهم السامعون أنها أيام من رمضان". والمعنى أن الجزء المعروف بشهر رمضان من السنة العربية القمرية، هو الذي جُعِلَ ظرفاً لأداء فريضة الصيام المكتوبة في الدين، فكلما حل الوقت المعين من السنة المسمى بشهر رمضان، فقد وجب على المسلمين أداء فريضة الصوم فيه.

    الثانية: المراد بإنزال القرآن في {شهر رمضان} ابتداء إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن فيه ابتداء النزول، فعبر عن إنزال أوله باسم جميعه؛ لأن ذلك القدر المنزل مقدر إلحاق تكملته به، كما جاء في كثير من الآيات مثل قوله سبحانه: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} (الأنعام:92)، وذلك قبل إكمال نزوله، فيشمل كل ما يلحق به من بعد.

    قال القرطبي: "ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر جملة واحدة، فوُضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجماً نجماً في الأوامر والنواهي والأسباب، وذلك في عشرين سنة". وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "أنزل القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة إلى الكتبة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام نجوماً -يعني الآية والآيتين- في أوقات مختلفة في إحدى وعشرين سنة".

    واختير شهر رمضان من بين الأشهر؛ لأنه قد شَرُفَ بنزول القرآن فيه، فإن نزول القرآن لما كان لقصد تنزيه الأمة وهداها، ناسب أن يكون ما به تطهير النفوس والتقرب من الحالة الملكية واقعاً فيه.

    الثالثة: قوله تعالى: {هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} إشارة إلى وجه تفضيل شهر رمضان بسبب ما نزل فيه من الهدى والفرقان. والمراد بـ(الهدى) الأول: ما في القرآن من الإرشاد إلى المصالح العامة والخاصة التي لا تنافي العامة. وبالبينات من الهدى: ما في القرآن من الاستدلال على الهدى الخفي، الذي ينكره كثير من الناس، مثل أدلة التوحيد، وصدق الرسول، وغير ذلك من الحجج القرآنية.

    و(الفرقان) مصدر (فَرَقَ)، وقد شاع في الفرق بين الحق والباطل، أي: إعلان التفرقة بين الحق الذي جاءهم من الله، وبين الباطل الذي كانوا عليه قبل الإسلام.

    الرابعة: و{شهد} يجوز أن يكون بمعنى (حضر) كما يقال: إن فلاناً شهد بدراً، وشهد أحداً، أو شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: حضرها. والمعنى على هذا: حضر في الشهر، أي لم يكن مسافراً، وهو المناسب لقوله بعده: {ومن كان مريضا أو على سفر}، أي: فمن حضر في الشهر، فليصمه كله.

    ويجوز أن يكون {شهد} بمعنى (علم)، كقوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} (آل عمران:18)، أي: علم بحلول الشهر، وليس {شهد} بمعنى (رأى)؛ لأنه لا يقال: شهد بمعنى رأى، وإنما يقال: شاهد. ومن يفهم قوله سبحانه: {شهد} بمعنى (رأى) فقد أخطأ خطأ بيِّناً، وهو يفضي إلى أن كل فرد من الأمة معلق وجوب صومه على مشاهدته هلال رمضان، فمن لم ير الهلال لا يجب عليه الصوم، وهذا باطل.

    قال جمهور الأمة: "من شهد أول الشهر وآخره فليصم ما دام مقيماً، فإن سافر أفطر". وهذا هو الصحيح وعليه تدل الأخبار الثابتة. وقد ترجم البخاري لهذا، فقال: "باب: إذا صام أياماً من رمضان، ثم سافر"..عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس.

    ثم قال الحنفية: مَن {شهد} الشهر بشروط التكليف غير مجنون ولا مغمى عليه فليصمه، ومن دخل عليه رمضان وهو مجنون وتمادى به طول الشهر فلا قضاء عليه؛ لأنه لم يشهد الشهر بصفة يجب بها الصيام. ومن جنَّ أول الشهر وآخره فإنه يقضي أيام جنونه. قالوا: وإذا أسلم الكافر، أو بلغ الصبي قبل الفجر لزمهما الصوم صبيحة اليوم، وإن كان بعد الفجر استحب لهما الإمساك، وليس عليهما قضاء الماضي من الشهر، ولا اليوم الذي بلغ فيه الصبي، أو أسلم الكافر.

    وقال جمهور أهل العلم: ليس عليه قضاء ما مضى؛ لأنه إنما شهد الشهر من حين إسلامه. قال مالك: وأحب إلي أن يقضي اليوم الذي أسلم فيه. قال القرطبي: "الصحيح لا يجب عليه الإمساك في بقية اليوم، ولا قضاء ما مضى".

    الخامسة: قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا} قالوا في وجه إعادته مع تقدم نظيره في قوله سبحانه: {فمن كان منكم مريضا}: إنه لما كان صوم رمضان واجباً على التخيير بينه وبين الفدية بالإطعام بالآية الأولى وهي {كتب عليكم الصيام}، وقد سقط الوجوب عن المريض والمسافر بنصها، فلما نسخ حكم تلك الآية بقوله: {شهر رمضان}، وصار الصوم واجباً على التعيين، خيف أن يظن الناس أن جميع ما كان في الآية الأولى من الرخصة قد نُسخ، فوجب الصوم أيضاً حتى على المريض والمسافر، فأعيد ذلك في هذه الآية الناسخة؛ تصريحاً ببقاء تلك الرخصة، ونُسخت رخصة الإطعام مع القدرة والحضر والصحة لا غير، وهذا بناء على كون هذه الآية ناسخة للتي قبلها.

    فإن قلنا: إنهما نزلتا في وقت واحد، كان الوجه في إعادة هذا الحكم هو هذا الموضع الجدير بقوله: {ومن كان مريضا}؛ لأنه جاء بعد تعيين أيام الصوم، وأما ما تقدم في الآية الأولى فهو تعجيل بالإعلام بالرخصة؛ رفقاً بالسامعين، أو أن إعادته لدفع توهم أن الأول منسوخ بقوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} إذا كان {شهد} بمعنى (تحقق) و(علم)، مع زيادة في تأكيد حكم الرخصة؛ ولزيادة بيان معنى قوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.

    ثم إن للمريض حالتان: إحداهما: ألا يطيق الصوم بحال؛ فعليه الفطر واجباً. الثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة؛ فهذا يُستحب له الفطر، ولا يصوم إلا جاهل. قال ابن سيرين: متى حصل الإنسان في حال يستحق بها اسم المرض صح الفطر؛ قياساً على المسافر لعلة السفر، وإن لم تدعُ إلى الفطر ضرورة. وقال جمهور أهل العلم: إذا كان به مرض يؤلمه ويؤذيه، أو يخاف تماديه، أو يخاف تزيُّده صح له الفطر. قال القرطبي: "قول ابن سيرين أعدل شيء في هذا الباب، إن شاء الله تعالى".

    السادسة: قوله سبحانه: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} تعليل لقوله سبحانه: {ومن كان مريضا أو على سفر}، وبيان للحكمة من الرخصة، أي: شرع لكم القضاء؛ لأنه يريد بكم اليسر عند المشقة، ولا يريد بكم العسر في التكاليف. وجوز ابن عاشور أن يكون تعليلاً لجميع ما تقدم من قوله: {كتب عليكم الصيام} إلى هنا، فيكون إيماء إلى أن مشروعية الصيام -وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر- فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر، أي: تيسير تحصيل رياضة النفس بطريقة سليمة من إرهاق أصحاب بعض الأديان الأخرى أنفسهم.

    السابعة: قوله سبحانه: {ولتكملوا العدة} المعنى: يريد الله أن تكملوا العدة، و(إكمال العدة) يحصل بقضاء الأيام التي أفطرها من وجب عليه الصوم؛ ليأتي بعدة أيام شهر رمضان كاملة، فإن في تلك العدة حكمة تجب المحافظة عليها، فبالقضاء حصلت حكمة التشريع، وبرخصة الإفطار لصاحب العذر حصلت رحمة التخفيف. وقد يراد بـ (إكمال العدة) إكمال عدة الهلال، سواء كانت تسعاً وعشرين يوماً أو ثلاثين. قال العلماء: ولا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهاراً، بل هو لليلة التي تأتي، هذا هو الصحيح. وقد روى عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً صُبْحَ ثلاثين يوماً، فرأى هلال شوال نهاراً، فلم يفطر حتى أمسى). أخرجه الدار قطني.

    الثامنة: قوله سبحانه: {ولتكبروا الله} تعليل لحكمة متضمنة لمقصد إرادة الله تعالى، وهو أن يكبروه. والمراد بـ (التكبير) النسبة والتوصيف، أي: أن تنسبوا الله إلى الكِبَر، و(الكبر) هنا كبر معنوي لا جسمي، فهو العظمة والجلال والتنزيه عن النقائص كلها، أي: لتصفوا الله بالعظمة، وذلك بأن تقولوا: الله أكبر، وهي جملة تدل على أن الله أعظم من كل عظيم في الواقع، كالحكماء، والملوك، والسادة، والقادة، ومن كل عظيم في الاعتقاد كالآلهة الباطلة، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية.

    وقد روي عن بعض السلف أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون، قال الشافعي: وتُشَبَّه ليلة النحر بها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا. والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك والشافعي. وروى الدار قطني عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى.

    قال القرطبي: "وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر". وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال: أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى، ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى، وحين يخرج الإمام إلى الصلاة، وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج. وقال أبو حنيفة: يكبر في الأضحى، ولا يكبر في الفطر.

    قال ابن عاشور: "وفي لفظ التكبير عند انتهاء الصيام خصوصية جليلة؛ وهي أن المشركين كانوا يتزلفون إلى آلهتهم بالأكل والتلطيخ بالدماء، فكان لقول المسلم: الله أكبر، إشارة إلى أن الله يُعْبَدُ بالصوم، وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام".

    وقد دلت الآية على الأمر بالتكبير؛ إذ جعلته مما يريده الله، وهو غير مفصل في لفظ التكبير، ومجمل في وقت التكبير؛ وعدده، وقد بينت السنة القولية والفعلية ذلك على اختلاف بين الفقهاء في الأحوال. فأما لفظ التكبير فظاهر الآية أنه كل قول فيه لفظ الله أكبر، والمشهور في السنة أنه يكرر (الله أكبر) ثلاثاً، وبهذا أخذ مالك وأبو حنيفة والشافعي، وقال مالك والشافعي: إذا شاء المرء زاد على التكبير تهليلاً وتحميداً، فهو حسن، ولا يترك (الله أكبر)، فإذا أراد الزيادة على التكبير كبر مرتين، ثم قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد. وقال أحمد: هو واسع. وقال أبو حنيفة: لا يجزئ غير ثلاث تكبيرات.

    التاسعة: قوله سبحانه: {على ما هداكم} قيل: لِمَا ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وقيل: بدلاً عما كانت الجاهلية تفعله من التفاخر بالآباء والتظاهر بالأحساب والأنساب، وتعديد المناقب. وقيل: لتعظموه على ما أرشدكم إليه من الشرائع، فهو عام.

    العاشرة: قوله عز وجل: {ولعلكم تشكرون} تعليل آخر، وهو أعم من مضمون جملة {ولتكبروا الله على ما هداكم}؛ فإن التكبير تعظيم، يتضمن شكراً، والشكر أعم؛ لأنه يكون بالأقوال التي فيها تعظيم لله تعالى، ويكون بفعل القُرَب من الصدقات في أيام الصيام وأيام الفطر.
                  

06-30-2014, 07:19 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    مقدمة في أحكام الصيام





    صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، متفق عليه. والفقه بأحكام الإسلام من أوجب الواجبات، وآكد المطلوبات، خاصة ما كان يتعلق منه بفرائض العبادات، كالصلاة والزكاة وباقي أركان الإسلام.

    والصيام فريضة من فرائض ديننا الحنيف ، شرعه الله لهذه الأمة ، كما شرعه لمن سبقها من الأمم، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).

    وقبل الشروع في الكلام على أحكام الصيام، هناك مقدمات لا بد من ذكرها بين يدي الموضوع، تتعلق بتعريف الصوم، وفرضيته، ومراحل تشريعه، ومراتبه.

    تعريف الصوم:

    فالصيام لغة: الإمساك مطلقاً، تقول: صام عن الكلام، إذا امتنع عنه ولم يكلم أحداً، ومنه قول مريم: {إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} (مريم:26).

    وشرعاً: الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.

    فرْضيَّة الصيام:

    وفرضيَّة صيام شهر رمضان ثبتت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ أما الكتاب فقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} (البقرة:183).

    وأما السنة فقوله عليه الصلاة والسلام: (بني الإسلام على خمس...) إلى قوله: (وصوم رمضان)، متفق عليه، وقد أجمعت الأمة على فرضية صوم رمضان.

    وبناء على هذا فقد قرر أهل العلم أن صيام رمضان فرض على كل مسلم عاقل بالغ صحيح مقيم خال من الموانع.

    مراحل تشريع الصيام :

    فرضية رمضان مرت بأربع مراحل:
    المرحلة الأولى: صيام يوم عاشوراء وجوباً، وهو اليوم العاشر من المحرم ، وكان صلى الله عليه وسلم قد أمر بصيام هذا اليوم قبل أن يفرض صيام شهر رمضان؛ وفي "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء، وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان ترك؛ أي تركه على أنه فرض، وسنَّ صيامه لمن شاء.

    أما المرحلة الثانية فجاءت بالتخيير بين صيام شهر رمضان، أو دفع فدية للمساكين، قال تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة:184).

    والمرحلة الثالثة: كانت إيجاب الصيام على المقيم الصحيح القادر المكلف، فإذا غربت الشمس، كان للصائم أن يأكل ويشرب ما لم ينم، فإن نام، حرم عليه الطعام والشراب وقربان النساء إلى الليلة القابلة ، ولما كان الصيام على هذه الشاكلة فيه من الحرج ما لا يخفى، خفف عن المسلمين ذلك؛ ويدل على هذه المرحلة وملابساتها، ما رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه، قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري، كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلقُ فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك -تتحسر عليه- فلما انتصف النهار غشي عليه، فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} (البقرة:187) ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزل قوله تعالى بعدُ: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} (البقرة:187).

    واستقر الأمر في المرحلة الرابعة: على وجوب صوم هذا الشهر الكريم، على كل مكلف قادر مستطيع على الصيام، قال تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185).

    ثم إن الصيام ليس على درجة واحدة، ولا على مرتبة واحدة، بل منه الواجب والمحرم ومنه المستحب والمكروه. فمن الصوم الواجب، صيام رمضان، وصوم النذر؛ ومن الصوم المحرم صيام يومي العيدين. ومن الصوم المندوب صيام ستة أيام من شوال، وصيام يومي التاسع والعاشر من المحرم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام يوم وإفطار يوم، ومن الصوم المكروه صوم يوم الجمعة منفرداً، وقد فصَّلت السنةُ النبويةُ كلَّ ذلك وبينته بياناً تاماً.
                  

06-30-2014, 07:20 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    سنن الصوم وآدابه





    الأدب عنوان فلاح المرء وسعادته في الدنيا والآخرة, وأكمل الأدب وأعظمه الأدب مع الله سبحانه, ولذلك شُرع لكل عبادة في الإسلام آداب ينبغي على المسلم الحفاظ عليها ومراعاتها؛ فالصلاة لها آداب, والحج له آداب, والصوم كذلك له آداب عظيمة، لا يتم على الوجه الأوفق إلا بها, ولا يكمل إيمان العبد إلا بتحقيقها.

    والعبادات وإن كانت تصح من غير الإتيان بآدابها وسننها إلا أنها تبقى ناقصة الأجر، قليلة الأثر، ولأجل هذا الملحظ شُرعت السنن والآداب لتكميل النقص الذي يطرأ على الفرائض والواجبات.

    وقد جاءت الشريعة بكف اللسان عن المحرمات من غيبة ونميمية وكذب وسفه وعدوان في كل وقت وحين، إلا أن الكف عن هذه الأمور يتأكد في رمضان، لمنافاتها لحقيقة الصوم والغاية منه، وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذٍ ولا يجهل، فان سابَّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني امرؤ صائم) رواه البخاري ومسلم، و(الرفث) هو: الكلام الفاحش، قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، قال: وكانوا إذا صاموا -يقصد السلف الصالح- قعدوا في المساجد، وقالوا: نحفظ صومنا، ولا نغتاب أحداً.

    وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

    فعلى الصائم أن يحفظ بصره عن النظر إلى المحرمات, ويحفظ أذنه عن الاستماع للغناء وآلات اللهو, ويحفظ بطنه عن كل مكسب خبيث محرم, فليس من العقل والحكمة أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المباحات من الطعام والشراب والجماع , وهو لم يتقرب إليه بترك ما حُرِّم عليه في كل حال, من الكذب والظلم والعدوان, وارتكاب المحرمات، ومن فعل ذلك كان كمن يضيِّع الفرائض، ويتقرب بالنوافل.

    كما يستحب للصائم بذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم: (كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) رواه البخاري ومسلم.

    ومن السنن المشروعة في الصيام، تناول السحور وتأخيره، لما في ذلك من عون على صيام النهار، قال صلى الله عليه وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم، وقال في الحديث الآخر: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم.

    يقول زيد بن ثابت: "تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة"، متفق عليه، وهو يدل على استحباب تأخير السحور.

    كما يستحب للصائم تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه. وأن يفطر على رطبات إن تيسر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمذي.

    ومن الأمور المسنونة للصائم الدعاء عند فطره، وفي الحديث: (ثلاثة لا ترد دعوتهم -وذكر منهم- والصائم حين يفطر) رواه الترمذي، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام عند الإفطار قوله: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى) رواه أبو داود.

    وبهذا يتبين أن حقيقة الصيام ليست مجرد الإمساك عن المفطرات الحسية فحسب, فإن ذلك يقدر عليه كل أحد, كما قال بعضهم: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام"، ولكن حقيقة الصيام ما أخبر عنه جابر رضي الله عنه بقوله: "إذا صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".

    فاحرص -أخي الصائم- على الالتزام بهذه الآداب والمسنونات، واجتنب المحرَّمات والمكروهات، ففي ذلك حفظ لصومك، ومرضاة لربك، وزيادة في أجرك.
                  

06-30-2014, 07:21 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    أخطاء في الصوم





    شرع الله الصوم لغاية عظيمة، هي تحصيل تقوى الله جل وعلا، وتزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، فليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على العباد، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية والآداب المرعية كلما كان أكثر ثمرة وأعظم أجراً، ومع الأسف الشديد فإن بعض الصائمين لا يلتزمون هذه الأحكام والآداب فتصدر منهم الأخطاء والمخالفات التي تؤثر على صومهم أو تنقص أجره وثوابه، وهناك بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم التنبه لها والحذر منها:

    أولاً: عدم إدراك البعض لفضائل هذا الشهر الكريم، فيستقبلونه كغيره من شهور العام، وقصارى اهتمام بعضهم أن يستقبله بشراء الأطعمة والمشروبات بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.

    ثانياً: التأفف من دخول شهر رمضان، وتمني ذهابه وسرعة زواله، وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه والحدِّ من شهواتها، فلا يستشعر معنى التعبد وحلاوة الطاعة، وربما صام مجاراةً للناس وتقليداً وتبعية، فيكون بذلك قد حرم نفسه الاستفادة المثلى من هذا الشهر الكريم.

    ثالثاً: عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال عنها، فإن صوم رمضان فريضة وعبادة يجب على المسلم أن يعرف كيف يؤديها على الوجه الصحيح المقبول، فيعرف الأركان والواجبات والسنن والمكروهات والمفطرات.

    رابعاً: عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم، فتجد الصائم يتحرز من المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع لكنه لا يتحرز من الغيبة والنميمة واللعن والسباب والنظر إلى المحرمات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.

    خامساً: ترك بعض السنن ظنًّا بعدم شرعيتها حال الصيام، كترك المضمضة والاستنشاق؛ خوفاً من وصول الماء إلى الحلق، مع أن المنهيَّ عنه إنما هو المبالغة التي يخشى معها وصول الماء إلى الجوف، فعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه الترمذي وغيره، ومثل ذلك ترك السواك بعد الزوال؛ تحرجاً من الإثم، مع أن الصحيح أن السواك مشروع للصائم قبل الزوال وبعده.

    سادساً: ومن هذا القبيل تحرج البعض من بلع الريق في نهار رمضان لظنه أنه إذا بلع بصاقه فقد فسد صومه، وهذا ليس بصحيح، إذ لم يثبت في الشرع أن بلع البصاق من المفطرات التي يبطل الصوم بها.

    سابعاً: عدم تبييت النية لصيام الفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) رواه النسائي، وفي رواية: (من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له). والمشروع من ذلك أن يبيت النية في نفسه من غير تلفظٍ بها.

    ثامناً: تعمد الأكل والشرب مع أذان الصبح أو بعده، والذي ينبغي على المسلم أن يحتاط لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع الأذان.

    تاسعاً: تخصيص هذا الشهر بالطاعة والاستقامة دون غيره، فما أن ينقضي الشهر حتى يعود بعض الناس إلى ما كانوا قد اعتادوه من المعصية والمخالفات، وهو خطأ عظيم يدل على عدم إدراكهم لحقيقة شهر رمضان، وضعف تأثيره في نفوسهم، فإن رب الشهور واحد، والله جل وعلا حذر من معصيته ومخالفة أوامره ونواهيه في كل وقت، ولا يزال المرء يتقلب في منازل العبودية ومدارجها حتى يأتيه اليقين من ربه.

    عاشراً: اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار وما يترتب عليه من إضاعة الصلوات أو تأخيرها عن وقتها، والسهر في الليل على ما يسخط الله ويغضبه من لهو ولعب ومشاهدة القنوات، فتضيع بذلك على الإنسان أشرف الأوقات فيما لا فائدة فيه بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل.

    حادي عشر: تحرج بعض الصائمين من أن يصبح جنباً وهو صائم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم.

    ثاني عشر: سوء الخلق وسرعة الغضب والطيش في نهار رمضان بسبب الجوع وخلاء البطن، مع أن المفترض أن يهذب الصوم أخلاق الصائم، ويضبط مشاعره وانفعالاته متمثلاً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (الصوم جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ، أو شاتمه، فليقل: إني صائم) رواه البخاري ومسلم.

    ثالث عشر: ما يلاحظ في أول الشهر من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة وقراءة القرآن، ثم لا يلبث أن يتسلل الفتور إليهم فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر الذي يفترض أن يضاعف فيه الجهد لما للعشر الأواخر من مزية على غيرها، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر (شدَّ المئزر، وأحيا الليل، وأيقظ أهله) رواه ابن خزيمة في صحيحه.
                  

06-30-2014, 07:22 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال

    إن الشياطين تصفد في رمضان. فكيف ظهر شيطان لأبي هريرة في رمضان؟

    الفتوى


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فظاهر حديث أبي هريرة يدل على أن الشيطان ظهر له في رمضان، لأنه كان موكلا بصدقة الفطر وكانوا يجمعونها قبل يوم الفطر. ففي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ)، أَيْ بِجَمْعِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ لِيُفَرِّقَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْفُقَرَاءِ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: أَيْ فِي حِفْظِهَا، أَيْ فَوَّضَ إِلَيَّ ذَلِكَ. انتهى.

    وقال الحافظ ابن حجر عند ذكر فوائد قصة أبي هريرة وما يؤخذ من الحديث: وَفِيهِ جَوَازُ جَمْعِ زَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَتَوْكِيلِ الْبَعْضِ لِحِفْظِهَا وَتَفْرِقَتِهَا. انتهى. وفي شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين عند شرح الحديث المذكور: هذه القصة قصة عجيبة عظيمة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وكل أبا هريرة رضي الله عنه على صدقة رمضان يعني الفطر يحفظها وكانوا يجمعونها قبل العيد بيوم أو يومين، وكان أبو هريرة وكيلا عليها، وفي ليلة من الليالي جاء رجل يحثو من الطعام فأمسكه أبو هريرة وقال لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.

    ولم نجد من أهل العلم من ذكر وجه الجمع بين ظهورالشيطان لأبي هريرة وبين الحديث الوارد في تصفيد الشياطين في رمضان، لكن الظاهرأن لا تعارض بين الأمرين، فقد ذكر العلماء أن التصفيد قد يكون خاصا بمردتهم أو بعضهم أوالمراد به تقليل شرورهم وبالتالي فلا مانع من محاولة من سلم منهم من التصفيد الإضرار بالإنس وبهذا يرتفع الإشكال.

    قال الحافظ ابن حجر: وقال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره يعني تصفيد الشياطين: فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيراً، فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك: فالجواب: أنها إنما تُغَلُّ عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم، كما تقدم في بعض الروايات، أو المقصود تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية، لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية. انتهى.

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى
                  

06-30-2014, 07:23 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال








    ما حكم الصيام إذا كانت الفترة بين صلاة الفجر والمغرب حوالي: 18 ساعة؟.

    الفتوى









    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فالواجب على المسلمين في البلد المسؤول عن الصوم فيها أن يصوموا رمضان على ما أمر الله تعالى، إلا من كان له عذر يبيح الفطر كمرض أو سفر، فالصيام في الصورة المسؤول عنها واجب ـ بلا شك ـ من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وقد وجه إلى العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ هذا السؤال: هذا السؤال الذي يتكرر دائماً عند الإخوان المبتعثين للدراسة في أوروبا وهو بخصوص الصوم، وذلك أن بعض البلاد الأوروبية لا يكون فيها الليل إلا قصيراً جدًّا تصل أحياناً إلى الأربع ساعات فقط، ويكون النهار طويلاً جداً يصل إلى العشرين ساعة، فما يجب عليهم؟ فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله: الواجب على هؤلاء أن يصوموا رمضان في النهار كله ـ سواء طال أم قصرـ لقوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. {البقرة: 187}.

    ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الإمساك: إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر.

    وقوله في الإفطار: إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم.

    فهذه النصوص من الكتاب والسنة تدل على أنه مادام هناك ليل ونهار فالواجب الإمساك في النهار طال أم قصر، وأنه لا يجوز اعتبار البلاد المجاورة، ولا اعتبار بلاد المبتعث، لأن البلاد التي ابتعثت إليها يكون فيها ليل ونهار يتميز أحدهما عن الآخر، فهو كما لو كان في بلده الأصلية.

    انتهى.

    وبه يتبين حكم المسألة المسؤول عنها بوضوح لا خفاء به، وأما إذا كان الليل والنهار لا يتمايزان في بلد، فقد بينا ما يجب على أهلها من حيث الصوم والصلاة في الفتوى رقم: 13228، فلتراجع.

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى
                  

06-30-2014, 07:51 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال


    ما حكم ابتلاع شيء لا طعم له في نهار رمضان عمدًا؛ بحيث إنه يدخل في الفم ويبتلع، ولو لم يشاهد بالعين لما علم بدخوله؟ أرجو أن يكون الرد واضحًا فأنا مبتلاة بالوسواس القهري، ولا أريد أن أوسوس في صيامي أكثر من ذلك.

    الفتوى





    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فنسأل الله لك العافية، وننصحك بضرورة ترك الوساوس, وعدم الاسترسال معها والالتفات إليها؛ وراجعي لزامًا الفتاوى أرقام: 3086، 188793، 134196.

    ثم اعلمي أن سؤالك بحاجة إلى إيضاح فقولك: بحيث إنه يدخل في الفم ويبتلع، ولو لم يشاهد بالعين لما علم بدخوله. يحتاج إلى شرح، ولكن إن كنت تسألين عن حكم ابتلاع ما لا يؤكل عادة في نهار رمضان, فالجواب أن كلما وصل إلى جوف الصائم مما يؤكل عادة، ومما لا يؤكل فإنه يبطل صومه.

    قال الشيرازي في المهذب: فإن استف ترابًا، وابتلع حصاة، أو درهماً أو ديناراً بطل صومه؛ لأن الصوم هو الإمساك عن كل ما يصل إلى الجوف، وهذا ما أمسك, ولهذا يقال: فلان يأكل الطين، ويأكل الحجر؛ ولأنه إذا بطل الصوم بما يصل إلى الجوف مما ليس يؤكل كالسعوط، والحقنة وجب أيضاً أن يبطل بما يصل مما ليس بمأكول.

    وعزاه النووي في شرحه على المهذب إلى عامة السلف، والخلف.

    قال النووي في المجموع شرح المهذب: {فَرْعٌ} لَوْ ابْتَلَعَ شَيْئًا يَسِيرًا جِدًّا كَحَبَّةِ سِمْسِمٍ، أَوْ خَرْدَلٍ وَنَحْوِهِمَا أَفْطَرَ بِلَا خِلَافٍ عِنْدَنَا, وَبِهِ قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ, وَقَالَ الْمُتَوَلِّي: يُفْطِرُ عِنْدَنَا، وَلَا يُفْطِرُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ كَمَا قَالَ فِي الْبَاقِي فِي خَلَلِ الْأَسْنَانِ.

    وعليه فدخول شيء ولو قليلًا - ولو بلا طعم - عمدًا يُفطِّرُ الصائم.

    أما إذا لم يكن مختارًا فلا يُفطِرُ بذلك, قال البخاري في صحيحه: باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا، وقال عطاء: إن استنثر فدخل الماء في حلقه لا بأس إن لم يملك, وقال الحسن: إن دخل حلقه الذباب فلا شيء عليه.

    ولكن لا بد من تحقق دخوله، لا سيما مع الوسوسة، فلا تلتفتي للوسوسة بدخول شيء إلا أن تتحققي ابتلاع شيء من ذلك مع تعمده.

    والله أعلم.

                  

06-30-2014, 07:52 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال






    يوجد في حينا عدد من المساجد، ولكن الأذان مواعيده غير موحدة، فالمسافة الزمنية بين أول أذان مسموع وآخر أذان قد تصل إلى ربع الساعة، ففي رمضان لا ندري أيكون الإفطار على أول أذان مسموع بوضوح؟ أم على أذان أقرب مسجد؟ أم على توقيت الدولة؟ وكذلك الإمساك؟.
    الرجاء كريم تفضلكم بالإفادة.

    الفتوى







    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فالإفطار يكون عند غروب الشمس - لا على الأذان الأول ولا على الأذان الثاني - لقول النبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ. متفق عليه.

    وكذا الإمساك يكون مع طلوع الفجر، فيلزمكم تحري غروب الشمس حتى تعلموا وقت صلاة المغرب والإفطار، وكذا تحري أوقات الصلوات الخمس، ومن لم يكن عارفا بعلامات دخول الوقت فله تقليد مؤذن عدل عارف بالأوقات، وأوقات الصلاة لا تعرف إلا بالعلامات الكونية التي جعلها الشرع دليلا على دخول أوقات تلك الصلوات، وبالتالي فإن التقويم الصادر من وزارة الأوقاف ونحوها لا يعتمد عليه إذا علم أوغلب على الظن أنه مخالف للعلامات الشرعية، أو أنه غير دقيق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 97824 . ونحن نستبعد أن يصل فارق التوقيت في أذان المغرب بين المساجد إلى ربع ساعة، كما ذكرت السائلة.

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى
                  

06-30-2014, 08:42 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال














    ما حكام صيام أول يوم العيد علما بأن الدولة أعلنت عن يوم العيد وباقي الدول العربية مكملة لشهر رمضان. هل أفطر مع هذه الدولة أو أواصل الصيام وجزاكم الله كل خير؟

    الفتوى













    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فالراجح عندنا أن لأهل كل بلد رؤيتهم، فإذا رؤي الهلال في البلد الذي أنت فيه فإنك تفطر معهم كما بيناه في الفتوى رقم: 39425. ولكن إذا كانت هذه البلدة لا تراعى فيها الضوابط الشرعية في تحري الهلال، ولا تعتمد على رؤية الهلال رؤية شرعية وإنما تقتصر على التقاويم الفلكية مثلا فإنك تفطر مع أقرب بلد تراعى فيه هذه الضوابط كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 113796.

    والله أعلم.

                  

06-30-2014, 08:44 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال

    أنا من تونس وأعمل في القطر الليبي المجاور. عند حلول شهر رمضان الفائت كنت في ليبيا وكان صيامنا هناك سابقا بيوم لتونس. وفي عطلة عيد الفطر رجعت إلى تونس وكان يوم التاسع والعشرين من رمضان في تونس هو تمام الثلاثين في صيامي. ولكن في تونس أتموا صيام الثلاثين لعدم ثبوت رؤية هلال شهر شوال، فأفطرت مخالفا لأهل البلد الذي أنا فيه كي لا أصوم واحدا وثلاثين يوما. فهل ما قمت به صحيح؟ وثم أريد رأيكم في مسألة الاختلاف الحاصل بين المسلمين في التقويم. صحيح أن هذا الاختلاف كان موجودا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده، ولكننا في عصر تطورت فيه العلوم و أصبح من الممكن معرفة إمكانية رؤية الهلال من عدمها مسبقا. أما آن لنا نحن المسلمين أن نتوحد على الأقل في تقويمنا؟

    الفتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فمسألة من سافر إلى بلد تأخر فيه ثبوت الشهر عن البلد الذي بدأ الصوم فيه وأتموا صيام ثلاثين يوما فماذا يفعل فيه هو؟ في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم. فمنهم من قال يلزمه الصوم معهم لأنه صار منهم، ومنهم من قال يفطر لأنه التزم حكم البلد الأول. وصحح النووي القول الأول، وانظر الفتوى رقم: 95336.

    فعلى القول الثاني لا حرج على الأخ السائل فيما فعل.

    وفي ما يخص المسألة الثانية؛ فمعلوم أن الصيام والفطر يعتمد فيهما على رؤية الهلال، وليس على التقويم الذي يعتمد على الحسابات الفلكية، ومسألة الاختلاف الحاصل في هذا الموضوع راجع إلى مسألة اختلاف المطالع. وسبق بيان هذه المسألة والخلاف في اعتبار المطالع في الفتوى رقم: 6636.

    والمسألة سهلة والخلاف فيها لا يجوز أن يكون سبب فرقة بين المسلمين، واختلافهم في الصوم بسبب ما ذكرنا لا ينافي اجتماعهم واتحاد كلمتهم كما هو الشأن في ابتداء الصوم كل يوم، فيصوم من في المشرق ولا يزال من في المغرب مفطرا، وليس في ذلك تفرق ولا اختلاف.

    والله أعلم.

    المفتـــي: مركز الفتوى
                  

06-30-2014, 08:48 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    السؤال
    أريد أن أعرف مبطلات الصيام .

    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن مبطلات الصوم هي:
    1/ الأكل والشرب عمداً لا ناسياً، ولا مخطئاً، ولا مكرهاً، سواء أكل أو شرب ما يتغذى به، أو ما لا يتغذى به في النهار من يوم الصوم، قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187].
    وغير العامد قال فيه صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه والطبراني والحاكم.
    2/ القيء عمداً، لما روى أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عنه صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض".
    ومعنى ذرعه: غلبه.
    3/ الجماع: أي إتيان الزوج زوجته ووطؤها، للآية السابقة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الواطئ في رمضان أن يُكفِّر.
    4/ الاستمناء: أي قصد إخراج المني، سواء باليد، أو غيرها، أو بمداعبة الزوجة، إذا نشأ عن ذلك خروج المني.
    و هذا رأي جمهور أهل العلم.
    5/ الحيض والنفاس من المرأة، وعلى هذا إجماع أهل العلم.
    6/ من نوى الفطر وهو صائم، مجرد النية ، بشرط أن تكون جازمة لا ينقصها إلا التطبيق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات.." . متفق عليه.
    والله أعلم.
                  

07-01-2014, 08:12 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    عندما كان يأتي رمضان كنت أحضر المحاضرات, وأستمع عن ما يفسد الصوم, وما لا يفسده, وعلمت أن من مفسداته: الأكل والشرب عمدًا, والقيء عمدًا, والجماع, وغيرها, وعلمت أن مما لا يفسد الصوم: المضمضة, والسواك, ومعجون الأسنان, وغيرها, ولكني لم أسمع أبدًا أن بقايا الطعام في الفم قد تفسد الصيام أحيانًا, مع العلم أني كثير الاستماع للمحاضرات, ولم أسمع شيئًا عن هذا, وكنت أقرأ الأحاديث التي تدل على تأخير السحور حنى سماع الأذان, فقلت في نفسي: لو كانت بقايا الطعام تؤثر لما أمر رسول صلى الله عليه وسلم الناس بتأخير السحور إلى الأذان, وقلت في نفسي: يجب أن أُعرِض عن هذا؛ لأنه من الأشياء المسكوت عنها, وتفاجأت حين علمت أمسِ أن بعض العوالق قد تبطل الصيام, فما واجبي تجاه الأيام التي صمتها؟ وعندما كنت أتسحر وأذن المؤذن رأيت أبي يأكل, فقلت له: أفطرت, فقال لي: لا, لقد سمعت الواعظ – جارنا – يقول: إنه لا بأس في الأكل حين الأذان, وهذا الواعظ موثوق, ويعطي دروسًا, لكن لعل أبي لم يفهم كلامه جيدًا, فهل هذا الكلام صحيح؟ وماذا أفعل تجاه الأيام التي صمتها؟ علمًا أني لا أتذكر هل أكلت معه أم أمسكت.

    الفتوى


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فابتلاع ما بين الأسنان من الطعام عمدًا مفسد للصوم, وانظر الفتوى رقم: 41219, ولكن إذا كان هذا الفعل قد صدر منك عن جهل فإن صومك لا يفسد بذلك, ولا يلزمك القضاء، وانظر الفتوى رقم: 79032, ورقم: 127842.

    وأما أكل أبيك بعد الأذان: فهذا لا يجوز إن علم أن المؤذن يؤذن عند دخول الوقت، وأما إن كان يؤذن قبل دخول الوقت فلا حرج في الأكل حتى يعلم أن وقت الفجر قد دخل، وانظر الفتوى رقم: 127367, ولعل هذا الواعظ يعتقد أن المؤذن يؤذن قبل وقت الفجر الصادق، ولا شيء عليك لما ذكر لكونك لم تتيقن أنك أكلت أو شربت بعد طلوع الفجر الصادق.

    والله أعلم.

                  

07-01-2014, 08:12 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    قرأت في فتوى على موقعكم أن دخول الماء إلى الدبر أثناء الصيام يفسده، ولدي مشكلة حيث إنني لا أستطيع التغوط حتى أدخل كمية من الماء ليست بالقليلة، علماً بأن هذا الماء لا أعلم إن كان يخرج جميعه أم جزء منه مع الغائط، فهل يفسد هذا الفعل صومي؟ مع العلم أنني حاولت استشارة الطبيب في هذه المسألة ولم يجد لي العلاج، وأنا خائفة من فساد صومي؟ وجزاكم الله خيراً.

    الفتوى






    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فالحكم بفساد الصوم بسبب إدخال الماء إلى الدبر محل خلاف بين الفقهاء، كما بيناه في الفتويين رقم: 77368، ورقم: 127605.

    والذي عليه جماهير أهل العلم هو فساد الصوم به، وعلى القول بفساد الصوم بذلك، فإن صومك يفسد بما تفعلينه، وانظري المزيد حول من فعل ذلك جاهلاً في الفتوى المشار إليها أخيراً، وإذا كنت مضطرة - حقيقة - إلى هذا الفعل - كما ذكرت - فيسعك الأخذ بقول من يقول بعدم الفساد.

    والله أعلم.

                  

07-01-2014, 08:15 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    أعاني من اختناق النوم وانقطاع النَفَسْ ـ Sleep Apnea ـ وقد تم وصف جهاز ضخ الهواء الموجب المتواصل ـ CPAPـ أثناء النوم سواء ليلا، أو نهارا، أو ظهرا عند القيلولة، وبحسب ما علمت فإن استعمال الجهاز بحاجة إلى مرطب وما إلى ذلك، ونظرا لضخ الهواء المتواصل فإن ذلك يؤدي إلى جفاف الحلق ـ كالشوك ـ فهل هذا الجهاز في ضوء استخدام المرطب مفطر في شهر رمضان الفضيل؟ وشكرا جزيلا

    الفتوى


    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

    فمن المعلوم أن كثيرا من مستجدات الطب الحديث قد وقع الخلاف بين أهل العلم المعاصرين في كونه مفطرا، وهذا ليس بمستغرب فقد وقع الخلاف قديما في أشياء أوضح منها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: أما الكحل والحقنة وما يقطر في إحليله ومداواة المأمومة والجائفة: فهذا مما تنازع فيه أهل العلم... والأظهر أنه لا يفطر بشيء من ذلك، فإن الصيام من دين المسلمين الذي يحتاج إلى معرفته الخاص والعام، فلو كانت هذه الأمور مما حرمها الله ورسوله في الصيام ويفسد الصوم بها لكان هذا مما يجب على الرسول بيانه، ولو ذكر ذلك لعلمه الصحابة وبلغوه الأمة كما بلغوا سائر شرعه. اهـ.
    وقد عقدت عدة ندوات ومؤتمرات ومجامع فقهية لبحث هذه الأمور، ومن ذلك مسألة استعمال بخاخ الربو، وهو يستعمل عن طريق الفم، بخلاف الجهاز محل السؤال هنا فإنه يستعمل عن طريق الأنف، فهو أولى بالعفو من بخاخ الربو، الذي استظهرت اللجنة الدائمة للإفتاء عدم الفطر باستعماله، لأنه ليس في حكم الأكل والشرب بوجه من الوجوه، وبذلك أفتى الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين وغيرهما، قال ابن عثيمين: استعمال هذا البخاخ جائز للصائم، سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية، فتنفتح لما فيه من خاصية، ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك، فليس هو بمعنى الأكل ولا الشرب، ولا أكلاً ولا شرباً يصل إلى المعدة، ومعلوم أن الأصل صحة الصوم حتى يوجد دليل يدل على الفساد من كتاب، أو سنة، أو إجماع، أو قياس صحيح. اهـ.

    وقد ناقش مجمع الفقه الإسلامي موضوع المفطرات للصائم، وعد في الأمور التي لا تعتبر من المفطرات: غاز الأوكسجين وغازات التخدير -البنج- ما لم يعط المريض سوائل ومحاليل مغذية، وما يدخل الجسم امتصاصًا من الجلد، كالدهون والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية، أو الكيميائية، وتم تأجيل إصدار قرار في بعض الصور، للحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة في أثرها على الصوم، ومن ذلك بخاخ الربو واستنشاق أبخرة المواد، وأما الندوة الفقهية الطبية المنعقدة لموضوع المفطرات فقد رأى أكثر المجتمعين أن قطرة العين، وبخاخ الأنف، وبخاخ الربو، من الأمور التي لا تعتبر مفطرة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 25751.

    وهناك عدة أبحاث مفيدة في هذا الموضوع، نشرت في مجلة مجمع الفقه الإسلامي، منها بحث: المفطرات في ضوء الطب الحديث ـ من إعداد الدكتور محمد هيثم الخياط، جاء فيه: يظهر من النصوص أن ثمة قدرا مَعْفُوًّا عنه، فلا شك في أن من يمضمض يبقى في فمه شيء من الماء الذي مضمض به مختلطًا باللعاب، وهو لا شك مبتلعه، ولكنه لا يفطر بنص الحديث.. ولو مضمض المرء بماء موسوم بمادة مشعة، لاكتشفنا المادة المشعة في المعدة بعد قليل، مما يؤكد وجود قدر يسير معفو عنه، وهو يسير يزيد ـ يقينًا ـ عما يمكن أن يتسرب إلى المريء من بخاخ الربو إن تسرب، أو من بخاخ الأنف أو قطرة الأنف إن تسربا، أو من القرص الذي يوضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية إن تسرب، أو من قطرة الأذن التي انثقب غشاء طبلتها إن تسرب، فلا مسوغ طبًّا وشرعًا للقول بتفطير هذه الأشياء، لكون ما يصل منها إلى جوف المعدة ـ إن وصل ـ أقل بكثير من القدر اليسير المعفو عنه ـ إن شاء الله ـ وقل مثل ذلك في ما يصل إلى المعدة من الأنف إذا بالغ المرء في الاستنشاق، مما يدل على أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح: وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا ـ أنه عفو عن الأمر بالمبالغة في الاستنشاق، لا نهي عن هذه المبالغة، ولا نص على أنها تفطر، لا سيما وهو نهي بعد أمر, فإذا صح ذلك ـ وهو صحيح إن شاء الله ـ فإن ما قيس على هذا الحديث من مفطرات يغدو غير ذي موضوع، كذلك لا يرى كثير من الفقهاء حرجًا في أن يذوق المرء الطعام ولا في أن يمضغ العلك اعتمادًا على أقوال بعض الصحابة والتابعين، مع أن ذوق الطعام ومضغ العلك يوصل إلى المعدة قدرًا يسيرًا معفوًّا عنه ـ إن شاء الله ـ من الطعام أو الشراب. اهـ.

    وأثر جهاز ضخ الهواء أقل من هذا وأيسر، حيث إن الترطيب فيه يعتمد على تشبيع الأكسجين بالماء، فالمستنشق على أية حال إنما هو غاز ليس له جرم، والحاصل أن استعمال هذا الجهاز عند الحاجة إليه لا يفطر على الراجح إن شاء الله تعالى.
    والله أعلم.

                  

07-03-2014, 10:21 AM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا ضيفنا.. لو زرتنا.. لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزل (Re: محمد جلال عبدالله)

    أنا فتاة عانيت من الوساوس القهرية, والأفكار في الصلاة والوضوء منذ شهور عديدة, وأحاول كثيرًا أن أدفعها وأقاومها؛ حتى بدأت أشعر بالذبول, والهم الشديد عند دخول وقت الصلاة؛ بسبب خوفي من هذه الوساوس, وصعوبة البدء بالتكبير, وقطع الصلاة, وأيضًا صعوبة البدء بالبسملة عند الوضوء, فأكرر كثيرًا عند المغسلة حتى أنني أحلف كثيرًا عند البدء وأقول: "والله ما أعيد" وهكذا, لكن – للأسف - أصبح لا يؤثر فيّ الحلف, وأحيانًا أشعر بالعزيمة, وأحاول التجاهل, لكن في اليوم الآخر أعود لوضعي, وأكثر شيء يؤرقني وأردتُ السؤال عنه هو أنني عند بدء الصلاة, أو الوضوء, أو في منتصفهما, أجد حديث نفس في داخلي يقول: "والله أعيد" – أي: الحلف بإعادة الصلاة, أو الوضوء - وأحاول مقاومته ودفعه, ويتكرر كثيرًا معي, وأجاهده بكل ما أستطيع, فإذا تجاهلت هذه الأفكار التي في داخلي من الحلف بالإعادة وغيرها, فهل عليّ ذنب؟ وحين أحلف في داخلي بإعادة الصلاة, وأتجاهل ذلك أشعر بالضيق, وتأنيب الضمير والتوتر بسبب تجاهلي للحلف, وأردت السؤال أيضًا عن دخول الماء إلى الحلق أثناء المضمضة في نهار رمضان, فأحيانًا بسبب إعادة الوضوء والتوتر أشعر بدخول الماء إلى حلقي, وأيضًا أردت أن أخبركم أن هذه الوساوس أرهقتني كثيرًا بعد الغسل من الحيض في رمضان, فمررت بضيق شديد, واغتسلت مرتين, وما زال الشك يراودني بسبب إفرازات بيضاء كنت أراها بعد الغسل, ولأنني أيضًا اغتسلت عندما رأيت الجفاف لمدة ساعة تقريبًا, ولأنني اغتسلت في نهاية اليوم السادس - وعادتي أحيانًا 6 أيام وأحيانًا 7 - لكني لما رأيتها انتهت اغتسلت سريعًا لأدرك الصوم, وتعبت كثيرًا تلك الفترة – والحمد لله على كل حال, وأسأل الله الشفاء والسعادة - وأحتاج لعزيمة قوية؛ حتى أتجاهل كل هذه الأفكار السيئة, التي ترهقني وتُجهدني وتُفقدني لذة العبادة.

    الفتوى





    الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فلا علاج لما تعانينه من الوساوس إلا الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، فمهما وسوس لك الشيطان بأن تقطعي الصلاة, أو غير ذلك فتجاهلي ذلك كله, ولا تعيريه اهتمامًا، وانظري الفتوى رقم: 51601.

    وإن وقع منك تحت تأثير الوسوسة يمين أو حنث فلا اعتبار به، وانظري الفتوى رقم: 164941.

    وما تشكين في وصوله إلى حلقك من الماء فالأصل عدمه، ولو سلم أن شيئًا من الماء وصل إلى حلقك فلا يفسد صومك بذلك عند كثير من العلماء, ما دمت لم تتعمدي ابتلاع الماء.

    وما فعلته من الغسل بعد انقطاع الحيض ورؤية الطهر صحيح، بل هو الواجب عليك, فلا وجه لما تشعرين به من القلق.

    وبالجملة: تجاهلي الوساوس, وأعرضي عنها, ولا تكترثي بها, فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا.

    والله أعلم.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de